والد أحد شهداء مذبحة بورسعيد: «دٌخت» فى المشرحة 5 ساعات حتى تسلمت جثته

كتب: كريمة حسن الإثنين 06-02-2012 17:37

كانت حياته هى الصلاة والاستذكار والكرة. هكذا قال والد حسام الشاب ذى الثمانية عشر ربيعاً والطالب بالثانوية عامة، والذى فقد حياته فى أحداث بورسعيد الأخيرة، أما أمه فلم يكن لديها ما تقوله سوى (حسبى الله ونعم الوكيل). حسام هو آخر العنقود بين أخواته، وهناك أخته دينا خريجة التجارة التى تعمل بمكتب محاسبة، وأخوه وليد «29 عاما» ويعمل بمصنع قطاع خاص.

وعن ظروف تسلم أهله للجثة قال والده: «ذهبنا إلى مطار ألماظة وقيل لنا إن الجثث ستصل لمشرحة زينهم وهناك وجدنا زحاما ومعاملة من أسوأ ما يكون، وانتظرنا حتى جاء وكيل النيابة ومأمور القسم ومعهما الكشف وبه اسمه ووجدت جثته داخل كيس مشمع عليه الاسم والعنوان». يضيف الأب: «ظللت حائرا بين وكيل النيابة والطبيبة، الوكيل يطالب بالكشف من الطبيبة، والطبيبة تطالب بالتقرير أولاً من وكيل النيابة، وعلى الرغم من الزحام لم يكن هناك سوى طبيبة واحدة فقط، وظلت تشكو (مش عارفة أشتغل فى الزحمة)». ويتابع الرجل المكلوم: «ظللت من مكتب لمكتب ومن فوق لتحت حتى تسلمت جثة ابنى بعد خمس ساعات كاملة».

ويطالب والد الشهيد بمحاسبة المسؤولين، ويقول: «لا يكفى استقالة محافظ بورسعيد، وإنما تجب محاكمته هو ووزير الداخلية وأمن بورسعيد واتحاد الكرة»، متسائلاً: «لو كان حسنى مبارك من الحاضرين هل كان سيتم التهاون فى الأمن؟!».

وتقول شقيقة الشهيد «دينا»: «كان شقيقى يعشق الكرة والنادى الأهلى، وكل ماتش للأهلى يذهب وراءه فى الإسكندرية أو بورسعيد أو أى مكان، وكنت كثيراً ما أساله «نفسى أعرف هتاخد إيه من الكورة.. وآدى اللى خده من الكورة.. الموت».

وتضيف: «لم تكن له أى اهتمامات سياسية، فما الذنب الذى ارتكبه، حتى يعود لنا فى كيس بلاستيك، أين حقه وأين القصاص العادل ممن تسبب فى موته هو وغيره من أولادنا بعدما قاموا بإغلاق البوابات والأنوار، وما قيمة الجيش والشرطة إن لم يكونوا قادرين على حماية الشعب؟! والمؤسف أن المشير يستقبل لاعبى الكرة ولا يستقبل الشهداء وأول ما يتحدث عنه هو التعويضات».

وعن ظروف وفاته، قال صديقه أسامة عبدالهادى، الذى كان معه فى لحظات وداعه الحياة: «حسام مات مختنقاً فقد وجدنا ناس نازلين من المدرجات ومعهم أسلحة، جرينا وجدنا البوابة مقفولة بالقفل كان هناك زحام شديد، والكل كان يتدافع وكان هناك حوالى 400 شخص فى مساحة صغيرة من الأرض وقال لى (مش قادر آخذ نفسى) ومال على برأسه، واقترح أحد الموجودين أن نأتى له بماء ونسكبه على وجهه للإفاقة وعندما ذهبت ورجعت وجدت الإسعاف قد قام بتسلمه، ذهبت إلى كثير من المستشفيات ولم أجده واتصلت بزميل لنا فى القاهرة والذى سافر لبورسعيد وذهب إلى كثير من المستشفيات حتى وجده فى مشرحة مستشفى الزهور وجاء به فى الطائرة المخصصة لنقل الشهداء بالمشرحة زينهم». الجدير بالذكر أنه قام بكتابة الشهادتين على صفحته بـ«فيس بوك» صباح ذلك اليوم. يواصل صديقه: «لقد كان معنا نجل وزير الداخلية، ولو كان أصيب، يا ترى ماذا كان موقفه؟.. لقد كان حسام أخا لنا جميعاً وسوف نقوم بعمل صدقة جارية له».