«حنان» رسمت مبارك عشان تقول «حاكموه».. ورسمت الثورة عشان تقول «حافظوا عليها»

كتب: غادة محمد الشريف الإثنين 13-02-2012 17:42

ما لا تستطيع التعبير عنه بالكلام تعبر عنه بالرسم، فإعاقتها لم تفصلها عن الأحداث الساخنة التى تمر بها البلاد، تقضى وقتاً طويلاً أمام التليفزيون تشاهد وترصد وتحلل، ولكن بينها وبين نفسها، لأنها غير قادرة على التواصل مع أفراد أسرتها، وفى النهاية تدخل غرفتها وتعبر عن رأيها فى كل ما شاهدته بالرسم.

حنان النحراوى فنانة تشكيلية من ذوى الاحتياجات الخاصة، كانت تتمنى أن تكون واحدة ممن يسمعون ويتكلمون، ليس لتسمع وتتكلم فقط، بل لتصرخ بأعلى صوتها وتقول: «أنقذوا مصر، حاكموا مبارك، سلموا السلطة لمدنيين، احموا الشباب، وحافظوا على الثورة»، وإن كانت محرومة من التفوه بتلك العبارات، فإن الله حباها بموهبة الرسم، لتجد مخرجاً يساعدها على التعبير عن رأيها.

بالريشة والألوان، عبرت حنان عن أحداث كثيرة تدور حولها، منها تباطؤ محاكمات مبارك ورموز نظامه السابق، ودور جمال وعلاء، نجلى الرئيس السابق، فى إفساد مصر وجبروت حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، فى قتل المتظاهرين وتعذيب المحتجزين وعظمة ثورة 25 يناير التى نقلت مصر من عصر الظلام إلى عصر الحرية، وعبرت أيضاً بمجموعة من اللوحات عن بعض المصطلحات التى انتشر تداولها بعد الثورة، ومنها: «الفوضى» و«القلة المندسة» و«الطرف الثالث» و«حزب الكنبة» و«الأغلبية الصامتة».

وبعيداً عن السياسة، عبرت حنان بالرسم عن مشاكل ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاناة التى يتعرضون لها، سواء فى التعليم أو العمل أو الاندماج فى المجتمع والحصول على الحقوق نفسها التى يتمتع بها الأسوياء، وتمنت «حنان» أن تهتم الدولة أكثر بالصم والبكم وتستفيد من طاقاتهم غير المستغلة ليشعروا بأنهم جزء من هذا المجتمع.

«حنان» التى حصدت العديد من الجوائز تجاوزت الـ30، لا تتوقف عن الرسم، فهو بالنسبة لها كالماء والهواء، وذلك رغم الظلم الذى تتعرض له لأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها وحماية حقوقها: «عانيت كثيراً من الفساد والظلم والنصب، فكلما مّن الله علىّ برحلة إلى بلد أوروبى لعرض لوحاتى، يتم سرقة لوحاتى وأعود دون أى عائد مادى أو تقدير. ذات مرة سافرت إلى أمريكا للمشاركة فى معرض من خلال وزارة الثقافة.

وحينما أشاد رواد المعرض بلوحاتى اتهمنى مسؤولو الوزارة بأننى لست صاحبة تلك اللوحات، فلم أستطع الدفاع عن حقى، وتحملت مصاريف الانتقال وعدت إلى مصر لأقوم بتقطيع كل اللوحات التى رسمتها».