تبادلت أطراف المعارضة السورية الاتهامات فيما بينها، بعد إعلان تكتل سياسي عن تشكيل «هيئة أمناء الثورة السورية» وتكليف المعارض، هيثم المالح، بتشكيل حكومة انتقالية.
وردا على تشكيل الائتلاف الجديد قال عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، إن «عملية تشكيل حكومة انتقالية عملية صعبة، وتحتاج إلى مشاورات مع جميع أعضاء المعارضة السورية ومقاتلي المعارضة والجيش السوري الحر».
وأضاف قائلا: «لكن إذا خرجت كل جماعة لتعلن منفردة تشكيل حكومة جديدة دون محادثات وبحث، فإن هذا يعني أن ننتهي إلى سلسلة من الحكومات الضعيفة التي لا تمثل أحدا، ولن تكون قادرة على أن تعني أي شيء أو أن تفعل أي شيء».
وأكد أن «هدفنا النهائي هو تشكيل حكومة تمثل وترضي جميع أعضاء المجتمع السوري».
من ناحيته، قال برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، في تصريحات لشبكة «سكاى نيوز» الإخبارية، إنه يخشى أن تتحول المعارضة إلى «كرة تتقاذفها الدول والأهواء»، مضيفا أنه «لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية بشكل منفرد قبل التشاور مع جميع القوى والأطراف. ويجب ترك المصالح الخاصة وأن تكون حكومة تمثل الشعب».
وهاجم رئيس الجيش السوري الحر التحالف السياسي الجديد، ووصف زعماءه بأنهم انتهازيون يسعون لشق صف المعارضة والاستفادة من مكاسب المقاتلين.
واعتبر العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر، في تسجيل مصور بثته مواقع وقنوات إخبارية الأربعاء، تشكيل حكومة انتقالية في هذه المرحلة محاولة لاحتكار القرار السياسي، ووصف زعماء هيئة أمناء الثورة بأنهم «انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها».
وقال «الأسعد»، في تسجيل مصور بثته قناة «العربية» التليفزيونية الإخبارية إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد «أصابتهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب الذي دعاهم لأن يعلنوا إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا».
وأضاف قائلا: «لكنهم في الواقع يحاولون إعادة إحياء نظام الأسد الساقط في اتخاذ قرار من دون الرجوع إلى الشعب الذي بذل الدم والدموع، لكي يحصل على استقلاله من عصابة الأسد المجرمة».
وقال «الأسعد» إن الإعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلى «إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر».
أما هيثم المالح، رئيس جبهة العمل الوطني السوري، والمكلف بتشكيل الحكومة المؤقتة، فقد قال في تصريحات قناة «العربية» إن المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري يبدي تعنتا أمام تشكيل حكومة ائتلافية، مضيفا أنه سيواصل الجهود للتوصل إلى تفاهم ومنع تشرذم المعارضة.
وأشار «المالح» إلي إنه سيبدأ حوارًا مع جميع أعضاء المعارضة بما في ذلك الجيش السوري الحر بشأن تشكيل حكومة انتقالية.
وأضاف «المالح»، وهو عضو بارز بالمعارضة السورية، في مؤتمر صحفي الثلاثاء قائلا: «سيكون لدينا بالتأكيد أعضاء من الجيش الحر في الحكومة الجديدة».
وكانت مجموعة من 70 ناشطًا سوريًا في المنفى قد أعلنت إنشاء «مجلس الثورة السورية» في مؤتمر صحفي في القاهرة الثلاثاء.
ويمثل ظهور التحالف الجديد أحدث مسعى للمعارضة السورية المنقسمة للاتفاق على بديل سياسي للرئيس بشار الأسد، الذي تحاول قواته إخماد انتفاضة مسلحة مضى عليها 16 شهرًا.