من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، تمتد ساعات العمل فى أستراليا، ولا يُستثنى من ذلك المسلمون فى شهر رمضان، رغم أن قطاعاً كبيراً منهم يعمل فى المناجم، مشاركين فى احتلال بلدهم المرتبة الرابعة عالميا فى إنتاج الفحم، وتشتهر بكثافة مناجمها، وتصل درجة الحرارة فى بيئة عملهم 50 درجة مئوية، ورغم شدتها يصوم مسلموها رمضان كاملاً.
كما يواجه المسلمون أزمة كبيرة فى عدم السماح لهم بالوضوء باستمرار أثناء العمل، ويسمح لهم فقط فى فترة الغداء أن ينعموا بإفطارهم، وسط أقرانهم من الديانات الأخرى.
وتتولى المساجد والمؤسسات الإسلامية فى سائر المدن والولايات الأسترالية، وفى مقدمتها المركز الإسلامى فى العاصمة سيدنى، تنفيذ برامج دعوية لإحياء ليالى الشهر الكريم، باستقدام علماء ودعاة ومقرئين من العالم العربى، ومعهم تمتلئ المساجد بالرجال والنساء فى أوقات الصلوات، خصوصا صلاة التراويح. وينظم كل مسجد، أو مؤسسة، إفطارا وسحورا جماعيا يدعى إليه كل المصلين، يضم أشهى المأكولات والحلويات، لا سيما المأكولات العربية والحلويات السورية، كوسيلة للتواصل بين أفراد الجالية المسلمة. وتلعب «المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة» خلال رمضان دورا مهمّا فى توعية المسلمين بفضل العبادة فى الإسلام، من خلال الندوات والأمسيات والمحاضرات التى يلقيها الدعاة والعلماء، للإجابة عن الاستفسارات الدينية للحضور.
وتحرص الجالية الإسلامية على متابعة برامج إذاعة القرآن الكريم لمسلمى أستراليا ونيوزيلندا، وهى تبث لمدة 24 ساعة يوميا، وتضم برامج متنوعة عن قواعد العلوم الإنسانية، وتلاوة القرآن الكريم بأصوات كبار القراء فى العالم الإسلامى، وأيضا أداء الأذان بصوت مشاهير القراء، وعلى رأسهم القارئ المصرى الشيخ محمد رفعت الذى يرتبط صوته فى ذاكرة الصائم بشهر رمضان، وسرد قصص الأنبياء باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى أصول العقيدة والتوحيد والأخلاق والمعاملات الإسلامية.
واعتاد مسلمو العاصمة على تحديد يوم معين خلال شهر رمضان ليكون إفطارا جماعيا لمن يريد، ويجلب كل مشارك معه أطعمة ومشروبات بكميات كبيرة، تعبيرا عن روح المشاركة فيما بينهم، كما تنظم المساجد حلقات تلاوة جماعية للقرآن الكريم، ليتم فيها ختمة القرآن أكثر من مرة على مدار الشهر.
وتبلغ نسبة المسلمين فى هذه القارة الصغيرة 2% من السكان، أغلبيتهم تعود أصولهم للبنان.. ثم تركيا، البوسنة والهرسك، أفغانستان، باكستان، إندونيسيا، العراق، بنجلاديش، إيران وفيجى.