قال محللون وخبراء في الشأن السوري، الثلاثاء، إنه بالرغم من عودة جماعة الإخوان في سوريا كقوة سياسية كبيرة منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، إلا أنه لا يمكن لأي طرف تحديد مدى شعبية الجماعة بالضبط داخل سوريا، ويرى البعض أنها يمكن أن تحدد مستقبل الوضع في سوريا وأن تمسك بقاليد الحكم، عقب الثورة السورية.
وأوضح الخبير في الشأن السوري، توماس بيريت، أستاذ الإسلام المعاصر في جامعة أدنبرة، أنه «لا يمكن لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن تؤسس قاعدة شعبية خلال عام، لاسيما إن كانت تعمل من الخارج، حيث لم يكن لها أي تحرك داخل سوريا لمدة 30 عاما، وأنه من الصعب الحكم على قوتهم».
وأكد «بيريت» أنه «مهما كانت صورة المستقبل السياسي لسوريا، إلا أن الأمر الواضح هو أن هذا المستقبل سيضم أطيافا عديدة من بينها جماعة الإخوان المسلمين، ومن الصعب للغاية إن لم يكن من المستحيل استثناء الإخوان من أي اتفاقيات مستقبلية».
وترى الخبيرة البريطانية، جين كينينمونت، الباحثة في مؤسسة «تشاثام هاوس» بلندن، وخبيرة حركات المعارضة في العالم العربي، أنه «لا يوجد أي ضمان على النجاح كما يوضح النموذج الليبي، حيث اعتقد الجميع أن النجاح سيكون من نصيب التيارات الإسلامية وهو ما لم يحدث، وإذا حدثت انتخابات فالتصور الأقرب للواقع هو تكوين ائتلاف حكومي يضم ممثلين للأقليات الدينية أيضا، ومن المهم أيضا إدراك أن سوريا تتمتع بثقافة علمانية قوية خاصة في دمشق وحلب».
وتابعت: «السعودية التي تعد هي مصدر تمويل مهم للمعارضة، والتي فتحت أبوابها للعميد المنشق عن النظام السوري مناف طلاس، القيادي السابق في الحرس الجمهوري والذي كان مقربا من بشار الأسد لا ترغب في وصول الإخوان لسدة الحكم في سوريا».
وأشار «كينينمونت» إلى أن «السعودية تروج للعميد طلاس في الإعلام كرجل لديه خريطة طريق، وأنها ترغب في الاستقرار وترى أن القيادة العسكرية قادرة على تحقيق ذلك، ويمكن لرجل مثل العميد مناف طلاس قيادة مجلس عسكري على غرار النموذج المصري، يحافظ على ولاء ووحدة القوات المسلحة».
كانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت في وقت سابق عن ملحم الدروبي، الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، قوله: «لدينا مجموعة من الخطط الخاصة بالاقتصاد والمحاكم والسياسة»، وأعلن الإخوان في سوريا عن استعدادهم لتأسيس حزب سياسي يدافع عن دولة مدنية وديمقراطية حال رحيل نظام الأسد.
يذكر أن جماعة «الإخوان المسلمين» تأسست بمصر عام 1928، ووصلت لسوريا في أربعينات القرن الماضي كجزء مشروع من المعارضة، وتم حظر أنشطة الجماعة عام 1963 بعد وصول حزب البعث للسلطة.
وفي عام 1982 شن الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، عملية مسلحة ضد الإخوان في حماة، الأمر الذي أدى إلى تدمير الحركة بالكامل باستثناء عدد قليل من أعضائها الذين نجحوا في الهروب وإعادة بناء الحركة في المنفى.