ثمن الدم: محاسبة «العسكرى» ومحاكمة «الداخلية»

كتب: اخبار الخميس 02-02-2012 19:10

ارتدت مصر ثياب الحداد، الخميس، حزناً على أرواح 71 شاباً راحوا ضحية الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد حالياً، فضلاً عن إصابة المئات فى الأحداث التى شهدها استاد بورسعيد عقب لقاء الأهلى والمصرى مساءالأربعاء.

سادت حالة من الغضب العارم جميع أنحاء مصر، وخرجت المظاهرات والمسيرات بالنعوش للاحتجاج على المذبحة، أجمع خلالها المتظاهرون من مختلف فئات الشعب على مسؤولية المجلس العسكرى الحاكم عن الأحداث، وطالبوا بإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى، ومحاكمة جميع المتسببين فى هذه الجريمة.

وأعلنت وزارة الصحة، رسمياً، أن الحصيلة النهائية لضحايا المجزرة 71 قتيلاً و313 مصاباً. أكد الدكتور كمال إحسان، كبير الأطباء الشرعيين، رئيس مصلحة الطب الشرعى، عدم قدرة الأطباء على تحديد أسباب الوفاة من الكشف الظاهرى، وقال: «تم تشريح جثتين فقط»، ولم نجد طلقات نارية حتى الآن.

وعقد مجلس الشعب جلسة طارئة بحضور رئيس الوزراء ووزير الداخلية، هاجم خلالها الأعضاء الحكومة والمجلس العسكرى، وطالبوا «الجنزورى» بالرحيل. وقدم الدكتور عصام العريان مذكرة إلى الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس المجلس، موقعة من 120 عضواً يتهمون فيها اللواء محمد إبراهيم بالتقصير والإهمال فى أداء عمله، ما أخل بالحفاظ على الأمن وتقصيره فى تطهير الداخلية، ما يستوجب محاسبته، وقال العريان إن تلك المذكرة تعد السابقة الأولى فى تاريخ المجلس وفقاً للمادتين 245 و246 من اللائحة الداخلية للمجلس، وتحسم اللجنة العامة فى جلسة الأحد إمكانية توجيه الاتهام للوزير من عدمه.

وخلال الجلسة أعلن رئيس الوزراء إقالة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر ومحافظ بورسعيد، معلناً تحمله المسؤولية السياسية كاملة عن الأحداث.

وعقب الجلسة توجه الآلاف فى 3 مسيرات كبرى من جماهير ألتراس أهلاوى وجماهير الزمالك والمتظاهرين فى التحرير إلى مقر وزارة الداخلية، مهددين باقتحامه، انتقاماً لما حدث لزملائهم فى بورسعيد، وردد الألتراس عدة شعارات أبرزها «قتلوا الأحرار علشان وقفوا مع الثوار»، ودعت عدة قوى سياسية إلى تنظيم مليونيات ومسيرات احتجاجية بالملابس السوداء فى ميادين مصر، للتنديد بالمذبحة والمطالبة بالقصاص وإقالة المشير.

من جانبها، قررت النيابة الخميس احتجاز مدير أمن بورسعيد ونائبه وقائد الأمن المركزى بالمحافظة بتهمة الإهمال والتسبب فى سقوط ضحايا، وقررت استدعاء سمير زاهر، رئيس الاتحاد، وعماد البنانى، رئيس المجلس القومى للرياضة، لسؤالهما.

وقال مصدر حكومى إن لقاء مشتركاً سيعقد خلال ساعات بين المجلس العسكرى والجنزورى وبعض الوزراء، لمراجعة الخطط الأمنية حتى لا تتكرر المجزرة.