«قوة القدس»: الذراع الطولى لـ«آية الله» والمتهمة بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل

كتب: أحمد بلال الخميس 16-02-2012 15:01

فيما تتواصل حرب التصريحات والاتهامات المتبادلة بين تل أبيب وطهران حول المسؤولية عن العمليات الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية في الهند وجورجيا وتايلاند، اتهمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ما يسمى بـ «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي أطلقت عليها اسم «موساد الإيرانيين»، في إشارة إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي، بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة وعمليات أخرى وقعت على مدار الأعوام الماضية.

وقالت «يديعوت» إن إيران وحزب الله، اعتادا طوال السنوات الماضية الشكوى من «اليد الطويلة للموساد الإسرائيلي، التي تطارد وتصفي علماء الذرة الإيرانيين وقيادات حزب الله في كل مكان»، وأضافت: «هذه المرة يجب أن نتعرف على الذراع الطويلة لنظام آيات الله، قوة القدس».

ووصفت الصحيفة «قوة القدس»، بأنها «الذراع السرية للحرس الثوري الإيراني»، ومهمتها الأساسية تكمن في «التخطيط وتشجيع الأنشطة الإرهابية خارج الحدود الإيرانية، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للنظام في طهران وخدمة مصالحه في الشرق الأوسط»، واتهمت الصحيفة «قوة القدس» بالوقوف وراء العمليات الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية في الهند وجورجيا.

وذكرت الصحيفة أنه من بين مهام «قوة القدس»، التي يصل قوامها بحسب التقديرات إلى عدة آلاف من المقاتلين، «تنفيذ عمليات كوماندوز خلف خطوط العدو، دعم المنظمات الإرهابية وتشجيعها، وعلى رأسها حزب الله، وتشغيل شبكات التجسس، وجمع المعلومات، وإحباط أنشطة المعارضة الإيرانية»،

وأضافت «يديعوت»: «علاوة على حزب الله، من المعروف أن قوة القدس تساعد في تدريب ومد منظمات فلسطينية بالسلاح مثل الجهاد الإسلامي وحماس، كما تنشط قوة القدس في مناطق أخرى إلى جانب مناطق مثل العراق، وأفغانستان، اليمن، وأمريكا الجنوبية».

القوة، التي وصفتها «يديعوت» بأنها «الأكثر تميزاً لدى إيران»، تأسست في التسعينيات بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، بهدف «الدفاع عن حركات التحرر الإسلامية في العالم»، بحسب الدكتور الإيراني المنشق عن النظام، أمير فرشاد إبراهيمي، وجاء ذلك في مقال عن «قوة القدس» نشره موقع «إيران بريفينج»، المعارض للنظام الإيراني، والذي قال فيه إن القوة المذكورة لها خبرة في حرب المدن وحرب العصابات والحروب غير النظامية.

تولى من يشغل حالياً منصب وزير الدفاع الإيراني، أحمد وحيدي، قيادة «وحدة القدس» فور تأسيسها، وتقول «يديعوت» إن «من بين العمليات القاسية التي تورطت فيها القوة تحت قيادته، الهجوم على مبنى الطائفة اليهودية في الأرجنتين عام 1994، والذي قتل فيه 85 شخصا، وتم تنفيذ الهجوم بالتعاون مع جهاز العمليات الخارجية في حزب الله، الذي كان يترأسه وقتها، عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق عام 2008».

ويتهم إبراهيمي القوة بالقيام بعدة عمليات اغتيال خارج إيران، من بينها اغتيال غلام علي أويسي، المستشار العسكري في عهد الشاه، وشابور بختيار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه. وقال إبراهيمي إن هذه العمليات أدت إلى شهرة حميدي وملاحقته من قبل الإنتربول، وهو ما أدى إلى تعيين العميد قاسم سليماني، قائداً لـ«قوة القدس»، في عام 1998، ومازال سليماني يشغل المنصب حتى الآن.

وتقول «يديعوت» إن «قوة القدس تركز أنشطتها في الشرق الأوسط بشكل أساسي، إلا أن اسمها ارتبط بعمليات إرهابية في الولايات المتحدة، قبل عدة أشهر، عندما اتهمت الولايات المتحدة إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

في السياق نفسه، يقول الدكتور الإيراني المنشق عن النظام أمير فرشاد إبراهيمي، إن «الصلاحيات الواسعة التي بيد (قوة القدس) تعني أنها تعمل في إطار السياسة الخارجية الإيرانية بإشراف مباشر من قبل المرشد علي خامنئي».

ويقع مقر قيادة «قوة القدس» في قاعدة عسكرية في طهران، بالإضافة إلى 4 مقار عمليات على الحدود الإيرانية، والعديد من المراكز التدريبية العسكرية في مختلف أنحاء إيران.