كشفت مصادر إخوانية وسلفية مطلعة عن وجود مشاورات بين جماعة الإخوان المسلمين وقيادات من التيار السلفي مع المجلس العسكري، حول دعم مرشح توافقي للرئاسة، فيما نفى حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة، ذلك.
وقالت مصادر إخوانية، إن الجماعة تسعى للوصول إلى مرشح توافقي يكون متوافقاً مع الجيش والإخوان ومعظم القوى السياسية وليس على عداء مع الغرب والعالم الخارجي.
وأضافت المصادر أن الجماعة أكدت لعدد من قواعدها أنها لن تدعم «عمرو موسى» أو الفريق أحمد شفيق للرئاسة، كما أنها لن تدعم أى مرشح إسلامي سواء الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أو الدكتور محمد سليم العوا، أو حازم أبوإسماعيل.
وأكدت المصادر أن الجماعة بدأت تطلب من اللجان السياسية بداخلها ترشيح المرشح للرئاسة الذي يرغبون في دعمه.
فيما نفى الدكتور أحمد أبوبركة، القيادي بحزب الحرية والعدالة، وجود اتفاق بين الإخوان والسلفيين والمجلس العسكري حول دعم مرشح محدد، وقال لـ«المصري اليوم»: «هذا الكلام غير صحيح»، وأضاف: «إن الحزب لم يقرر حتى الآن من سيدعمه، وهذا سيُنظر فيه بعد غلق باب الترشح للرئاسة».
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، المنسق العام للتحالف الديمقراطي، الذى يتزعمه حزب الحرية والعدالة: «إنه غير وارد أن تتفق أحزاب التحالف على مرشح محدد، لأن حزب الكرامة سيدعم حمدين صباحي، كما أن حزب غد الثورة لديه مرشح وهو الدكتور أيمن نور، وإن كان لديه عائق قانوني».
وعلمت «المصري اليوم» من مصادر سلفية، أن هناك انقسامات داخل الدعوة السلفية بالإسكندرية، حول دعم الشيخ حازم أبوإسماعيل في انتخابات الرئاسة.
وقالت مصادر مطلعة، إن حزب النور والجمعية الشرعية، لن يؤيدا «أبوإسماعيل» في انتخابات الرئاسة، وجار حاليا الدفع بمرشح أو اختيار مرشح إسلامي آخر خارج الدعوة السلفية، وأكدت المصادر أن هناك مشاورات تجرى بين الإخوان والسلفيين للاتفاق على مرشح توافقي بينهما ورفضهما تأييد «أبوإسماعيل».
في المقابل، قالت مصادر: «إن مجلس العلماء السلفي الذى يضم بين أعضائه الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، اجتمع واختار (أبوإسماعيل) لدعمه مرشحاً للرئاسة»، وأنهم سيعلنون ذلك خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت القوى الإسلامية الثالثة، التي تضم 12 ائتلافاً إسلامياً، منها ائتلاف المسلمين الجدد، والجبهة السلفية، وحزب الفضيلة، دعمها لـ«أبوإسماعيل»، وبدأت في الاشتراك مع حملته لنشر برنامجه فى جميع محافظات الجمهورية.
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية: «إن الجبهة وجدت أن (أبوإسماعيل) هو أفضل مرشح إسلامي من خلال الاطلاع على برنامجه، إضافة إلى أنه لديه خبرة سياسية تمكنه من إدارة البلاد خلال الفترة المقبلة».
وأضاف: «خلال الأيام المقبلة سنعقد عدة مؤتمرات فى المحافظات دعماً لـ(أبوإسماعيل)»، مشيراً إلى أن المرشح الذي سيدفع به حزب النور سيخسر نظراً لأن «أبوإسماعيل» يحظى باتفاق بين غالبية علماء السلف، موضحاً أن هناك بعض التيارات غير الإسلامية بدأت في دعم حملته.
في سياق متصل، تصاعدت أزمة جديدة بين أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية وقيادات الأحزاب الصوفية بسبب اختصاص المجلس الأعلى في اختيار مرشح لتوحيد الطرق الصوفية حوله، وهو ما رفضته الأحزاب متهمة المجلس بمحاولة السطو على نجاح الأحزاب فى الحراك السياسى للمجتمع الصوفي.
وأكد الدكتور محمود أبوالفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الفيضية، أن المجلس سيبحث خلال اجتماعه المقبل عن دعم القيادات لأي من المرشحين.
وأضاف لـ«المصري اليوم»: «أن مسألة اختيار مرشح يلتف حوله الصوفية طرحت خلال لقاءات الجمعية العمومية الماضية، وأنه تم الاتفاق حول تجميع الطرق الصوفية - مشايخ ومريدين - خلف مرشح يمثلها».
من جانبه، هاجم عصام محيى، الأمين العام لحزب التحرير المصري، المنبثق عن الطرق الصوفية، المجلس الأعلى للطرق، وقال إنه لا يمثل الطرق الصوفية خاصة أن هناك أحكاماً وقضايا لحله لضمه «فلول» من الحزب الوطني وأركان النظام السابق.
وأضاف «محيي» أن الدكتور «أبوالفيض» عليه أن يوحد مشايخ الطرق الصوفية على المجلس ورئيسه الدكتور عبدالهادي القصبي بعد أربعة أعوام من الخلافات والقضايا، مؤكداً أن تجربة القوى الصوفية نجحت في توحيد الصوفية وتشجيع الحراك السياسي في المجتمع الصوفي.