نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية خبر رفض مشاركة فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، في الحكومة الجديدة التي يرأسها المهندس هشام قنديل. وقالت إن «المهندسة التي كانت وراء الحملة على المنظمات الأهلية الممولة أمريكيًا الداعمة للديمقراطية، والتي كانت أحد أهم الناجين من حقبة مبارك» أعلنت الخميس أنها لن تشارك في الحكومة الجديدة المزمع الإعلان عن تشكيلها خلال أيام.
وأضافت أن فايزة أبو النجا، التي اقترن اسمها بالمعونة الأجنبية لمصر على مدار 11 عامًا، كانت قد أصبحت «مصدر ضيق كبير للولايات المتحدة»، لكنها أعلنت أنها عزمت من شهور أن تستقيل من الوزارة بعد انتخابات يونيو الرئاسية التي نجح فيها مرشح الإخوان، الرئيس محمد مرسي.
ونقلت عن شادي حميد، مدير مركز بروكنجز الدوحة للأبحاث، قوله إنه «ما من شك أن كل شخص في واشنطن تنفس الصعداء بعد سماع ما قالته أبو النجا الخميس، فعلاقتها بهم لم تكن مجدية، ولو كانت قد استمرت في منصبها، كان سيصبح من الصعب جدًا الحصول على المعونة بسهولة».
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الحملة التي شنتها أبو النجا على المنظمات «أشعلت الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن والقاهرة، ووضعت على المحك معونة عسكرية أمريكية لمصر قدرها مليار و300 مليون دولار».
وأوضحت أن المواجهة لم تهدأ إلا بعد أن قامت المنظمات بدفع ملايين الدولارات لمصر كفالة للموظفين المحتجزين، وبعد رفع حظر السفر عنهم وخروج معظمهم من مصر، وظل أمريكيان وألماني في مصر للمحاكمة مع زملائهم المصريين.
ووصفت واشنطن بوست الوزيرة فايزة أبو النجا بأنها معروفة بمفاوضاتها السياسية القوية، وتثير الغضب بسبب اعتبارها من فلول نظام مبارك والناجين من عدة تغييرات وزارية، فضلا عن علاقاتها القوية بجنرالات مصر على مدار السنين.
واعتبرت الصحيفة أن حملة أبو النجا على المنظمات الأهلية كانت دليلا على أن كثيرًا من حرس النظام القديم مازالوا في السلطة، متمسكين بها وعازمين على تعطيل مسار التغيير.