مهما ذهبت الدولة في «علمانيتها»، يصعب، فيما يبدو، فصل عنصر «الدين» عن الحملات الانتخابية للمرشحين.
فبينما كانت الخلفية «الإسلامية» لعائلة الرئيس الأمريكي «الديمقراطي» باراك أوباما موضع جدل بين أنصاره ومعارضيه، قبل وبعد دخوله البيت الأبيض، قدم ميت رومني، أحد المرشحين «الجمهوريين» لانتخابات الرئاسة، نفسه في التجمع السنوي لحزب «المحافظين»، باعتباره «فخورًا بالتمسك بدينه ودستوره».
ويمثل المؤتمر السياسي للمحافظين «النواة الصلبة للناخبين الجمهوريين»، إلا أنه وبسبب افتقار المليونير رومني لدعم اليمين المحافظ، فقد شكل لقاؤه معهم تحديا كبيرا، كونه يلتقي جمهورا «لا يقدم له الدعم»، بل في حقيقة الأمر يعاديه.
لذا اضطر رومني إلى الدفاع عن نفسه وعن أدائه كرجل سياسي «محافظ»، باعتباره «الوحيد القادر على توحيد صفوف الجمهوريين لهزيمة أوباما، مرشح الديمقراطيين، في انتخابات نوفمبر المقبل»، على حد قوله.
وقال «رومني»، لاعبا على وتر الدين: «البلد الذي نحبه في خطر. أنا مقتنع بأنه إذا أدينا واجبنا بقناعة ونزاهة، سيتذكر التاريخ ولاية أوباما كآخر رمق لليسار، ومنعطف مرحلة جديدة للتيار المحافظ».
وأكد «رومني» حرصه على القيم المحافظة، قائلا «أسرتي وعقيدتي ومسيرتي المهنية تؤكد أنني أدعم القيم المحافظة لأنني أعيش طبقا لهذه القيم». وأضاف المرشح الجمهوري المتزوج منذ 42 عاما وله 5 من الأبناء، أن عائلته هي «مصدر توجهه المحافظ». وأوضح «نحن المحافظون لا نشعر فقط بالفخر للتمسك بديانتنا. إننا نفتخر أيضا بالتمسك بدستورنا».
تركيز رومني على عنصر «الدين»، في خطابه مع المحافظين، يلقي الضوء على مذهب «المورمون»، الذي يعتنقه، وهو دين منشق عن المسيحية، لكنه لا يلقى اعترافا من المسيحيين الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية. ويُعتقد أن رومني لو أصبح المرشح الجمهوري أمام أوباما، فسيواجه حملة تعصب ديني مماثلة لتلك التي واجهها أوباما، بسبب أصوله الإسلامية، وربما يخف الضغط وقتها على أوباما.
كما أنه لو فاز في انتخابات الرئاسة نهاية العام الجاري، سيكون ثاني رئيس أمريكي يدين بديانة غير مسيحية يدخل البيت الأبيض.
وتأسست الديانة المرمونية على يد جوزيف سميث، وكانت أشهر مخالفتها للمسيحية، هي سماحها بتعدد الزوجات، وهو ما يعتبره أغلب المسيحيين ارتدادًا عن الدين. ويبلغ عدد معتنقي هذه الديانة 7 ملايين شخص حول العالم، يتركز أكثر من نصفهم في غرب الولايات المتحدة الأمريكية.