تباينت مواقف عدد من قيادات الأحزاب حول نجاح أو فشل العصيان المدنى، الذى دعا له عدد من التيارات والأحزاب، حيث أكد البعض أن العصيان فشل فيما رأى آخرون أن كلمة فشل ليست فى محلها لأن الدعوة للعصيان معناها أن قوة الثورة مازالت حية وتخرج أفكاراً جديدة، مؤكدين أن مجرد الاستجابة تعد نجاحاً، فالهدف من العصيان ليس الحشد.
قال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن العصيان المدنى فشل، لأن الجميع مقتنع بأن مصر فى حالة حرجة، ولابد أن نتكاتف جميعاً فى سبيل شفائها ونهضتها مرة أخرى.
وأضاف: الدعوة للعصيان كانت خاطئة 100٪، وكان الأجدر هنا أن يحتفل المصريون فى هذا اليوم بتنحى مبارك، وليس بعصيان وكأننا نندم على رحيله.
ويرى نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، أن العصيان لم ينجح حركة لأن المواصلات والمحال استمرت فى العمل، ومن الواضح أن هناك الكثيرين لم يفهموا معنى العصيان المدنى، فالعصيان معناه أن نتوقف عن التعامل مع جميع مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى وقف العمل والإنتاج فى كل مكان.
وأضاف أن حزب التجمع ضد العصيان لكنه يؤيد الإضراب فعدم وجود الإجماع على العصيان جعله فاشلاً.
وأوضح إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير، أن العصيان لم ينجح بسبب الانقسامات الموجودة فى الشارع، وفكرة العصيان لم يتم التسويق أو الحشد لها.
وقال إنه لا يؤيد العصيان وإنما يؤيد الاحتفال بذكرى تنحى مبارك، لأن هذا أولى وأفضل أن يتم، فلابد أن يسعد الشعب بما حقق.
وقال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إن العصيان وسيلة احتجاج تعبر عمن دعوا له، مضيفاً أنه ليس مع العصيان ولكنه يعتبره حقاً مشروعاً لأصحاب الدعوة والذين لا يصح وصفهم بما وصفوا به خلال الأيام الماضية من ألفاظ لا أحب أن أكررها، وأيضاً الفتاوى التى خرجت ضد العصيان من الجانبين الإسلامى والمسيحى، التى تذكرنا بفتاوى النظام السابق. وقال عماد جاد، عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن مسألة النجاح والفشل هى مسألة نسبية، لكن العصيان معناه أن قوى الثورة مازالت حية وأن النجاح والفشل مسألة نسبية.
وقال محمد أبوحامد، نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، إن هناك من استجاب وآخر لم يستجب، وما كان يهمنا كحزب مشارك فى العصيان هو مبدأ المشاركة وليس الحشد.
وفى الإسكندرية، أرجع عدد من القوى السياسية عدم استجابة المواطنين للدعوة إلى العصيان المدنى، أمس، التى دعا إليها ما يزيد على 14 ائتلافاً، فى الإسكندرية، بالإضافة إلى العديد من الحركات السياسية والأحزاب والنقابات فى مصر إلى ما سموه تعالى نبرات التخويف لدى الشارع وغياب ثقافة العصيان المدنى لدى الجماهير، بالإضافة إلى فقدان ثقة الشارع فى الثوار، ووجود قوى وصفوها بالمعادية للإضراب.
وقال رشاد عبدالعال، المتحدث باسم الائتلاف المدنى الديمقراطى، والقيادى بحزب الوفد، إن الإضراب والدعوة إلى العصيان المدنى، افتقدا الموضوعية والأهداف التى كان يجب توافرها من أجل الدعوة إليهما.
وأكد أن حزب الوفد رفض منذ البداية الدعوة إلى الإضراب لعدم تحقيق الأهداف والشروط التى تتطلب الدعوة إليه.
وأشار إلى أن من بين أسباب عدم استجابة المواطنين إلى الدعوة ما سماه نبرة التخويف، التى مارسها الإعلام الحكومى، التابع للمجلس العسكرى، بحد وصفه، والترويع من الإضراب أو العصيان المدنى، وأنه قد يسقط البلاد.
وقال إسلام قطب، القيادى بحزب العدل، فى الإسكندرية، إن هناك قوتين الأولى داعمة للإضراب والثانية طاردة له، وهى التى نجحت فيما سماه تخويف الناس من المشاركة فيه بدعوة أن الداعين له من أصحاب الأجندات الخارجية.