«النقب».. معتقل إسرائيلى على الطريقة النازية

الإثنين 25-01-2010 00:00

بينما تستعد إسرائيل لإحياء مولد الهولوكوست السنوى يوم 27 يناير، الذى وافق تحرير معسكر «أو تشفيتز» النازى عام 1945، أصدر الباحث فى شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة، تقريراً أكد فيه أن معتقل «النقب الصحراوى الإسرائيلى، لم ينشأ سوى على الطريقة النازية، من حيث اختيار المكان الجغرافى والشكل والمضمون وآلية التعامل مع المعتقلين، فضلاً عن افتقاره أدنى مقومات الحياة البشرية، وانتشار الأمراض والزواحف والحشرات والأفاعى.

وذكر التقرير أن أهداف إقامة المعتقل فى تلك المنطقة، عديدة منها، استخدام المعتقلين لتجارب بيئية، وفحص مدى تأثير مفاعل «ديمونة» ومخلفاته السامة على البيئة وعلى حياة البشر هناك، منوهاً إلى أنه «قد يكون أقسى وأسوأ من المعتقلات النازية، إذا ما أضفنا لذلك كل ما ابتكرته الأجهزة الأمنية وبدعم من الجهات السياسية والقانونية الإسرائيلية من أساليب للتضييق على الأسرى الفلسطينيين».

كان شاهد قد شهد من أهلها، عندما نشرت وزارة البيئة الإسرائيلية تقريراً حذرت فيه من وجود نفايات نووية سامة وخطرة فى منطقة النقب، ناجمة عن مفاعل ديمونة، ومنها مادة الإسبست، وحذرت من تسببها فى الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان.

وأوضح التقرير الفلسطينى أن اختيار موقع المعتقل لم يأت عفوياً، بل نتيجة دراسة مستفيضة من قبل الجهات الأمنية والسياسية، إذ أنشئ داخل منطقة عسكرية مغلقة وخطرة، تجرى بداخلها تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلى وبأسلحة حية، إضافة إلى أنها منطقة ملاصقة للحدود المصرية، ومعرضة لخطر الحرب، مما يخالف جميع القوانين الدولية.

واستعرض التقرير أهداف اختيار موقع المعتقل لـ«الانتقام من المعتقلين وعزلهم فى أبعد المناطق الجغرافية وأقساها.. صيفاً وشتاءً»، وما قد يسببه ذلك من أمراض عديدة للأسرى، فضلاً عن تعذيب ذويهم، بإجبارهم على السفر لساعات طويلة فى ظروف قاسية أثناء الزيارات.

وأورد التقرير أوجه الشبه بين «النقب» ومعتقلات النازية، مؤكداً أنه «بمجرد أن يصل الأسير بوابته يمحى اسمه ويتسلم رقماً يتم التعامل به طوال فترة اعتقاله، وحتى يوم تحريره، المعتقل مقام على مساحة كبيرة ومقسم إلى خيام تحيطها أسلاك شائكة وسياج مرتفعة، وبين كل قسم وآخر ممرات للجيش وأبراج مراقبة ويتجول الجنود بين الأقسام، مدججين بالسلاح، وكثيراً ما يجرون تدريبات بالأسلحة النارية الحية، مصوبين بنادقهم تجاه المعتقلين».