سينمائيات عربيات يخترن الكاميرا وسيلة لإثارة قضاياهن

كتب: بوابة الاخبار الخميس 26-07-2012 01:01

 

تعرف التظاهرات السينمائية الألمانية حضورًا نشيطًا لمخرجات سينمائيات من أصول عربية، اخترن الكاميرا وسيلة لإثارة همومهن كقضايا الهجرة والاندماج، وحاورت «DW» الألمانية على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، شابتين حول تجربتهما في عالم الإخراج.

في عام 2006 أنهت المخرجة الشابة باري القلقالي، المولودة في برلين من أب فلسطيني وأم ألمانية، دراستها الجامعية في العلوم الإنسانية، غير أنها فقدت الرغبة في الاستمرار في البحث الأكاديمي، لتشد الرحال إلى الأرجنتين في رحلة استكشافية للبلد، وهناك تعرفت على مجموعة من الشباب الذين ينجزون أفلاما وثائقية.

وتروي باري تفاصيل هذه اللحظة الحاسمة في مسارها المهني، قائلة «أَعجبتني الأفلام الوثائقية التي شاهدتها في الأرجنتين، خصوصا طريقة سرد القصص بلغة الصورة».

وبعد عودتها من إلى ألمانيا، قررت باري دراسة الإخراج السينمائي، حيث تخصصت في أفلام وثائقية في مدينة ميونيخ الألمانية، وفي جعبتها الآن أفلام وثائقية آخرها الفيلم الوثائقي «السلحفاة التي فقدت ذراعها».

والفيلم يروي قصة عائلية واقعية عاشتها وهي طفلة لا تتجاوز إثنا عشر ربيعًا، حين قرر والدها مغادرة ألمانيا، والعودة إلى فلسطين.

أما المخرجة الشابة هيبة أمين ذات الأصول المصرية، والتي تعيش حاليا متنقلة بين القاهرة وبرلين، فاختارت منذ البداية دراسة الرسم والتصوير ووسائل الإعلام الجديدة. وتقول هيبة في حوار مع«DW»: «بدأت مباشرة بدراسة فن التصوير، وبسبب اهتمامي بسرد القصص، أصبح من المنطقي بالنسبة لي الانتقال إلى الفيلم كوسيلة لذلك».

وحصلت المخرجة «هيبة» على دورات تدريبية في أوروبا وأمريكا، كما حصلت مؤخرا على منحة من طرف الهيئة الألمانية للتبادل العلمي.

أما إيريت نايدهارت فترعرعت في فلسطين وإسرائيل، وتعمل منتجة أفلام عربية، وتنظم تظاهرات سينمائية خاصة بالأفلام الشرقية، وحول التجربة السينمائية العربية النسوية في ألمانيا، تقول: «يسود الاعتقاد في الغرب أن مجال الإخراج السينمائي في البلدان العربية، أو في وسط عرب المهجر هو حكر على الرجال فقط، وهذا غير صحيح، وبداية دخول النساء العربيات إلى عالم الإخراج السينمائي كانت منذ عام 1927، مع المخرجة والممثلة المصرية عزيزة أمير، التي أخرجت فيلما طويلا صامتا حقق نجاحًا جماهيريا واسعًا، وهو ما شجع العديد من الرجال للدخول إلى عالم الإخراج». 

وعن ردود فعل الوسط العائلي حول اختيار الشابات لمتاعب الفن السابع، فهي تختلف من أسرة لأخرى، فكانت عائلة باري القلقالي في البداية متحفظة كما توضح بقولها: «لقد أنهيت دراستي الجامعية، وكانت عائلتي تنتظر مني أن أجد عملا، والسبب الآخر هو أن عائلتي ليس لديها أية فكرة عن مهنة الإخراج السينمائي وعن دراسة الأفلام الوثائقية، غير أن هذا الموقف تغير مع مرور الوقت، خصوصًا عندما شاهدوا أعمالي الأولى، وبسبب الدعم المادي الذي تحظى به من طرف مدرسة السينما التي تدرس فيها».

أما هبة، فكانت قصتها مختلفة وتقول: «كنت محظوظة لكوني أنحدر من وسط متعلم يشجع أفكاري واختياراتي».

ويعتبر التمويل قضية مركزية تشغل بال المخرجات السينمائيات المبتدئات، فتقول المنتجة السينمائية إيريت نايدهارت: «للحصول على تمويل الأفلام لا تكفي السيناريوهات الجيدة والمتقنة، فلجان الدعم يهمها معرفة مدى استجابة السيناريو للتوجهات الفكرية والسياسية للجهة المانحة»، فيما ترى المخرجة هبة أن الحصول على الدعم ليس سهلا بسبب اختياراتها الفنية القريبة من التجريب والموجهة إلى مشاهدين بـ«حمولة فكرية وجمالية عالية».

وعن دور الأفلام في دعم حوار الثقافات تقول المخرجة باري: «الأفلام تحكي قصصا ووقائع وتنقل صورا عن المجتمع ،وتترجم مشاعر الناس، والسينما قادرة على دعم الحوار بين الثقافات والشعوب الشرقية والغربية»، فيما تنظر المخرجة هيبة للموضوع من وجهة نظر أخرى موضحة أنه: «من خلال عرض أفلامي في ألمانيا أو في أمريكا، لاحظت اهتمام الناس بالمواضيع التي أثيرها كموضوع المرأة المصرية، وبعد العروض تكون هناك نقاشات بيننا نتبادل فيها الأفكار، ونتعرف على خصوصيات بعضنا البعض».