رمضان ماليزيا: 30 يوماً من التعايش والسياحة

كتب: بسنت زين الدين الأحد 29-07-2012 00:04

عرفوه بشهر «الخير والبركة». فى أواخر شعبان تشتد حركة الأسواق فى ماليزيا، ويبدأ المسلمون بشراء اللوازم الرمضانية، ويقومون بتنظيف أرضيات المساجد وغسل سجادها أو تجديدها، استعداداً لاستقبال الشهر الكريم، فى نفس الوقت الذى تحرص فيه وزارة السياحة الماليزية على افتتاح الأسواق الرمضانية، أو كما يسميها الماليزيون «بازارات رمضان» بهدف تنشيط السياحة بالبلاد خلال الشهر الكريم.

ويشكل رمضان فرصة لإبراز مظاهر التعايش الثقافى والدينى فى ماليزيا، التى تسكنها مجموعات عرقية متنوعة، جاليات مسلمة وغير مسلمة، إضافة للسكان المحليين، الذين يمثلون أهم ثلاثة عناصر عرقية، الملايوية والصينية والهندية.

وعند إعلان رؤية هلال رمضان، يبدأ المسلمون برش الشوارع بالماء وتنظيف الساحات ووضع حبال الزينة والمصابيح الكهربائية فى الشوارع الرئيسية، ويعلق أصحاب المحال التجارية لافتات كتب عليها عبارات التهنئة باللغة العربية مثل: «شهر مبارك»، و«شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن».

واعتاد المسلمون فى ماليزيا على رؤية مآذن المساجد مضاءة طوال الليل، وعدم إغلاق أبوابها طوال الشهر الكريم.

وفى القرى والأرياف، يحتفل المسلمون هناك بدخول الشهر بالتجمع فى المساجد وتهنئة بعضهم بعضاً، ويعلنون عن دخوله بقرع الطبول، وتسمى «الدوق»، حيث تعلن الطبول دخول شهر الصوم، ويبتهج السكان المسلمون بدخول شهر الرحمة والمغفرة.

ومع الإفطار، يكون الأغنياء والتجار قد جهزوا موائد خاصة، للعابرين والفقراء، فى المساجد والشوارع فى المدن، أما فى القرى فيقوم الناس بتبادل وجبات الإفطار فيما بينهم.

ومن أشهر وجبات الإفطار «الأرز»، كطعام رئيسى، وبجانبه خضار أو دواجن أو لحوم، وهناك أيضاً الشوربة والدجاج بالكارى، فضلاً عن الأكلة الشعبية الأشهر التى لا يتوقفون عن أكلها طوال العام، «الغترى مندى». وأكلات تليها شهرة، مثل «بادق» التى تصنع من الدقيق، و«الكتوفق» و«الدودول» و«التافاى» المصنوعة من الأرز.

وتتجلى فى رمضان معانى احترام الديانات، فيمتنع غير المسلمين عن الأكل والشرب جهاراً، وكثيراً ما يعتنق غير المسلمين ديانة الإسلام خلال هذا الشهر لما يرون من تلاحم المسلمين، وإقامتهم الشعائر الدينية وأدائهم زكاة الفطر لمساعدة إخوانهم.

ومن أهم المساجد فى ماليزيا «المسجد الوطنى» فى العاصمة «كوالالمبور»، الذى يتسع لـ15 ألف مصلٍ، ومساحته 60 ألف متر مربع، ومسجد «صلاح الدين» فى ولاية «سيلانجور» أحد أجمل وأكبر مساجد العالم، ومسجد «ينجيرى» فى ولاية «سرواك».

وعند صلاة العشاء والتراويح، يجتمع المصلون مرة ثانية فى المساجد ويؤدون صلاتهم، وبعدها يبدأون قراءة وتلاوة القرآن الكريم، وعند استراحتهم يتناولون بعض الفاكهة والحلوى.