أكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، رفضه تضخيم الإعلان لفكرة العصيان المدنى الذى دعت له بعض الأطراف السياسية اليوم السبت. وقال، فى حوار لـ«المصرى اليوم»: إن إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة موعد فتح باب الترشح لا قيمة له، لعدم نشره فى الجريدة الرسمية حتى اليوم، وإن دعوة جماعة الإخوان المسلمين لتشكيل حكومة ائتلافية حالياً لا جدوى منها لأنها ستزيد الوضع فى مصر ارتباكاً.. وهذا نص الحديث.
■ كيف ترى الدعوة للعصيان المدنى فى ذكرى تنحى «مبارك»؟
- الدعوة تعبر عن معنى رمزى لحالة الغضب الذى تشعر به فئات من الشعب المصرى لإهدار دماء أبناء هذا الوطن، لكن ما يحدث على أرض الواقع يؤكد عدم وجود عصيان مدنى، وإضفاء هالة إعلامية على الموقف تُمثل خطراً لتضخيم دعوة لن تحدث، لعدم توافر مقومات العصيان المدنى المتمثلة فى وجود نقابات مهنية قوية تدعو لهذا العصيان، ويلتف حولها أعضاؤها وينفذونه.
■ ما تعليقك على تصريحات نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر برفض حكومة «الجنزورى» والدعوة لتشكيل حكومة ائتلافية؟
- دعوة غير مجدية، فحكومة «الجنزورى» أو غيرها مجرد حكومات عابرة ومؤقتة إلى أن يأتى الرئيس المنتخب لمصر الذى سيعين (الحكومة) وبالتالى لا داعى لإرباك الوضع الحالى فى مصر حالياً بتغيير الحكومة، لأن شيئا لن يتغير لحين عبور المرحلة الانتقالية.
■ كيف تقرأ تبكير موعد فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة؟
- أعتقد أنه ليس له قيمة قانونية، لأنه لم ينشر فى الجريدة الرسمية حتى اليوم، كما أن الإعلان لم يوضح القرار الإجرائى لعملية الانتخابات الرئاسية، وما تشمله من إجراءات، حتى يصبح قراراً رسمياً واضحاً للناخبين والمرشحين، ونتصرف على أساسه. فعمل رئيس الجمهورية وانتخابه عمل قانونى مهم يجب أن يُحاط بقدر من الاحترام، فنحن لا نلعب سياسة ولكن نمارسها بشكل قانونى، ورغم ذلك نحن مستعدون لما تم الإعلان عنه وسنتقدم كغيرنا.
■ هل لديك تشكك فى نوايا «المجلس العسكرى» تجاه انتخابات الرئاسة؟
- ليس لدىَّ تشكك فى المجلس العسكرى لأنه بات من الواضح أنه لن يستمر فى الحكم، فالشعب المصرى لن يقبل أن يُفرض عليه حاكم، كما أن المجلس باتت لديه قناعة أنه لا يصلح للاستمرار فى الحكم.
■ كيف ستدير حملتك الانتخابية فى الفترة المقبلة؟
- كما بدأتها عند إعلانى الترشح أبريل الماضى، مع تكثيف التواجد بين الجماهير فى كل بقعة من أرض مصر، وأقدم نفسى كمشروع وطنى لا يسعى إلا لخدمة الوطن، فإن أراد الشعب تكليفنا بهذه المهمة فسنؤديها برضا، وإن رفض فسنخدم الوطن من أى موقع كان.
■ وكيف ستمول حملتك؟
- حتى الآن يتم دعم الحملة من خلال جهات وأفراد، يتولون إقامة الندوات التى نتحدث فيها وطبع المنشورات التى نوزعها، وسيستمر ذلك لحين فتح الباب رسمياً لتبرعات المصريين، عبر فتح حساب رسمى يكون تحت رقابة الجهاز المركزى إيداعا وسحباً. وأشدد على أن حملتى الانتخابية لن تقبل أى تبرعات من غير المصريين، ولكن المؤسف أن وقت الدعاية الانتخابية وفقاً لما تم إعلانه ضيق ولن يزيد على شهر ونصف الشهر.
