جون ماكين: الثورة أعطت المصريين فرصة للتغيير

كتب: مصباح قطب, لبنى صلاح الدين الإثنين 20-02-2012 17:27

قال السيناتور الجمهورى، جون ماكين، إن الثورة المصرية أعطت للشعب فرصة للتغيير وليس ضماناً للنجاح وهو أمر يجب على المصريين أن يعملوا لتحقيقه الآن، مؤكداً تمسك الولايات المتحدة بعلاقاتها الجيدة مع مصر ودعمها تعزيز الشراكة بين البلدين.

وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت عدداً من الخطوات التى تعطى مؤشرات واضحة بشأن رغبتها فى دعم المجتمع المصرى وتنشيط اقتصاده ومواجهة التحديات التى تواجهه والتى زادت حدتها خلال العام الماضى.

جاء ذلك خلال كلمته فى مؤتمر «فرص الشراكة بين الشركات المصرية والأمريكية فى مجال التوريدات التجارية»، الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، الاثنين، والذى تجنب خلاله «ماكين» الحديث عن قضية «التمويل الأجنبى» المثارة حالياً بين البلدين، مكتفياً بالتأكيد على أن العلاقات بين البلدين أقوى من أن تتأثر بأى شىء عرضى.

وقال السيناتور الجمهورى: «زيارتنا الحالية تعكس اهتمامنا ودعمنا الشديدين للشراكة بين الولايات المتحدة ومصر». وأضاف أن نجاح الانتقال السياسى فى مصر يعتمد فى جزء كبير منه على إعادة تنشيط الاقتصاد، وهو ما تعمل الولايات المتحدة على دعمه، محذراً من أن مصر إذا لم تستطع توفير فرص عمل ووظائف تستوعب هذا الجيل من الشباب المتحمس الذى يبحث عن حياة كريمة داخل بلده فإنها مهددة بموجات من التطرف.

وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً العالم العربى، تمر بلحظة حاسمة، ومصر كانت ولاتزال هى قلب العالم العربى، والطريقة التى ستتبعها للتطور والتغيير ستشكل مستقبل جميع بلدان المنطقة. وأضاف أن شعوب المنطقة والعالم أجمع يتابعون عن كثب جميع الخطوات التى تقوم بها مصر سواء للأمام أو للخلف.

وأوضح أن مؤتمر «فرص الشراكة» الحالى يبرهن على رغبة الولايات المتحدة فى دعم الشعب المصرى وتوفير فرص عمل لأبنائه، نظراً لأن المؤتمر بمثابة جسر لاندماج الشركات المصرية مع نظيرتها بالمنطقة، ويعتبر فرصة للشركات المصرية لتوريد الاحتياجات والمستلزمات الأساسية، بما فيها العمالة، للمشاريع الكبرى التى تنفذها الشركات الأمريكية.

وقال «ماكين» إن طبيعة الشراكة بين مصر والولايات المتحدة قد تغيرت بالفعل الآن، وعلينا جميعاً أن نواكب تلك التغيرات التى أحدثها الشعب المصرى، إلا أننا يجب أن «نظل أصدقاء سياسياً واقتصادياً وحتى من الناحية العسكرية».

وأوضح أن اسم «الربيع العربى» ربما لا يكون دقيقاً، لأنه كان ملهماً للشعوب فى موسكو وبكين الذين أرادوا أن يتبعوا خطى شاب تونسى ضحى بحياته ليعلن للعالم رغبته فى أن يحيا حياة كريمة، وبالتالى علينا أن نحقق تلك الأهداف لكل الذين ضحوا بحياتهم من أجلها.

وقالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باتريسون، إن زيارة السيناتور الجمهورى «ماكين» بصحبة عدد من «السيناتورات» تعكس اهتماماً واضحاً بمصر، وتابعت أن الولايات المتحدة هى ثانى أكبر مستثمر فى مصر، وأن الأمريكيين أوضحوا أكثر من مرة أنهم يريدون أن يكون لهم دور فى مصر «الجديدة». وتابعت أنها دعت إلى منزلها، الاحد، عدداً كبيراً من المستثمرين الأمريكيين ونواب من البرلمان لإزالة حالة القلق وعدم الوضوح التى يعانى منها المستثمرون.

وأكدت أن نواب البرلمان أكدوا إدراكهم أهمية زيادة الاستثمارات الأجنبية التى من شأنها توفير فرص عمل وتحسين مؤشرات الاقتصاد.

وأضافت «باتريسون» أنه على الرغم من أن هذا الوقت ربما يكون متوتراً بين البلدين فإن الولايات المتحدة ملتزمة بالشراكة التجارية والاقتصادية مع مصر.

من جانبه، قال جمال محرم، رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، إن الرسالة التى أعطاها السيناتور الأمريكى خلال كلمته إيجابية وتؤكد أنه لمس تغييراً حقيقياً فى مصر، لافتاً إلى أن تلك الزيارة تم الإعداد لها منذ نحو 6 أشهر أى قبل أزمة «التمويل الأجنبى» التى أثيرت بين البلدين.

وأضاف أن الغرفة لا علاقة لها بتلك الأزمة، إلا أنه فى رأيه الشخصى فإن تعامل حكومتى البلدين مع الموضوع كان خاطئاً من الجانبين، سواء على الجانب الأمريكى أو المصرى أيضاً لأن هذا الأخير «سكت عن هذه المشكلة منذ فترة طويلة».

وأكد أن الأمور يجب أن تهدأ بين البلدين، مستبعداً أن يكون لهذا الأمر أثره على العلاقات المشتركة، مشيراً إلى أن الغرفة بدأت مناقشة منطقة التجارة الحرة بين البلدين، إلا أنه من المستبعد تماماً أن تشهد تلك المناقشات أى تطور إلا عقب الانتخابات الأمريكية المقبلة.