اتهم رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الحكومة المصرية بـ«الضعف» و«فقدان السيطرة» على سيناء. وقال يورام كوهين في محاضرة ألقاها في تل أبيب، الجمعة، ونشرت صحيفة «هاآرتس» فقرات منها أن التهديد الذي تواجهه إسرائيل على حدودها مع مصر هو «الأخطر» في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في سيناء.
وأضاف أن السلطة المصرية في سيناء ضعيفة أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً، وأنها عاجزة عن فرض سيطرتها على سيناء، بسبب الأوضاع الداخلية التي تواجهها، وأنه «لا يوجد ما يمنع إطلاق صواريخ على طائرات أو سفن إسرائيلية من سيناء». وتابع رئيس الشاباك: «إسرائيل تواجه مشكلة حقيقية تتعلق بما يمكن لها أن تفعله، حال رصدها خلية تستعد لضربها، في الوقت الذي تتواجد فيه في أرض دولة تربطها بها علاقة سلام».
واتهم يورام كوهين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، بالتسبب في توقف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، قائلاً إن عباس «على قناعة تامة بأنه لن يحصل من الحكومة الإسرائيلية الحالية على ما سبق وأن حصل عليه من الحكومة الإسرائيلية السابقة»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يدركون أن ما يمكنهم الحصول عليه من الحكومة الحالية «لا يرقى للحد الأدنى من مطالبهم».
وتوقع كوهين عدم التوصل إلى اتفاقيات سلام نهائية مع السلطة الفلسطينية خلال العام الجاري. وقال إن فرص التوصل لهذه الاتفاقيات «متدنية جداً»، مضيفا «لا نواجه عاماً جيدا فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، ورغم عدم وجود أي توترات أمنية، إلا أن العام الجاري سيشهد استمراراً للتوتر السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وعن فلسطينيي 48، قال رئيس الشاباك: «لا ننظر لهم كطابور خامس، وإنما كجمهور فلسطيني يتضامن مع أخوانه في الضفة الغربية، وهذا ما يجب علينا تفهمه، خاصة أن علاقة غالبيتهم بالإرهاب آخذة في الانخفاض»، مشيراً إلى أنه تم اعتقال حوالي 30 من فلسطينيي 48 خلال العام الماضي، مقابل 2000 فلسطيني من الضفة الغربية.
ووصف رئيس «الشاباك» إيران بأنها «أكثر الدول إشكالية لإسرائيل»، وأرجع يورام كوهين ذلك إلى قناعة النظام الإيراني بضرورة إبادة إسرائيل. وقال: «هذا لا يعني أنهم قادرون على تنفيذ ذلك، إلا أنهم يعملون من أجله، وحتى يصلون إلى استخدام سلاح نووي، فإنهم يستخدمون منظمات إرهابية ضدنا»، على حد قول كوهين.
وأضاف كوهين أن العلاقات بين حركة «حماس» وطهران مستمرة في التراجع منذ عام ونصف تقريباً، وأن إيران بدأت في دعم حركة «الجهاد» الفلسطينية كبديل عن «حماس»، وطورت مخزونها من الصواريخ، وأضاف أن طهران «تعمل على إيجاد أذرع لها بالقرب من إسرائيل لاستخدامها وقت الضيق».
وعن الربيع العربي، قال كوهين إنه لا يعرف كم من الوقت تحتاج الأنظمة في مصر وتونس وليبيا للعودة للاستقرار و«اعتياد العيش في وضع ديمقراطي»، كما توقع أن يصل الربيع العربي إلى الخليج، قائلاً إن هناك مخاوف من سقوط ما أسماها بـ «الأنظمة المعتدلة» مثل السعودية.