أعلن الرئيس التونسى المؤقت «محمد المنصف المرزوقى» تحالف «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية»، الذى ينتمى له، مع حركة النهضة الإسلامية حتى «لا يتركها تعمل وحدها»، قائلا إن هذا التحالف جاء «من أجل حماية البلاد والحفاظ على الوسطية والاعتدال فى تسيير كل الأمور»، وإنه «سيظل دائما وفيا لمبادئه ولن يقايضها بأى شىء كان».
واعتبر «المرزوقى» أن «بعض مظاهر الفوضى التى تشهدها تونس أمر طبيعى بحكم حالة المخاض الديمقراطى الذى تعيشه البلاد، وأن الإصلاح لن يؤتى ثماره فى يوم وليلة وإنما بعد سنوات»، مضيفا أن «معالجة آثار الـ23 سنة التى عاشتها بلاده فى فساد وظلم وكذب وكبت تعد مسؤولية تاريخية تستلزم تعاون الجميع لحل المشاكل القائمة». وأشار إلى أن «الحكومة الحالية بدأت فى تصفية تركة ثقيلة من الفساد والاستبداد شمل كل المجالات دون استثناء، ورأى أن «أخطر أنواع الفساد هو فساد العقلية».
كان الرئيس التونسى المؤقت، وصل إلى الرئاسة بعد انتخابه من قبل المجلس التأسيسى بغالبية 153 صوتا من إجمالى 217 عضوا، بما رآه البعض صفقة بينه وبين حركة النهضة التى فازت بالأغلبية فى انتخابات المجلس التأسيسى فى نوفمبر الماضى.
تأتى تصريحات المرزوقى، فيما يستكمل جولته فى دول المغرب العربى، بهدف إحياء الاتحاد المغاربى العربى، حيث وصل إلى الجزائر، الأحد ، بعد زيارته لموريتانيا والمغرب وليبيا. وقال المرزوقى إنه حصل على تعهدات مبدئية من قادة هذه الدول لعقد قمة طارئة فى أقرب وقت لتفعيل عمل الاتحاد المعطل منذ 20 عاما.
وأكد الرئيس التونسى الحالى، فى مؤتمر صحفى بنواكشوط، السبت، أن هناك نقاشا يجرى حاليا للاتفاق على مكان وتوقيت تلك القمة، وسط مقترحات بعقدها فى شهر أبريل أو مايو المقبلين، موضحا أن تونس ترغب فى احتضان القمة المرتقبة، إلا أن القرار بيد القادة ويتم اتخاذه بصفة جماعية
وحول أزمة الصحراء الغربية التى حالت، فيما مضى، دون تفعيل الاتحاد المغاربى، دعا المرزوقى إلى وضع القضية مؤقتا بين قوسين والمضى فى تفعيل الاتحاد عبر تحقيق الحريات الخمس (التنقل، والإقامة، والعمل، والاستثمار، وحق المشاركة فى الانتخابات المحلية)، لأنه إذ «تم التعامل مع الأزمة بالمنظومة التقليدية نفسها أولاً ثم البدء فى التعاون، فلن تقوم قائمة لهذا الاتحاد مجددا».