أثار قرار جامعة الدول العربية بدعوة مجلس الأمن إلى تبني قرار بإرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية إلى سوريا لمتابعة التزام دمشق بوقف العنف تجاة المتظاهرين السلميين، ردود أفعال دولية متباينة، فبينما قالت روسيا إنها تدرس الاقتراح، أعلنت بريطانيا أنها تبحث بالفعل تطبيقه، أما الصين، فامتنعت عن إبداء موقفٍ واضح.
وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج: «إن بلاده ستناقش «بشكل عاجل» مع شركائها اقتراح إرسال القوات إلى سوريا. وأوضح بيان صادر عن الخارجية «سنناقش بشكل عاجل مع جامعة الدول العربية وشركائنا الدوليين مقترحات تشكيل قوة حفظ السلام عربية دولية».
وقررت جامعة الدول العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، إنهاء عمل بعثة المراقبين العرب إلى دمشق، ودعوة مجلس الأمن إلى إرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية.
وقال «هيج»: «إن مهمة من هذا القبيل قد يكون لها دور مهم تلعبه لإنقاذ الأرواح، شرط أن يكف نظام الأسد عن أعمال العنف بحق المدنيين ويسحب قواته من المدن ويطبق وقف إطلاق نار فعلي».
ورحب الوزير بالقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية، الأحد، والتي قال إنها «إجراءات مهمة لتشديد العزلة الدبلوماسية والاقتصادية على النظام السوري».
وأعرب عن ارتياحه لتنظيم «مؤتمر أصدقاء سوريا» في 24 فبراير في تونس، مؤكدا أن «بريطانيا ستلعب دورا نشيطا في هذه المجموعة».
كما رحب «بالتزام الجامعة العربية تكثيف دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية، وتشجيعها على مزيد من الوحدة لتمثل كل مكونات سوريا».
وتابع أنه «لا يمكن للجامعة العربية أن توجه رسالة أكثر وضوحا لسوريا، ونحن نتطلع إلى العمل بشكل وثيق معها خلال الأيام والأسابيع المقبلة».
أما وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فقد قال: «إن موسكو تدرس الاقتراح العربي، لكنه أكد ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا قبل إرسالها، وموافقة الأخيرة على استقبالها».
وقال: «ندرس هذه المبادرة وننتظر من أصدقائنا في الدول العربية توضيح بعض النقاط. لنشر قوة لحفظ السلام يجب الحصول على موافقة الطرف الذي يستقبلها». وأضاف: «نحتاج إلى شىء يشبه وقفا لإطلاق النار».
ويتمتع النظام السوري منذ عقود بدعم واضح من روسيا. وموسكو هي الحليف الاستراتيجي والعسكري الأكبر لسوريا منذ الحقبة السوفييتية. وتوجد في مدينة طرطوس الساحلية شمال سوريا القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفييتي السابق.
من جانبها، دعت الصين الاثنين إلى وقف أعمال العنف في سوريا عبر «الحوار» و«الوساطة السياسية»، وامتنعت عن تأييد الدعم المادي الذي تريد الجامعة العربية تقديمه للمعارضة السورية وتشكيل قوة دولية عربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ليو ويمين: «إن الصين تدعو الجامعة العربية إلى مواصلة جهود الوساطة السياسية».
وأضاف:«إن تحرك الأمم المتحدة يجب أن يسمح بخفض حدة التوتر في سوريا ودعم الحوار السياسي لتسوية النزاعات».
وأعلنت الجامعة العربية الأحد أنها ستقدم الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية وستطلب من مجلس الأمن تشكيل قوة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا.
وحول هذه النقطة، امتنع «ليو» من القول ما إذا كانت الصين ستدعم هذه المقترحات الجديدة. وقال: «إن الصين ستدعم مبادرات الأسرة الدولية التي تتماشى مع مواقف الصين».