■ ألا تخشى وجود تحالفات سياسية حول شخص الرئيس المقبل؟
- التحالفات السياسية أحد ملامح الديمقراطية، بشرط أن تكون بين الأحزاب والشخصيات السياسية، لكن أن يدخل أى طرف فيها من غير أصحاب المصلحة فى الانتخابات فهذا هو الخطأ.
■ ما رأيك فيما يعقده المجلس العسكرى هذه الأيام من لقاءات مكثفة وسرية خاصة مع الإخوان المسلمين لبحث هوية الرئيس المقبل؟
- لو صح هذا فأنا أحذر إخوانى فى المؤسسة العسكرية من أن يكونوا طرفاً فى أى تحالفات سياسية، لأن هذا سيجرح مؤسسة عظيمة هى الجيش، الذى يُكن له الوطنيون فى مصر - وأنا على رأسهم - كل التقدير والاحترام، وأرجو أن يُنفذ المجلس ما أعلنه فى السابق بأن يكون على نفس المسافة من كل الأطراف لحين عودته لدوره فى حماية الوطن.
■ لو فكرت كمرشح رئاسى فى إقامة تحالف سياسى.. مع من سيكون؟
- مع الشعب المصرى بكل طوائفه، مع الأحزاب والتجمعات العمالية، وهو ما أنفذه مع جميع الكيانات منذ أبريل الماضى، وأعنى بالتحالفات التواصل مع كل الكيانات، لأن الشعب المصرى هو صاحب المصلحة الأولى فى الانتخابات الرئاسية.
■ لماذا زرت الإخوان فى مقر حزبها «الحرية والعدالة» مؤخرا؟
- ذهبت لكل مقار الأحزاب السياسية لتهنئتهم على نجاحهم فى الانتخابات البرلمانية، فزرت الحرية والعدالة، وحزب النور، والتحالف الاشتراكى، والديمقراطى الاجتماعى، لأننى أطرح نفسى كمرشح وطنى يمثل كل المصريين.
■ ألا تخشى إعلان الإخوان الصريح عدم دعمك كمرشح رئاسى؟
- لا أظن أن الإخوان سيصلون لهذا الحد، ولكن من حق أى إخوانى أن يعطى صوته لمن يريد، ولن يستطيع أحد أن يُجيش المصريين لأن يخالفوا ضمائرهم، ولا أطلب من أى ناخب إلا أن يراعى ضميره وهو يدلى بصوته، وأتصور أن حسم النتائج فى الانتخابات البرلمانية السابقة لصالح تيار معين تم لأن نظام الانتخاب فرض على الناخب أن يختار أفضل المعروضين عليه عبر اختيارات محدودة. وأتمنى ألا يخضع الناخبون لإملاءات أى فصيل لأن انتخابات الرئاسة فردية سرية حتى ترضى الضمير الوطنى، فالعرض السياسى مثل العرض البشرى.
■ ما صحة ما يُقال عن عقدك جلسات تفاوضية مع مرشحى الرئاسة الدكتور محمد سليم العوا وحازم أبوإسماعيل للاتفاق على مرشح واحد لمنع تفتيت أصوات الكتلة الإسلامية فى الانتخابات؟
- غير صحيح لأننى أركز على أصوات كل المصريين، وليس الكتلة الإسلامية وحدها، كما أننى سأكمل مشروع ترشحى لآخر الطريق، بمعنى أننى لن أنسحب من انتخابات الرئاسة، وإن أراد غيرى التنازل لى فمرحبا به.
■ ماذا عن مشروعك الانتخابى؟
- يقوم على ركنين لا يمكن لمصر أن تنهض بدونهما، أولهما توفير جو عملى وصادق للحريات، والآخر توفير عدالة حقيقية تستند على استقلال قضائى، ويرتكز هذان الركنان على التعليم والبحث العلمى والرعاية الصحية، وأؤمن بأن الثروة المصرية على جميع المستويات كبيرة ولا تجعلنا بحاجة للغير، وهذا لا يعنى قطع علاقاتنا مع العالم لكن يعنى أن نكون على علاقة جيدة مع كل العالم بشرط ألا يضر هذا بمصالح مصر.