إعلان «غير مألوف» عن زواج زعيم كوريا الشمالية.. ومحللون: لتأكيد نضجه

كتب: أ.ف.ب الخميس 26-07-2012 11:00

 

بعد أسابيع من التكهنات، أكدت كوريا الشمالية أن المرأة الغامضة التي ظهرت إلى جانب زعيم البلاد، كيم جونج أون، هي فعلاً زوجته، في إعلان غير مألوف في هذا البلد الذي تكتنفه الأسرار، رأى محللون أنه يهدف إلى تأكيد نضج الزعيم الشاب.

وقد كشفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، وهي الوحيدة المرخصة في هذا البلد، مساء الأربعاء، أن الشابة الأنيقة التي ظهرت إلى جانب كيم جونج أون مرارًا، تدعى ري سول جو، وهي زوجته.

ولم تقدم تفاصيل أخرى تتعلق بالزوجة وتاريخ الزواج أو وجود أولاد. لكن هذا الإعلان يشكل وحده مفاجأة في هذا البلد الذي يعد أحد أكثر البلدان انغلاقا في العالم.

ولم تظهر إلى العلن يوما زوجة الزعيم الأسبق كيم إيل سونج، جد كيم جونج أون، تمامًا مثل زوجة والده، الزعيم السابق، كيم جونج إيل.

ويهدف الإعلان عن زواجه إلى التأكيد على أنه «لم يعد طفلا»، كما قال شانج يونج سوك، الخبير في مؤسسة الدراسات من أجل السلام والوحدة، في جامعة سيول. وأضاف «من خلال وجود زوجته إلى جانبه، يؤكد أنه رب عائلة ورجل ناضج».

ولم يكشف أبدا تاريخ ميلاد كيم جونج أون، الذي تولى السلطة في ديسمبر 2011، بعد وفاة والده كيم جونج إيل. ويعتبر الخبراء أن هذا الشاب القوي البنية، ذو الوجه المستدير، لا يقل عن الثلاثين من عمره.

وقد اتخذ كيم جونج أون في الفترة الأخيرة بضعة تدابير ليثبت فعلا أنه يتولى السلطة. ففي منتصف يوليو، عزل قائد الجيش وأصدر مرسوما ارتقى بموجبه إلى رتبة «ماريشال» التي لم يحصل عليها قبله سوى جده ووالده.

وفي الحياة العامة، اعتمد أسلوبًا لا يتسم بالتحفظ الذي اتصف به أسلوب والده. فهو يبتسم ولا يتردد في الاستراحة إلى جانب الجنود وحمل الأطفال.

وأخطأت الصحافة الكورية الجنوبية الخميس في تكهناتها حول الشابة القصيرة الشعر، وأجمعت كل صحفها على القول إنها مغنية.

وذكرت صحيفة «شوسون إيلبو» أنها غنت أمام كيم جونج أون ووالده خلال حفل لمناسبة العام الجديد 2010، ولفتت نظر الابن. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف هويته قوله «اختارها جونج أون على الأرجح زوجة بعدما رأها في الحفل».

ثم تلقت في جامعة كيم إيل سونج، أعرق جامعات البلاد، تدريبا استمر 6 أشهر كان الهدف منه تحضيرها لمهامها.

أما صحيفة «دون أ ايلبو»، فأكدت أن كيم جونج أون، وهذه الشابة، متزوجان منذ 2009. وتتحدر الشابة، وهي ابنة استاذ جامعي وطبيب من إقليم هامكيونج الشمالي، كما أضافت.

وأكد النائب الكوري الجنوبي جونغ شوانج راي، أن الزواج تم في 2009، نقلا عن معلومات قدمتها أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية خلال جلسة نيابية مغلقة.

وأضافت الاستخبارات أن ري سول جو، المولودة في 1989، درست الغناء في الصين وذهبت في 2005 إلى اينشون القريبة من سيول بصفتها مشجعة للفريق الكوري الشمالي خلال البطولات الآسيوية لألعاب القوى.

لكن رغم هذه التغيرات السطحية في كوريا الشمالية، تعتبر «إنترناشونال كرايزيس غروب»، أن من غير المجدي انتظار إصلاحات ديمقراطية واقتصادية، أو تهدئة للتوترات مع كوريا الجنوبية، عدوتها اللدودة.

فالسكان خارج العاصمة بيونج يانج يواجهون دائما نقصًا حادًا في المواد الغذائية في أعقاب عقود من اقتصاد موجه ومركز. وأسفرت المجاعة في أواسط التسعينيات عن مئات آلاف الضحايا، كما تقول المنظمات غير الحكومية.

والقسم الأكبر من الموارد مخصص للجيش وبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ، الذي ولّد خلافات حادة في المنطقة وحمل مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات.

وأعربت الولايات المتحدة بلهجة ساخرة مساء الأربعاء عن تمنياتها السعيدة للزوجين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند «نرغب في أن نوجه تمنياتنا الحارة الى جميع المتزوجين. لكن هواجسنا تتمحور في المقام الأول حول شعب كوريا الشمالية».

وأضافت: «نأمل في أن تتحسن ظروفهم الحياتية، وأن يقوم القادة الجدد في كوريا الشمالية بالخيار الصحيح عبر فتح البلاد والقيام بمزيد من الخطوات لمصلحة شعبهم». ولا تقيم الولايات المتحدة وكوريا الشمالية علاقات دبلوماسية.