عندما تقترب من ديوان المظالم بقصر عابدين تسمع صوتاً يرتفع بين الحين والآخر منادياً «ورقة مكتوب فيها شكوتك، وتقف فى الصف لحد ما ييجى دورك». المئات وأحياناً الآلاف يقفون فى طابور طويل يومياً أمام الديوان، منذ أعلن الرئيس محمد مرسى عن افتتاحه، لتلقى شكاوى المواطنين فى السادس من يوليو الجارى. ولمعرفة مصير هذه الشكاوى قررت «المصرى اليوم» خوض التجربة منذ بدايتها واستقر الأمر على تقديم شكوى عامة تهم قطاعاً كبيراً من الناس، ولم نجد أهم من مشكلة القمامة.
واخترنا شارع أحمد حلمى، بطلاً للشكوى، التى أرفقنا بها صورة لتلال القمامة فى الشارع، ثم قدمناها فى ديوان المظالم بقصر عابدين، حيث تسلمها الموظف بالديوان، وأعطى لمقدمة الشكوى رقم تليفون، قائلاً: «رقم التليفون ده تتصلى بيه بعد 10 أيام، ولو مردش ابقى تعالى اسألى الشكوى حصل فيها إيه».
وكان نص الشكوى ما يلى: «السيد رئيس الجمهورية/ محمد مرسى
بعد التحية
نحن سكان شارع أحمد حلمى بمنطقة شبرا الخيمة نتأذى كثيرا من جبال القمامة ومخلفات الهدم التى ارتفعت لتتجاوز الدور الثانى لبعض البيوت فى المنطقة، ناهيك عن انتشار الأمراض بين السكان والحشرات والروائح الكريهة إضافة إلى الأزمة المرورية الخانقة التى تسبب فيها إلقاء القمامة فى وسط الشارع على طول امتداده من ميدان أحمد حلمى حتى ميدان المؤسسة حتى إنها أدت إلى إغلاق مدخل موقف الزهور فى بداية كوبرى عبود تماماً، دون أى تحرك من رؤساء الأحياء الثلاثة التى يمر بها الشارع وهى حى الساحل وحى شبرا وحى غرب شبرا الخيمة».
إضافة إلى توقيع مقدمة الشكوى، ورقمها القومى، وعنوانها كما أرفق بها صورة توضح تراكم جبال القمامة بالشارع. وبعد الـ10 أيام حاولنا الاتصال بالرقم الذى حصلنا عليه، إلا أنه كان بين حالين إما مشغولا أو لا يرد، فذهبنا مرة أخرى لمقر الديوان للسؤال عن الشكوى فكانت الإجابة برقم تليفون آخر لا يرد أيضاً، ورفض أى موظف بالديوان الرد علينا بخصوص موضوع الشكوى، أو التليفون المشغول، مؤكدين أن دورهم يقتصر على تسلم الشكاوى فقط دون متابعتها.