لم يكن المتظاهرون وسكان المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية، هم المتضررين فقط من تأثير القنابل المسيلة للدموع، فعدد كبير من الكلاب التى تواجدت فى الشوارع المحيطة بالوزارة، تساقطت إثر اختناقها بغاز هذه القنابل التى تطلقها قوات الأمن خلال الاشتباكات مع المتظاهرين، والتى دخلت يومها الخامس الاثنين.
قالت الدكتورة سهام فؤاد، أستاذ الطب الشرعى والسموم بكلية طب جامعة عين شمس: «إن تأثير الغاز على الحيوانات يختلف حسب نوع الغاز المستخدم». وأوضحت أن الغاز المسيل للدموع الذى تستخدمه قوات الأمن لتفريق المتظاهرين يؤدى إلى توقف لحظى فى حركة الإنسان الذى يتعرض له، وذلك من خلال تأثيره على الجهاز التنفسى، مما يؤدى فى حالات كثيرة إلى دخول الإنسان فى نوبة دوار.
وأكدت أن هذا الغاز يؤدى إلى عدم قدرة الإنسان على الحركة بشكل جيد لمدة قصيرة. ويؤدى أيضاً إلى ارتباك وفقدان للتوازن لمن يتعرض له.
وأشارت إلى أن تعرض الإنسان للغاز المسيل للدموع فترة كبيرة يعرض الجهاز التنفسى إلى خلل، وأن تأثر الحيوانات وتحديداً الكلاب بالغازات المسيلة للدموع أكبر بكثير من الإنسان. ولفتت إلى أن المدخنين أكثر تأثراً بالغاز نظراً لوجود مشاكل طبية فى الجهاز التنفسى للمدخن.
واكتفى الدكتور سامى طه، نقيب البيطريين، بالقول: «إن تأثير الغاز المسيل للدموع على الحيوانات هو نفس تأثيره على الإنسان».
وأكد عدد من ساكنى الشوارع القريبة من وزارة الداخلية تأثرهم جراء الغاز المسيل للدموع، مما اضطر الكثير منهم إلى مغادرة منازلهم لحين انتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها. وقال سيد فتحى: «كرهت العيشة فى وسط البلد بسبب ما تشهده كل يوم من أحداث». وأضاف: «عرضت شقتى للبيع إلا أن المواطنين أحجموا عن شراء الشقق فى وسط البلد منذ اندلاع الثورة».