انتقد الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب سابقًا، الأسلوب الذي تعاملت به الدولة مع قضية تمويل منظمات المجتمع المدني مؤخرًا، مؤكدًا أن الوقت الآن لا يسمح بفتح جبهات مع القوى الأخرى.
وقال: «هذه الجمعيات تعمل في مصر منذ عدة سنوات، فلماذا نفجر الآن هذه الأزمة ونحن في حاجة لكسب تعاطف العالم معنا هذه الأيام»، مستدركًا: «لم نعالج القضية بالشكل السليم وكان لابد من حل الأزمة بشكل دبلوماسي».
وأضاف خلال الندوة المشتركة لأندية «الليونز» برئاسة مرفت فهمي وحسين الجندي، مساء الأربعاء: «تمنيت عرض رموز النظام السابق للبيع لصالح الشعب، أي نتصالح معهم كما فعل مانديلا مع رموز الفساد في بلاده، وبالمقابل يتم ضخ أموالهم التي نهبوها، في إصلاح التعليم والصحة والمرافق الأساسية، ويتم تعويض أهالي الشهداء من هذه المبالغ، ونفتح صفحة جديدة، إلا أننا رفضنا ذلك، وسيطر علينا التشفي ورغبة الانتقام».
وتابع: «خرج علينا نواب الشعب ليطالبوا بالقصاص لدماء الشهداء، كما أننا أضعنا على مصر الكثير حين حكمتنا الدوافع الشخصية، وحين تفرغنا لتصفية الحسابات، بدليل أننا لم نضع هدفًا قوميًا يجتمع عليه الناس بسبب غياب الرؤية، وهو ما يجعلنا نؤكد أن الثورة كانت ضرورة، ولكنها خرجت عن مسارها الطبيعي، وتحتاج إلى من يردها ويعيدها إلى الطريق الصحيح».
وانتقد الفقي شن الحملات من حين إلى آخر على المجلس العسكري، وقال: «مازلنا نحطم كل شيء أمامنا حتى الأعمدة الرئيسية للبلاد، وهي القوات المسلحة، وهو ما لا يحدث على الإطلاق في أي بلد آخر، لأن ذلك يفقد الجيش قدرًا من المصداقية وينال من كرامته».
وقال إن محمد البرادعي هو «أشرف المرشحين للرئاسة»، وهو «الأب الروحي للثورة»، لأنه تصدى وحده للنظام السابق بشكل غير مسبوق، مؤكدًا أن المرشحين الحاليين «ليسوا هم الأفضل».
وأضاف: «عمرو موسى رجل مقبول دوليًا، وعبد المنعم أبو الفتوح يحظى باحترام شعبي وتاريخه نظيف، والدكتور العوا عالم مجتهد، وصبَّاحي سيحصل على أصوات، ولا أظن أن الشارع يمكن أن ينتخب رئيسًا عسكريًا، لأنه لو كان يريد ذلك لأعطى صوته للمجلس العسكري».