النجمة وأبوعرق وكتاب حياتى وعفركوش وأبوعياله والبرج الكبير، أشهر فوانيس رمضان فى بنى سويف. يتراوح سعر الفانوس بين 6 جنيهات و600 جنيه، فهى ليست فوانيس صينية، بل «مأصلة» من فوانيس الزمن الجميل، خاماتها من الصاج والزجاج الملون، وبداخلها تتألق الشمعة.
تتنوع الفوانيس الأصلية، حجما وغرضا، ما بين صغير وكبير، للأطفال أو لفرحة العائلة كلها، بتعليقه على مداخل البيوت، كما يوضح «حسن كمال الفوانسجى»، صاحب أشهر ورشة لتصنيع الفوانيس «البلدى» فى بنى سويف، ويكاد يكون الوحيد فى المحافظة الذى مازال محتفظا بهذه المهنة. يقول إن والده تعلمها فى باب الخلق بالقاهرة، وأورثها له منذ كان طفلا، حين عاد لمسقط رأسه فى الستينيات، ليعمل بها بعده، مع أخويه عادل ومحمد، بما يعنى أنه يعمل فى رحاب «الفوانيس» مع العائلة منذ أكثر من نصف قرن كامل.
يقول حسن: نحن لا نقوم بصناعة الفوانيس فقط، لأن ربحها يقتصر على شهرى شعبان ورمضان، لذا علمنا الوالد مهناً أخرى، نستخدم فيها نفس أدوات ومستلزمات صناعة الفوانيس، فنصنع أفران الكنافة والحواوشى، والفتارين، والمداخن، وأهلة المساجد، والشيش بأنواعها.
وسوق عم حسن الفوانسجى مقصورة على محافظة بنى سويف: «نادرا ما نبيعها لتجار فى محافظات أخرى»، يقول لـ«المصرى اليوم». متذكرا أن والده كان يصدرها لمدينتى الأقصر وأسوان، لتزيين المنشآت السياحية، والحناطير، وأيضا لفرنسا، فكان يقبل عليها المسلمون هناك، خاصة فانوس النجمة. يشكو: تعرضنا لانتكاسة مع هجوم الفانوس الصينى، لكن الحمد لله، بدأ هذا «الشبح» فى التراجع وعودة الإقبال تدريجيا على «أبوشمعة»، التى يسهل إصلاحها، «مش عمر أسبوع واحد، زى الصينى».
الآن المطلوب فوانيس بزجاج ملون، مكتوب عليها آيات قرآنية بالخط العربى، وعادة ما تطلبها الفنادق والشركات والخيم الرمضانية، يوضح عم حسن مستطردا: نرسل الزجاج لورشة متخصصة فى الجيزة، لتلوينه ونقش الكتابة عليه، وحين يعود نكون قد جهزنا مقاسات الصاج والصفيح المناسبة، ويشتغل المعلمون والصبيان على عمليات «الثنى واللحام والصندقة، والقبب والقعود، وآخر مرحلة هى تجميع الفانوس، بعد تثبيت زجاج من نوع آخر، «الشربتلى»، وهذا نقوم نحن بتلوينه، بـ«التفتة والجملكة والسبرتو»، ويظل فى الشمس 3 شهور، ثم نمشط به الزجاج، فيصبح بلون الشربات. تصنع ورشة حسن الفوانسجى 100 شكل وحجم منوعة، أشهرها النجمة وأبوعرق وكتاب حياتى وعفركوش وأبوعياله والبرج الكبير.