واصل الكاتب اللبناني جهاد الخازن، الأحد، الحديث عن اللواء الراحل عمر سليمان، نائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، في مقاله الدوري بصحيفة الحياة اللندنية، قائلا: «الذين هاجموا اللواء عمر سليمان لا يعرفونه، وفي حين أجد مبرراً للإخوان المسلمين الذين كانوا في حرب معه، فإنني أرى أن الرجل ظُلِم حيّاً وميتاً».
وأشار «الخازن» إلى أنه تلقى رسالة من العماد أول مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري الأسبق، دون أن يحدد موعدها، حيث يبدأها بالحديث عن «سليمان»، بقوله: «إن الخلاف بالرأي لا ينزع للود قضية، ويكمل بجملة قاسية جداً ونعوت لاذعة على اللواء ربما كان أهونها قوله: (فهذا الطرطور قام بزيارة تل أبيب 1520 مرة، خلال 30 سنة، وربما تقول لي إنه ينفذ أوامر رئيسه حسني مبارك، وأنا أرد عليك أنه لا يوجد في مصر رجل واحد يحب إسرائيل لأن (عدو جدّك لا يودّك)، ألا توجد لديه ذرة من الكرامة، ليعتذر لرئيسه عن هذه المهمة القذرة».
وتابع «الخازن»: «عندي التالي مما سمعت مباشرة من حسني مبارك وعمر سليمان»، «مبارك كان يكره إسرائيل ولم يزرها إلا مرة واحدة، بعد اغتيال اسحق رابين، وإذا أغلقت آلة التسجيل فهو ككل ابن بلد مصري يقول: (ولاد الكلب اليهود دول)، إلا أنه كان قد وصل إلى قناعة نهائية بأن مصر لا تستطيع أن تربح حرباً ضد إسرائيل، وأن الولايات المتحدة في حال الحرب ستقيم جسرين جويين مع إسرائيل لا جسراً واحداً كما حدث سنة 1973».
ولفت «الخازن» إلى أن «اللواء عمر سليمان شارك الرئيس مبارك الآراء السابقة، إلا أنه قطعاً حاول مساعدة الفلسطينيين من دون استثارة أمريكا وإسرائيل على مصر»، مشيراً إلى أنه أراه خريطة الأنفاق بين العريش وغزة، وأسماء مالكي كل نفق وأسعار التهريب، وأخبره بأن «الجانب المصري يزعم للإسرائيليين والأمريكيين (إحنا منعرفش) لوجود المعاهدة والمساعدة الاقتصادية والعسكرية»، كما أن «السواتر المعدنية كانت دعاية وخدعة، ولم توقف أي نفق معروف، وسببها التجاوب المزعوم مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية من دون تنفيذ شيء فعلي على الأرض».
وسرد «الخازن» في حديثه ما سمعه في مكتب اللواء «سليمان» عن شرحه لـ«الرئيس جيمي كارتر، في مهاتفة استمرت 15 دقيقة، الخطوات المتخذة من دون إعلان لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة»، كما أنه كان معارضا لـ« إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقال لي إنها غير ذات تأثير إطلاقاً، وتعطي إسرائيل عذراً للرد وقتل فلسطينيين أبرياء».
وأوضح «الخازن» أن «سليمان» «لم يكن يحب حماس أو سياستها، ويعتبرها جزءاً من الإخوان المسلمين، إلا أنه كان يفرّق بين خلافه السياسي مع الفصيل والشعب الفلسطيني في غزة»، واصفا إياه بـ«ضابط مصري وطني حارب في 1967 و1973، ودافع عن مصر أولاً وأخيراً».
وحول ملابسات وفاة اللواء «سليمان»، قال «الخازن»: «فكرت أنه قُتِل لكتم أسراره، ثم استبعدت ذلك لشهرة المستشفى الذي كان يعالج فيه»، مشيرا إلى أن من يعرفهم يصرون على «وجود (مؤامرة)، وأن الأمريكيين اغتالوا اللواء عمر سليمان»، لافتا إلى أن هناك من يرجح أنها «مؤامرة أمريكية – صهيونية».
واختتم «الخازن» مقاله كاتباً: «لا أجزم بشيء ولكن أحاول أن أصحح صورة اللواء عمر سليمان عند ناس لا يعرفونه، ولا أطلب سوى رحمة ربنا له ولنا».