تشهد المغرب والجزائر موجة برد وصقيع لم يسبق لها مثيل منذ 8 سنوات على الأقل، تسببت فى محاصرة الجليد لقرى بأكلمها وعزلها عن الخارج وصعوبة وصول المساعدات، وفجرت موجة غضب ضد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة فى الجزائر بسبب إهمال الحكومة لمناقشة آثارها.
ففى الجزائر، انتقدت بعض التيارات السياسية الجزائرية تجاهل مجلس الوزراء فى اجتماعه الحديث عن محنة آلاف العائلات الجزائرية بسبب التقلبات المفاجئة وغير الاعتيادية فى حالة الطقس والتى أودت بحياة أكثر من 30 شخصاً - بحسب الأرقام الرسمية - وأسفرت عن تشريد مئات العائلات، فضلاً عن عزلة غير مسبوقة لعديد من المدن والقرى شمال ووسط البلاد.
واستثمرت بعض الأحزاب أزمة البرد، حيث طلبت حركة النهضة الإسلامية الجزائرية بمساءلة لوزير الطاقة، يوسف يوسفى، عن سبب إخفاق الحكومة فى توفير الغاز والكهرباء والوقود للمواطنين المنكوبين، رغم أن الجزائر بلد رائد فى إنتاج المحروقات، فيما اندلعت احتجاجات شعبية فى أماكن كثيرة بسبب الانقطاعات المتكررة فى التيار الكهربائى، ما دفع بالسكان إلى الخروج فى مسيرات احتجاجية ضد تماطل السلطات فى إدارة الكارثة.
فى الوقت نفسه، يعانى المغربيون خلال فصل الشتاء الحالى من انقطاع شبه كامل لتواصل سكان هذه المناطق الجبلية والمهمشة اجتماعياً مع العالم الخارجى، كما انقطعت المؤن عن الأهالى، وتعذرت تنقلات السكان لقضاء أغراضهم ومصالحهم الخاصة فى المراكز الحضرية القريبة، ما زاد من تفاقم وتدهور وضعهم الاجتماعى العسير.
ويتأثر هذان البلدان العربيان بموجة برد قارس قادمة من أوروبا الشرقية، التى ارتفعت حصيلة القتلى بها، بسبب تساقط الجليد وهبوب العواصف الثلجية، إلى نحو 500 شخص خلال 10 أيام، محدثة اضطرابات، خصوصاً فى إيطاليا ومنطقة البلقان.
فى السياق ذاته، توقع عدد من خبراء الأرصاد الجوية استمرار موجة البرد التى تشهدها القارة الأوروبية حالياً حتى نهاية الشهر مما يزيد احتمالات سقوط مزيد من القتلى واستمرار الارتفاع فى أسعار الغاز فى أوروبا.