الرياضيون يٌحمِّلون اتحاد «زاهر» والأمن والفضائيات مسؤولية «المجزرة»

كتب: أيمن هريدي, وائل عباس, هشام محيسن الجمعة 03-02-2012 15:18

حمل خبراء كرة القدم اتحاد الكرة و أجهزة الأمن والفضائيات المتعصبة مسؤولية أحداث بورسعد التي شهدت سقوط 76 ضحية فى مجزرة دموية أدمت قلوب كل المصريين بسبب طبطبة الاتحاد على الأندية وعدم الضرب بيد من حديد الخارجين على القانون، خصوصاً أن حادث بورسعيد سبقه حوادث مشابهة وكأن شيئاً لم يحدث.

وشدد الخبراء على ضرورة التوقف عن التصريحات الوردية ومحاسبة المسؤولين عن الأحداث المؤسفة التى شوهت صورة الوطن الذى تحول إلى رجل مريض نتيجة الفوضى.

واعتبر الخبراء قرار إلغاء الدورى لأجل غير مسمى صائباً فى الوقت الراهن لحين إعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى وإعادة الأخلاق إلى الملاعب.

وطالب حلمى طولان، المدير الفنى لفريق الكرة الأول بنادى اتحاد الشرطة، بإلغاء الدورى والتوقف عن أى نشاط رياضى حالياً. وقال: ما حدث كارثة بمعنى الكلمة ودليل على حالة الفوضى التى تشهدها البلاد حالياً نتيجة لحالة الاختلاف والفرقة بين طوائف المجتمع. وبنبرة حزينة أبدى طولان حزنه الشديد للضحايا الذين سقطوا فى الاستاد بسبب غياب الأخلاق وخروج الجماهير عن كل الأعراف والقوانين لقتل إخوانهم المصريين، كما حمل طولان المسؤولية للقنوات الفضائية المتعصبة والمتحيزة للأندية والتى تزيد من العداء بين الجماهير مما أوصلنا لهذا المشهد، وللأسف الشديد الشباب أخذوا مفهوم الحرية بشكل خاطئ وبدأوا بالممارسات العدائية. كما حمل طولان المسؤولية لاتحاد الكرة الذى يبحث مسؤولوه دائماً عن المصالح الشخصية والأموال بغض النظر عما يحدث داخل المنظومة الكروية من شغب وانفلات داخل ملاعب كرة القدم، كما طالب طولان وبشدة بمحاسبة كل المسؤولين وجميع أعضاء اتحاد الكرة.

فيما رفض الدكتور عمرو عبدالحق، مستشار نادى النصر، فكرة إلغاء الدورى بعد الأحداث، وقال: لا نعالج مشكلة بمشكلة ويجب على المسؤولين الضرب بيد من حديد الخارجين على القانون وتجريم نزول الملعب لأنها ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى الملاعب المصرية وهى السبب فى كل الكوارث التى حدثت مؤخراً. وطالب عبدالحق مجلس الشعب بإصدار قانون مشدد على الخارجين واتحاد الكرة والأندية الشعبية مسؤولية ظاهرة الشغب التى تحدث بسبب تشجيعهم انتشار روابط الألتراس وكأنهم قاموا بتربية أفعى وعندما كبرت لدغت أصحابها وقتلتهم لأن الألتراس تجرأ على الكل ورفض القانون واخترع لنفسه قانوناً آخر، كأننا نعيش فى غابة والمجتمع هو الضحية، والرياضة تحولت من منافسة شريفة إلى ساحة للقتال والكل يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة حتى لو كان بالقتل وشدد عبدالحق على ضرورة التوقف لحظة لنعرف الأخطاء ونعالجها قبل أن نجد أنفسنا وسط دوامة يصعب حلها.

