انفجر بركان غضب آلاف المواطنين بعد يوم واحد من مجزرة استاد بورسعيد، التي أوقعت 71 قتيلاً، إذ اندلعت موجة واسعة من الاحتجاجات في القاهرة وعدة محافظات، تطور بعضها إلى اشتباكات مع الشرطة التي تعاملت مع التظاهرات باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الخرطوش، كما أكد شهود عيان.
وأسفر هجوم العشرات على جماهير النادي الأهلي في استاد بورسعيد، فور انتهاء مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي، عن مصرع 71 مشجعًا، وإصابة أكثر من ألف شخص، في واحدة من أسوأ كوارث الملاعب في تاريخ كرة القدم.
وتجمع نحو 5000 محتج في وسط القاهرة قادمين في عدة مسيرات انطلقت من أمام مقر النادي الأهلي، حملوا وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، مسؤولية الأحداث، وطالبوا بسرعة تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، وإقالة الحكومة وإعادة هيكلة وزارة الداخلية.
واتهم نشطاء وجماعات مشجي الكرة «ألتراس» وزارة الداخلية بتدبير مؤامرة لانتقام من الـ«ألتراس» عقابًا لهم على مشاركتهم في الثورة. واستدلوا على ذلك بغياب المحافظ عن حضور المباراة للمرة الأولى في تاريخ لقاءات الفريقين، وعدم منع الأمن للمهاجمين من الوصول إلى مدرجات مشجعي الأهلي.
وأظهرت اللقطات المسجلة للأحداث العشرات من المشجعين ينطلقون على أرض الاستاد دون أن يمنعهم جنود الأمن الذين كانوا متواجدين في أماكن متناثرة من الملعب.
ووقعت اشتباكات في محيط وزارة الداخلية، عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين الاقتراب من مبنى الوزارة، فتعاملت معهم قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن إصابة أكثر من 500 من المتظاهرين.
وفي الإسكندرية، تظاهر نحو 2000 شخص أمام المنطقة العسكرية الشمالية في سيدي جابر، وهتفوا مطالبين بإعدام المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأقام عشرات المواطنين في الإسماعيلية، وقفة احتجاجية في ميدان الممر تضامنا مع ضحايا «مجزرة بورسعيد»، وطالب المتظاهرون بإسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وفي السويس، تطورت المظاهرات التي اندلعت في ميدان الأربعين بين قوات من الشرطة ومتظاهرين من مختلف الحركات السياسية، وشباب الـ«ألتراس»، إلى اشتباكات أسفرت عن إصابة 20 باختناقات الغاز وطلقات الخرطوش.
وفي مدينة المحلة الكبرى، تصاعدت الأحداث بعد تشييع جنازة أحد ضحايا «مجزرة بورسعيد»، حيث حاصر عدد من المتظاهرين قسم ثان المحلة، ورددوا هتافات ضد الضباط ووزارة الداخلية، وحملوها مسؤولية الأحداث الدامية.
كان الأهالى قد شيّعوا جنازة الضحية الأولى في أحداث بورسعيد العربي كامل محمد، 20 سنة، دبلوم صناعي، وأحد أعضاء رابطة «ألتراس» أهلاوي، والشهير بـ«إبراهيم المسؤول»، بعد أن أدوا عليه الصلاة بمسجد عبد ربه بميدان الشون.
وفي الشرقية نظم المئات من محامي فاقوس وشباب جمعية صناع الحياة في مدن أبوكبير وفاقوس والزقازيق، وقفات صامتة في معظم مراكز المحافظة، رافعين لافتات تندد بـ«المجزرة»، وتعلن الحداد على الضحايا.
واصطف الشباب في الميادين العامة بالملابس السوداء بالشرقية، والذي شارك في تشييع جنازة شهيد الشرقية في «مجزرة بورسعيد».
وفى المنوفية نظم العشرات من شباب الثورة وحركات 6 أبريل وكفاية و«ألتراس» الأهلي والزمالك بالمنوفية وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، بعد أدائهم صلاة الغائب على أرواح الضحايا أحداث بورسعيد، وطالبوا بالقصاص والكشف عن المتسببين فى الحادث ومحاكمتهم محاكمات فعلية للمتورطين.
وفى بنى سويف نظم المئات من شباب بني سويف وقفة احتجاجية أمام مسجد عمر بن الخطاب احتجاجا على أحداث بورسعيد، طافت شوارع بني سويف، مرديين هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» و«عايزين القصاص القصاص».
وفي المنصورة نظم الآلاف من شباب المنصورة و«ألتراس» الأهلى والزمالك وائتلاف شباب الميدان وشباب 6 أبريل مسيرة طافت عدداً من شوارع مدينة المنصورة، احتجاجا على مقتل العشرات فى مباراة الأهلي والمصري، ووجهوا هتافات مضادة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وارتدى العشرات منهم الملابس السوداء ورفعوا لافتات «الحداد» و«القصاص».
وفي 6 أكتوبر، دعا المئات من شباب ائتلاف الثورة، و«ألتراس» الأهلى والزمالك فى مسيرة بميدان الحصري لمحاكمة المتورطين ومحاكمة المسؤولين من وزارة الداخلية، وقاموا برفع الأعلام، مؤكدين مشاركتهم جمعة القصاص لشهداء بورسعيد.
.
وفى المنيا أعلن هيلاسلاسى غني، المرشح علي رأس قائمة الكتلة المصرية، وقف حملته الانتخابية والدعائية والمسيرات الانتخابية لانتخابات مجلس الشورى حداداً علي أرواح ضحايا المجزرة.
.