80 قتيلاً في قصف قوات «الأسد» لحمص والزبداني.. والبنتاجون تدرس «عمل عسكري»

كتب: عنتر فرحات, محمد البحيري الأربعاء 08-02-2012 17:00

شنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، هجوماً عنيفاً على عدة مدن وبلدات سورية وقصفت مدينة حمص بالصواريخ والدبابات ودمرت حي بابا عمرو بالكامل في المدينة، مما أسفر عن مقتل 72 شخصاً على الأقل بينهم 20 من عائلة واحدة وإصابة العشرات فى مجزرة جديدة، وقصف الجيش السوري مدينة الزبداني بريف دمشق بالقذائف والصواريخ، في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» والقيادة المركزية للجيش الأمريكى بحث إمكانية القيام بعملية عسكرية في سوريا بعد فشل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.


وقال نشطاء سوريون إن القصف الصاروخي، بدأ منذ ساعات الفجر الأولى على أحياء حمص مع انتشار دبابات الجيش بأنحاء المدينة، وأضافوا أن الجيش يشن حرباً حقيقية على حمص وأن حي بابا عمرو دمر بالكامل جراء القصف، مما أسفر عن سقوط 52 قتيلا، بينهم 20طفلا، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيات المدينة.


وقال ناشطون، إن أكثر من 30 منزلاً احترقت بالكامل جراء القصف فى بابا عمرو، مؤكدين أن الجيش لم يترك منزلاً من منازل الحي إلا وقصفه، وأشاروا إلى أن الجيش يستهدف الحاضنة الاجتماعي للجيش السوري الحر في حمص، التي تعيش بلا كهرباء أو ماء، بينما حلقت المروحيات العسكرية على ارتفاع منخفض على عدة أحياء بالمدينة، بينما قتل «الشبيحة» 20 مدنيا على الأقل بالرصاص حين اقتحموا منازل 3 عائلات عزل بحمص.


وقتل 9 مدنيين بمدينتى الزبداني ومضايا بريف دمشق بسبب القصف المتواصل على المدينتين منذ عدة أيام، وأفاد نشطاء بسقوط 100 قذيفة على الزبداني وتعرضت بلدة تسيل بالقرب من درعا لقصف الجيش السوري.


وأعلن منشقون عن الجيش السوري، تشكيل «المجلس العسكرى الثورى الأعلى» ليحل محل الجيش الحر، ويقوده العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، وأضاف بيان للجيش الحر أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس «تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من العصابة الحاكمة».


فى غضون ذلك، ذكرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن «البنتاجون» تعمل على بلورة الخيارات العسكرية المتاحة لتكون جاهزة حال طلبها الرئيس باراك أوباما، وأكد مسؤولان أن الموقف الرسمي الأمريكي الرسمي حالياً هو تفضيل الطرق الدبلوماسية.


ونقلت الشبكة عن مسؤول بـ«البنتاجون» قوله «إن ما يجري الآن هو فحص ميداني لدراسة القدرات العسكرية القائمة والمطلوبة، للتنسيق مع أنشطة الجيش الأمريكي بالمنطقة، وأن الأمر يتعلق بتفاصيل فنية تخص العمل بالبنتاجون حتى لا تصل إلى وضع تكون فيه بلا خطط جاهزة».


وقال مسؤول آخر إنه لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية في سوريا حتى الآن، وأوضح أن السيناريوهات التي تبحثها «البنتاجون» تتضمن تقديم مساعدات إنسانية، ودعم المعارضة السورية، وصولا إلى شن عمليات عسكرية على نظام الأسد.


وقال السيناتور الجمهورى جون ماكين، إنه على واشنطن بحث تسليح المعارضة وهو ما استبعده البيت الأبيض بينما لم تستبعد الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند فرضية تسليح المعارضة، وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن سوزان رايس: «حانت الساعة ومر وقت نقل السلطة بمسؤولية وبطرق سلمية».


وقال سفير الولايات المتحدة فى الجزائر هنري إنشر، إن بلاده لا تمانع فى منح الرئيس السوري الحصانة تفادياً للحرب الأهلية.


من جهته، كشف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان، عن مبادرة لحل الأزمة السورية، تستعد بلاده لإطلاقها، تشمل التنسيق مع الدول التى تعارض نظام الأسد، وقال وزير الخارجية التركي داوود أوغلو، إن أنقرة تعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول الأزمة السورية بمشاركة أطراف دولية وإقليمية في أقرب وقت ممكن.


في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن مصير الرئيس السوري يجب أن يقرره «السوريون أنفسهم» في مفاوضات بين السلطة والمعارضة.


وأضاف أن استدعاء عدد من الدول العربية والغربية سفرائها من سوريا «غير منطقي» ولا يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة، فيما نفى مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، ما تردد عن توجيهه تهديدات لرئيس الوزراء القطرى، الشيخ حمد بن جاسم، أثناء جلسة مجلس الأمن الأخيرة.


وبينما نفى مصدر مسؤول بالجامعة العربية، ما تردد عن سحب الجامعة بعثة المراقبين في سوريا، كشف مصدر دبلوماسي خليجي في الجامعة العربية عن أن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري «المعارض» يلقى قبولاً خليجياً وأنه قد يتخذ قراراً بشأنه خلال اجتماع المجلس في اجتماعه المقبل في الرياض، مؤكداً أن ذلك سيكون أحد الخيارات المطروحة بقوة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل بناء على هذه التوصية، مستبعداً طرد السفراء السوريين من الدول الخليجية، بينما أعلنت مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم سحب ممثل بعثته الدبلوماسية من سوريا.