أدباء الإسكندرية ومثقفوها بين مشاعر الأسى والصدمة لوفاة «حكيم الثورة»

كتب: عليا تمراز الأحد 12-02-2012 17:17

 

تلقى أدباء مدينة الإسكندرية ومثقفوها خبر وفاة الكاتب جلال عامر بمشاعر ممزوجة بين الصدمة والأسى، إذ غابت عنهم ابتسامته الدائمة، التى كان يعرفها كل من يلقاه من أهلها، ليستقبله بدعابته الحاضرة، وبساطته التلقائية التى تحمل روح ابن البلد المثقف سريع البديهة.

وقال الأديب حجاج أدول، إنه كان على موعد مع «عامر» تم تحديده منذ ثلاثة أسابيع، بعد أن أخبر الفقيدَ برغبة أحد معجبيه بالإسكندرية في لقائه، فرحب عامر كعادته، وحدد موعدًا للقائهما، لكنه لم يتم.

ويصف الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس مجلس إدارة أتيليه الإسكندرية، وفاة «عامر» بـ«فقدان لقيمة كبيرة» لمفكر كان علامة بارزة في الصحافة والفكر، باستخدامه الفذ للأدب الساخر، وطريقته البارعة في مخاطبة القارئ، وذكائه بمخزونه الثقافى الوفير الذى يظهره بأبسط الأشكال التى تصل بسلاسة للقارئ البسيط.

ويتابع «خليل» أن الكاتب كان إنسانًا مرحًا تلقائيًا، محبًا لجميع الناس، صاحب روح طيبة، ورقة شعور، «ربما لم تظهرها كتاباته، وإن كانت الطريقة التي توفى بها عبرت عن ذلك، بصدمته بمشهد المشاجرات عند قصر رأس التين بين مظاهرات التأييد للمجلس العسكري والثوار».

ولم يمنع بُعد عامر عن المحافل الثقافية بالمدينة، وعدم رغبته فى الظهور بصورة الكاتب النجم، إلا أن مكانته في قلوب مثقفي المدينة كانت خاصة للغاية، ويقول عنه الشاعر والأديب علاء خالد، رئيس تحرير مجلة «أمكنة»، إنه بالرغم من عدم مقابلته إلا مرات معدودة، إلا أنه كان من المتابعين لأعمدته.

ويرى «خالد» أن الثورة ظهرت كنقطة تحول فاصلة فى كتابات الكاتب جلال عامر، بما أفرزته من تناقضات سياسية أظهرت نوع الموهبة التي يمتلكها، وخفة الدم الخاصة به، التي ميزته عن بقية الكتاب الساخرين في مصر، باستخدامه المميز للغة بشكل مركب وذكي.

ويعد الكثير من الأدباء جلال عامر صاحب مدرسة جديدة في الكتابة الساخرة، تعتمد على التداعي الحر للأفكار، والتكثيف الشديد بكلمات بسيطة تحمل الكثير من المعاني والتأويلات، وله في الأسواق كتاب «مصر على كف عفريت» وهو كتاب ساخر صدر عن «دار العين»، جمع به الكثير من مقولاته الساخرة.