مارى.. مراسلة الحروب تفقد عينها فى سريلانكا وحياتها فى سوريا

كتب: سمر النجار الخميس 23-02-2012 19:17

 

«رأيت اليوم طفلاً يلفظ أنفاسه الأخيرة.. إنه أمر فظيع جداً ما يجرى فى بابا عمرو.. المدنيون مستهدفون بالقصف والقنص»، كان هذا وصف الصحفية الأمريكية مارى كولفين الأخير للوضع فى بابا عمرو، قبل يوم واحد من مقتلها فى قصف لقوات النظام السورى على حمص، استهدف منازل عدة كان من بينها المنزل الذى كانت تقيم فيه كولفين، والذى كان مركزاً للنشاط الإعلامى فى حمص.

وكان بداخل «كولفين» إصرار يدفعها للذهاب إلى سوريا للبحث عن قصص إنسانية وسط الموت ورصد الأوضاع الحقيقية هناك، وبعد فشلها فى الحصول على تأشيرة دخول رسمية من وزارة الخارجية السورية، قررت «كولفين» الاستعانة بمهربين لإدخالها حمص، وحى بابا عمرو تحديداً، حيث يصعب الحصول على معلومات عما يجرى فيها.

واتسمت «كولفين»، «56 عاماً»، بالشجاعة وقوة الشخصية، فهى لم تكن غريبة على حالات النزاع والقتال والحرب، حيث إنها نجت من الموت عدة مرات أثناء تغطيتها للنزاعات والحروب على مدار أكثر من 20 عاماً، وكان من أبرز أعمالها تغطية النزاعات فى الشيشان والبلقان وتيمور الشرقية وفلسطين والعراق وأحداث الربيع العربى فى ليبيا وتونس ومصر.

وتميزت «كولفين»، التى كانت تعمل بجريدة «صنداى تايمز» البريطانية منذ عام 1986، بـ«عصابة» كانت تغطى بها عينها اليسرى، التى فقدتها عندما أصيبت بشظايا خلال تغطيتها للحرب الأهلية فى سريلانكا عام 2001،. وقالت والدة «كولفين»، وهى روزمارى كولفين، إنه كان من المفترض أن تغادر ابنتها يوم قبل وفاتها بيوم، ولكن إصرارها على إكمال مهمتها أبقاها فى حمص، وأضافت: «ابنتى أرادت أن تنجز قصة أخيرة قبل أن تغادر».