سادت حالة من الهدوء الحذر ميدان التحرير، الأربعاء، حيث عقد المعتصمون لقاءات متفرقة، في محاولة للوصول إلى حل لأزمة وقف انتشار البلطجية والباعة الجائلين في الميدان، وقرروا تنظيم لجان شعبية للحماية.
وفى آخر اجتماع لهم، مساء الثلاثاء، قرروا عدم مغادرة الميدان، إلا بعد تحقيق المطالب، كما تم الاتفاق على عدم قبول المعتصمين لأي هدايا مادية أو أشياء عينية من الزوار الذين يأتون للميدان، وأعلنوا مشاركتهم فى المسيرة الخاصة بشباب الألتراس من أمام النادى الأهلى إلى مكتب النائب العام، للمطالبة بالقصاص لشهداء «مجزرة بورسعيد».
وانقسم المعتصمون فى بداية الاجتماع حول جدوى استمرار الاعتصام من عدمه عقب الجمعة المقبل، خاصة بعد تكرار حوادث البلطجة ومحاولات تشويه صورة الميدان، في ظل عدم قدرتهم على السيطرة على البلطجية، وتعهدوا بعدم مغادرة الميدان إلا بعد تحقيق مطالبهم «حتى لو جاءنا مليون بلطجى» - وفقا لما قالوه.
وعبر أحد المعتصمين في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، عن استيائهم من «تخاذل» قوات الشرطة، خاصة قسم قصر النيل في التعامل مع عناصر البلطجة، بينما قال «أشرف السويسي» إن رجال الأمن يحاولون مساعدتهم، مشيراً إلى أنه ومعه عدد من المعتصمين سلموا عدداً من البلطجية لهم دون عودتهم للميدان مرة أخرى، مؤكدا أنهم بصدد تكوين ائتلاف لجان شعبية لحماية الثورة، متعهدا بأنه خلال 48 ساعة المقبلة سوف يتم القضاء على ظاهرة البلطجة نهائيا من الميدان.
وأضاف عدد من المعتصمين، أن بعض وسائل الإعلام شارك في تشويه صورة الميدان من خلال تصوير المعتصمين على أنهم مجموعة من البلطجية، وقال إن المعتصمين هم أهالي وشهداء الثورة منذ اندلاعها، مروراً بأحداث محمد محمود، وماسبيرو، ومجلس الوزراء، ومذبحة بورسعيد، مؤكداً وجود بعض العناصر المندسة التي تسعى لتشويه الميدان.
وقام علاء الشربيني، أحد المعتصمين، بعمل مقبرة رمزية صغيرة، ووضع لافتة مكتوباً عليها «هذا كفنى.. شهيد تحت الطلب - علاء الشربينى»، مؤكدا أن «الكفن» يعبر «عما نحن فيه الآن»، وأضاف: «أعمل هذا الكفن لأننى معرض للموت فى أى لحظة، ولن أترك الميدان حتى لو استمرت أعمال البلطجة»، مشددا على أننا «أصحاب قضية ولم نترك الميدان حتى تتم الاستجابة إلينا».
وقال الدكتور أحمد عبدالمقصود، أحد أطباء المستشفى الميدانى بمسجد عمر مكرم: إن الأطباء قاموا بإغلاق المستشفى الميدانى، نظراً لغياب المعتصمين من ميدان التحرير، وهو ما لا يستدعى وجودهم فى المستشفيات الميدانية، وأضاف: «لدينا نقطة طبية صغيرة فى صينية الميدان لمتابعة المتواجدين بالخيام، يتم إمدادها بالأدوية التى تحتاجها فقط».
وعن المصابين الذى يتابع حالاتهم بمستشفى «قصر العيني»، أكد أن هناك 4 مصابين بخراطيش فى أعينهم، وتتم معاملتهم معاملة سيئة من قبل إدارة المستشفى «التى تتجاهلهم بشكل كبير ولا تقدم لهم الأدوية التى يحتاجونها، ويضطر المصابون لشراء الأدوية على حسابهم، وكذلك البطاطين، بعد رفض المستشفى إعطاءهم بطاطين بعد طلبهم».
وأكد أنه قام بمخاطبة عدد من أصحاب الخير الذين يدعمون مصابي الثورة، لعلاج المصابين الأربعة في مستشفيات خارجية، وتمت الاستجابة لعلاج عدد منهم.
وفى محيط مجلس الوزراء، سادت حالة من الهدوء، وتظاهر العشرات من العاملين بـ«البنك الأهلي المصري»، أمام مجلس الوزراء، نظراً لفصلهم من جانب البنك، بعد فترة عمل استمرت أكثر من عامين، بعدما كان يتم التجديد لهم كل فترة 6 أشهر، على أن يتم تعيينهم بعد ذلك، لكنهم فوجئوا بفصلهم، وتعيين آخرين من أبناء العاملين وغيرهم بعقد سنوى وبمكافأة شاملة. ورفع العاملون لافتات «بنك أهل مصر.. بيصفى شباب مصر.. سنة سنتين مستنيين حتة ورقة للتعيين».
وتساءل محمود إبراهيم، أحد المفصولين: «بعد أن عملنا أكثر من عامين نخرج الآن في الشارع.. فبأي حق يحدث هذا؟!»، وقال: «على الرغم من أننا فى السابق كان لدينا إمكانية اختيار جهة العمل، لكننا فضلنا البنك الأهلى، وبعد ذلك يتم تعيين أشخاص من خارج البنك، رغم أن إدارة البنك قالت فى السابق إن الأولوية لنا، وللأسف لم ينفذوا كلامهم».