ووصف إكرامى حارس مرمى الأهلى السابق، ما يحدث بأنه مجزرة ومهانة فى تاريخ مصر قبل تاريخ كرة القدم، ولا يعقل أن مباراة كرة قدم يحدث بها هذا العدد من الوفيات والإصابات فى الجماهير، كما أن هناك إصابات كثيرة فى أغلب لاعبى النادى الأهلى. وأكد إكرامى أن نجله مصاب إصابة خطيرة فى عينه إلا أنه لا يملك معلومات حول إصابات اللاعبين الآخرين، وطالب إكرامى المسؤولين بأن يقوموا بمحو هذا البلد من على خريطة كرة القدم المصرية وإلغاء النشاط الرياضى به، كما أبدى إكرامى استغرابه من حالة السكون التام والهروب من كل المسؤولين فى اتحاد الكرة وعدم اتخاذهم قرارات سريعة أو حتى مخاطبة الجماهير فى هذه الظروف، وقال «إن هذا هو النتاج الطبيعى لبحثهم الدائم عن الأموال بغض النظر عن مراعاة حياة الأشخاص».

من جانبه أكد غانم سلطان، المدرب العام السابق لفريق الجيش، أن هذا الوضع الخطير يرجعنا للحال التى عليها البلد وغياب الأمن بالكامل وبالأخص عن ملاعب كرة القدم، كما حمل غانم سلطان المسؤولية الكاملة لاتحاد الكرة حيث إن هذه الأحداث تكررت فى بورسعيد أربع مرات، المرة الأولى كانت فى مباراة الزمالك الموسم الماضى وفى الموسم الحالى أمام سموحة ومع الاتحاد السكندرى ومع الجيش، وأرجع زيادة الأحداث إلى رعونة اتحاد الكرة فى اتخاذ قرارات صارمة، وطالب غانم بإلغاء الدورى وعدم اكتماله بعد هذا الكم من الوفيات والإصابات، كما أصر على إقالة اتحاد الكرة لأنه فشل فى إدارة المنظومة الكروية فى مصر.

ومن جانبه أبدى طه بصرى لاعب الزمالك السابق والمدير الفنى الحالى لبتروجت حزنه الشديد على الأحداث، مؤكداً أن المباراة خرجت تماماً عن الروح الرياضية.

وقال: «يجب فتح تحقيق موسع مع مسؤولى النادى المصرى حول ما حدث كما ناشد المسؤولين عودة الأمن بشكل قوى».

ورفض بصرى فكرة إلغاء البطولة وطالب باستمرارها حتى الرمق الأخير كى لا يؤثر ذلك على المظهر الأمنى فى البلد أمام العالم كله.

وأبدى بصرى اندهاشه بسبب تصرفات جماهير المصرى عقب مباراة الأهلى وقال إنه عندما كان يتولى تدريب المصرى فى الموسم الماضى، واستطاع أن يهزم الزمالك بهدفين على استاد بورسعيد كان هناك بعض المناوشات بين جماهير الفريقين بعد المباراة ولكن سرعان ماتم السيطرة عليها.

وطالب عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى الأسبق، بإلغاء بطولة الدورى بعد أحداث بورسعيد، خصوصاً بعد خروجها عن الروح الرياضية، مؤكداً أن ما حدث لا يمت للرياضة بأى صلة.

وقال إن ما حدث لم أره من قبل خلال مسيرتى فى الملاعب المصرية. وتذكر موقفا حينما كان يلعب مع الأهلى أمام فريق اتحاد السويس على ملعبه عام 1961، وحاولت جماهير السويس الاحتكاك بلاعبى الأهلى عقب المباراة، وكادت أن تحدث كارثة فى أرض الملعب لولا تدخل المحافظ فى ذلك الوقت لينقذ الموقف.

وقال إن المشير عبدالحكيم عامر، كان رئيس اتحاد الكرة فى ذلك الوقت وأصدر قراراً بحرمان فريق اتحاد السويس من اللعب على أرضه لمدة عام كامل. ولذلك طالب «هيكل» باتخاذ قرارات رادعة لوقف مثل هذه الأحداث وضمان عدم تكرارها مرة أخرى.

وشكر «هيكل» رابطة مشجعى الزمالك «الوايت نايتس» المبادرة التى أعلنت على صفحتهم بـ«الفيس بوك» لحقن الدماء وعدم الخروج عن الروح الرياضية وتمنى أن تلتزم جميع روابط الأندية بهذه المبادرة.