أن يترك هوليوود وأضوائها وسحرها ويذهب لعمل فيلم في الصين عن رواية صينية ويتحدث الفيلم بالصينية أيضا، هذا هو السؤال الذي كان يبحث فيه الإعلاميين عن إجابة من النجم البريطاني كرستيان بايل، صاحب سلسلة «باتمان» الشهيرة.
الفيلم مثار الإعجاب هو «زهور الحرب» للمخرج الصيني الكبير تشانج يي مو، والذي عرض الإثنين في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وتدور أحداثه عام 1937، عندما قامت القوات اليابانية بغزو العاصمة الصينية وتدميرها، بينما نجحت بعض الطالبات في الاختباء وراء جدران كاتدرائية «وينشستر» التي ذهب إليها أمريكي للاختباء و ينضم إليهم أيضا مجموعة من فتيات الليل، اللاتي خرجن من بيوت الدعارة بحثًا عن الحماية، وتحدث تحولات في شخصية الأمريكي ليحمي الفتيات بعد محاولة بعض الجنود اليابانيين اغتصابهن.
وأكد «بايل»، أن عمله في فيلم صيني يعبر عن جزء من تاريخ الصين، كان تحدٍ كبير بالنسبة له، موضحًا أنه يقوم به في مرحلة «النجومية» وليس في البدايات، كما تكمن صعوبته في أن الفيلم بالكامل ناطق بالصينية، قائلا: «هذه كانت الصعوبة الأكبر لأنني لا أستطيع أن أتحدث الصينية إطلاقًا، حتي إنني واجهت صعوبة في البداية في التعامل مع المخرج يي مو، لكننا بعد فترة صغيرة بدأنا مرحلة التفاهم دون الحاجة إلى لغة أو مترجمين».
وأضاف «بايل»: «من حق الممثل أن يحقق إيقاعات مختلفة في حياته ويبحث عن طرق جديدة ليطرح نفسه من خلالها حتى لا يظل أسير الاتجاه الواحد».
واستطرد النجم البريطاني الذي اشتهر بأدواره الأمريكية: «العمل في الصين كان ممتعًا وكان أقوى من حسابات المغامرة من وجهة نظري، كذلك العمل مع مخرج كبير بحجم يي مو أعطاني كثير من الخبرة».
وأضاف: «أكثر ما جذبني للفيلم هي حالة المشاعر والإنسانية والأحاسيس التي وجدتها في السيناريو، فبعد أن قرأته أول مرة، أحببت الشخصية جداً ووجدتها مختلفة وسط الأحداث المحيطة بها، فهو شخص يبحث عن ملذاته، لكنه فجأة يصبح حامٍ لكل الفتيات ويصبح هو الوحيد المسؤول عنهم ويسعى لإنقاذهم من الجنود اليابانيين».
ورفض «بايل»، المقارنة بين عمله مع المخرج الصيني تشنج يي مو في هذا الفيلم، وبين المخرج كريستوفر نولان في فيلم «باتمان»، وقال إن كل منهما «مدرسة مختلفة ولا يجوز وضعهما إطلاقا في مقارنة».
أما المخرج يي مو، فأكد أن فيلمه «لا يرصد وحسب شكل الغزو الياباني للصين والذي راح ضحيته ما يقرب من 200 ألف صيني، لكن يتحدث عن زهور وضحايا الحرب وهن الفتيات».
وقد وصف المخرج العمل بأنه «إنساني»، وقال «رغم أن العمل تاريخي ويعبر عن جزء من تاريخ الصين، إلا أن اختياري للموضوع لا يهدف لذلك إطلاقا، والدليل أنني لم أهتم سوي بمجموعة الفتيات الضحايا اللاتي عانين في هذه الحرب».
وأكد أن الفيلم لن يواجه أزمة في اليابان أو الصين، لاسيما أن «النهاية لا تتجنى على أحد وهو جزء معروف في التاريخ». وصرح المخرج الصيني بذلك خلال المؤتمر الذي أقامه المهرجان للفيلم، والذي أعقبه الافتتاح الرسمي على السجادة الحمراء، ونال الممثل كريستيان بالي الذي جاء بصحبة زوجته، تصفيقًا شديداً من المعجبات، مما اضطره إلى الوقوف وتوقيع العديد من الأوتوجرافات لهن.