شدد اللواء عبدالوهاب الهلالى، مدير أمن الجيزة الأسبق، على أن التقارير الأمنية الخاطئة وغير الدقيقة عن مباراة الأهلى والمصرى قبل انطلاقها، وراء وقوع «مذبحة استاد بورسعيد»، وأن تشكيلات الأمن المركزى، التى حددتها أجهزة الأمن فى المحافظة، لتأمين المباراة، التى شهدت أحداثا مؤسفة الأربعاء ، لم تكن كافية لتأمين مباراة بهذه الأهمية.
وقال «الهلالى» لـ«المصرى اليوم» إن «كل مديرية أمن توجد بها إدارة لشؤون الخدمة حال وجود احتفال أو حدث مهم، أو مباراة لكرة القدم، دورها وضع خطة وإعداد تقارير أمنية، بالتنسيق مع إدارة المباحث والبحث الجنائى والمرور فى المحافظة، والمسؤول عنها هو مساعد المدير للأمن العام، ونائب المدير والحكمدار، ثم ترسل تقاريرها الأمنية إلى مدير الأمن».
وأضاف أن «الإجراء الطبيعى الذى يحدث دائما، هو وضع خطة لتأمين الأبواب والأماكن التى يستخدمها مثيرو الشغب لدخول المباراة، وتكون الجهة المسؤولة عنها إدارة الأمن العام، لتحديد تلك المناطق، ومن واجب إدارة البحث الجنائى إعداد تقرير مكتوب عن المشاغبين الذين يثيرون الشغب فى المباريات، وهناك أيضا خدمة من رجال المباحث تقوم بتفتيش المشجعين قبل دخولهم الاستاد لمنع دخول أى آلات حادة أو شماريخ». وتابع «الهلالى» أن «عملية التأمين أو عدد أفراد جنود الأمن المركزى يتم تحديدهم وفق توقعات تلك التقارير، ولا يمكن أن يوضع 1700 جندى فقط لتأمين مباراة كبيرة مثل مباراة الأهلى والمصرى، وإذا كان عدد الحضور من المشجعين تعدى الـ 60 ألف متفرج، فإنه كان يجب تدعيم القوات بنحو ما بين 20 و45 ألف جندى، من تشكيلات الأمن المركزى، وسبب المذبحة التى وقعت هو التوقعات والتقارير الخاطئة، التى لم تكن دقيقة».
وأوضح أن «ما حدث ساهمت فيه الأحقاد النفسية بين الجماهير، فيكف لفريق يكون فائزا بـ3 أهداف مقابل هدف أن يقتحم الملعب، والكشف عن تلك الجريمة يستلزم إصدار الوزير قرارا بتشكيل لجنة عليا من إدارة التفتيش لكشف كل الأخطاء التى حدثت، والتحقيق مع جميع الضباط والإدارات المسؤولة».
وكشف عن أن «قطاع الأمن المركزى يعاد تكوينه مؤخرا من جديد، فبعد أحداث ثورة 25 يناير لم تعد تشكيلات الجنود إلى قطاعات الأمن المركزى، لكنهم هربوا، وتم تفريق تلك القوات».
وقال اللواء عاصم الجنيدى، الخبير الأمنى، إن «تشكيلات الأمن المركزى، المكلفة بحماية المباراة، لم تتجاوز أعداد جنودها 1700 جندى»، موضحا أن «مباراة بهذه الأهمية لا بد ألا تقل أعداد التشكيلات الأمنية بها عن 3500 جندى، خاصة مع وجود تحذيرات مسبقة بإمكانية وقوع اشتباكات».
وأضاف «الجنيدى» أنه «كانت هناك سلسلة من الإجراءات كان يجب على وزارة الداخلية اتخاذها لتأمين المباراة ، حيث كان يفترض وجود تشكيلات احتياطية خارج الاستاد، وإصدار أوامر قبل نهاية المباراة بربع ساعة بإحاطة الملعب، لتجنب أى احتكاك بين مشجعى الفريقين، وهو ما لم يحدث، حيث ظل الأمن المركزى جالسا على المقاعد المواجهة للمشجعين، وذلك مخالف للتعليمات التى عادة ما يتلقاها الجنود قبل المباريات».
وأبدى دهشته مما سماه «سلوك القوات المسؤولة عن تأمين المباراة وأعداد الضحايا التى لا تتناسب مع مباراة كرة القدم».