قال رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن اختيار هشام قنديل رئيسًا للوزراء «صدم الجميع»، خاصة أن البلاد تحتاج في الفترة الحالية إلى رئيس حكومة له خلفية اقتصادية كبيرة ليسخر كل إمكانيات مصر لحل المشكلة الاقتصادية التي تمر بها.
وأضاف عبده في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، صباح الخميس: «من البداية كنا نتوقع ألا يأتي الإخوان في رئاسة الحكومة إلا بـ(الإخوان)، وعندما أعلن الرئيس مرسي عن سعيه لتعيين رئيس للوزراء من خارج الجماعة أصيب الجميع بالدهشة، وشككنا في هذه المعلومة، وبعدها توقعنا أن يتولى محمد مرسي رئاسة الحكومة بنفسه، إلا أنه أتى برئيس وزراء له خلفية دينية لا تبتعد كثيرًا عن فكر الجماعة، ونعتقد أنه اختار قنديل ليضمن أن يكون تابعًا له».
وأعرب عبده عن عدم تفاؤله بتصريحات هشام قنديل، مؤكدًا أنه «قال تصريحين متناقضين، الأول أكد فيه أنه سيختار حكومة تكنوقراط، والثاني قال إنه سيراعي في حكومته تمثيل كل الأحزاب والتيارات السياسية».
ويرى عبده أنه في حالة سعي رئيس الوزراء لإرضاء التيارات والأحزاب السياسية «فإن ذلك سيعيد مصر إلى الوراء»، مشيرًا إلى أن تجربة عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، وطريقة اختياره الوزراء لإرضاء كل التيارات السياسية «أثبتت فشلها»، فلم يكن هناك تناغم أو تآلف بين الوزراء، حيث «كان وزير التضامن الاجتماعي مثلا يتكلم عن وجوب تطبيق الضريبة التصاعدية، وهذا ليس من شأنه، ووزير القوى العاملة يتكلم عن أموال التأمينات وهذا ليس من شأنه أيضا».
وشدد عبده على أن «أي حكومة ائتلافية ستكون مهددة بالفشل قبل بدء أعمالها، فأخشى أن تتحول وظيفة رئيس الوزراء إلى توزيع الكعكة وإرضاء التيارات السياسية».
وتابع عبده أن أغلب الاقتصاديين في مصر «محبطون»، بعد الإعلان عن اسم رئيس الوزراء، لكنهم ينتظرون تشكيل الحكومة ومؤهلات الوزراء الذين سيتولون حقائب الوزارات الاقتصادية، وكيفية إدارتها للشؤون الاقتصادية في البلاد.