سيطرت قضية أسلمة الثورة المصرية، على فعاليات مؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية، الذى عقد فى طهران، الخميس، ونشبت معركة كلامية بين أعضاء الوفد المصرى فى المؤتمر، إثر إلقاء ضياء الصاوى، أمين شباب حزب العمل، كلمة أمام على خامنئى، المرشد الأعلى الإيرانى، وصف فيها الثورة الإيرانية بـ«الملهمة»، واعتبر أن الثورة المصرية أحد روافدها الأساسية.
وقال «الصاوى» إن الثورة المصرية إسلامية، شارك فيها بعض الأقباط، وأعلن عن مبادرة لاقتحام السفارات الإسرائيلية فى كل الدول العربية، يوم 15 مايو المقبل، وطرد السفراء منها، وأضاف: «شرفت بأن أكون من الشباب الذين هاجموا السفارة الإسرائيلية فى سبتمبر الماضى، وأدعو لتكرار التجربة». وطالب إيران بدعم الشعب المصرى وحكومته، لأنها قوة نووية لابد أن تساهم فى دعم مصر.
وبعد انتهاء «الصاوى» من إلقاء الكلمة، حياه المرشد الأعلى، وكانت مداخلة الأول استئنافاً لكلمة ألقاها «خامنئى» حول أهمية الثورة الإيرانية، اعتبر خلالها أن الثورة المصرية جزء منها، وقال: «لا يمكن اعتبار الثورة الإسلامية فى مصر حديثة، لأن التيار الإسلامى متواجد فيها منذ القدم، ولا يمكننا نسيان سيد قطب».
وأثارت كلمة «الصاوى» استهجان شباب الوفد المصرى الذين حاولوا ترك الجلسة فى منتصفها فمنعهم الأمن، ووصف تصرفهم بأنه غير لائق فى حضرة المرشد الأعلى، فعقدوا اجتماعاً فى الفندق المخصص لهم لمدة ساعتين، انتهى بإصدار بيان يهدد بمقاطعة الجلسة الختامية للمؤتمر فى حال عدم تسجيل موقف الوفد المصرى، وتنصله مما ورد فى كلمة «الصاوى»، لأنها لا تمثل إلا وجهة نظر صاحبها، ووقع على البيان نحو 45 عضوا، ورفض الآخرون التوقيع.
وطالبت اللجنة الرئاسية للمؤتمر الوفد التونسى بإلقاء البيان الختامى، فرفض اعتراضاً على ما جاء فيه، وتصدى محمد المدهون، أحد أعضاء الوفد الفلسطينى، لإلقاء البيان الذى تجاهل الحديث عن الثورة السورية، مثلما تجاهلته الجلسات، فى الوقت الذى سمحت فيه إدارة المؤتمر للشباب بإقامة معرض داخل الفندق عن مذابح البحرين والثورة الإسلامية.
وطالب المؤتمر فى توصياته بأن تدعم إيران تمويل موقع إلكترونى، وصحيفة، وقناة تليفزيونية، تعمل كلها لنشر أفكار الثورة، وإنشاء برلمان لشباب الصحوة الإسلامية، يكون معبراً عن دول المنطقة سياسياً، وموازياً للجامعة العربية، بالإضافة إلى إقامة مؤتمر سنوى.