دخلت السلع الغذائية على خط الأزمة الإيرانية من واقع الضغوط والمصاعب التى تواجهها الحكومة الإيرانية لتأمين المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى الخناق الذى بدأ يضيق يوما بعد يوم على تصدير النفط الخام، وذلك فى ظل الحظر الذى قررته الدول الأوروبية على البترول الإيرانى والقيود المالية الغربية المفروضة على البنوك فى طهران مما دفع إيران فى اتجاه تصدير النفط لدول أخرى مقابل الغذاء كطوق نجاة لإنقاذ الموقف.
ووفقا لما كشفته مصادر فى شركات الشحن والتجارة الإيرانية لشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية الإخبارية السبت، بدأت معدلات التضخم فى الارتفاع نتيجة لإعاقة قدرة إيران على استيراد وتصدير البضائع فى الوقت الذى يعانى فيه عدد من مناطق البلاد من نقص كبير فى السلع الغذائية الأساسية. كما أكدت مصادر تجارية وجود آلاف الأطنان من الذرة االأوكرانية عالقة فى الموانى دون إنزالها بسبب عدم وجود رسائل بنكية تثبت التمويل فى ظل التضييق المتزايد على البنوك الإيرانية وعلى رأسها البنك المركزى، وهو الأمر الذى يضع السلطات الإيرانية فى مأزق حيث تشير الأرقام الصادرة عن مجلس الحبوب العالمى إلى حاجة إيران لاستيراد 3.5 مليون طن من الذرة سنويا. وتزامن ذلك مع شراء إيران نحو نصف مليون طن من القمح الأسبوع الماضى وسط أنباء عن محادثات يجريها مشترون من القطاع الخاص لاستيراد كميات أخرى من روسيا مع السداد بالروبل كمحاولة لتفادى العقوبات الغربية، علما بأن طهران كثفت مشترياتها من أسواق الحبوب العالمية حيث اشترت 1.1 مليون طن إجمالا فى الأسبوعين الماضيين باستخدام عملات غير الدولار فضلا عن صفقات مقايضة بالذهب والنفط. وكان الاتحاد الأوروبى أجاز حزمة من العقوبات الجديدة على إيران قبل أسابيع تشمل حظرا على قطاعها النفطى وفرض قيود على تجارة الذهب والمعادن النفيسة، بالإضافة إلى تجميد أصول إيرانية محددة، فى تحرك غربى جديد لتصعيد الضغوط على طهران لتقويض برنامجها النووى، وسرعان ماتحرك الطرف الأمريكى وفرض بدوره حظرا على التعامل مع البنوك الإيرانية وصولا إلى إصداره قانونا بإقصاء أى بنك من النظام المالى الأمريكى يثبت تعاطيه مع المصارف الإيرانية.
وأضرت العقوبات المالية التى فرضت منذ بداية العام الحالى بقدرة طهران على دفع ثمن وارداتها من مواد غذائية أساسية، وعرقلت العقوبات الحصول على تمويل باليورو والدولار مما دفع إيران إلى البحث عن وسائل بديلة للسداد.
وحول الملف النووى، حذر وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج من نشوب «حرب باردة» فى الشرق الأوسط بسبب البرنامج النووى الإيرانى، وقال فى مقابلة مع صحيفة «الدايلى تيليجراف» البريطانية الجمعة الماضى: «إن هذه الحرب الجديدة حال نشوبها ستكون كارثة على العالم وأكثر خطورة من الحرب الباردة بين الشرق والغرب خلال القرن الماضى». وأضاف هيج أنه إذا تمكنت إيران من الحصول على مقدرات عسكرية نووية فهذا سيفتح الطريق أمام دول أخرى فى الشرق الأوسط ترغب فى إنتاج أسلحة نووية.