«قلق بالليل وهمُّ بالنهار».. ذلك هو حال ركاب الوجه القبلى من سكان محافظات الصعيد، الذين يأتون إلى القاهرة لإنهاء أعمال مهمة ربما يرتبط بعضها بمصالح حكومية مثل إنهاء إجراءات سفر من بعض سفارات الدول العربية فى القاهرة، فهؤلاء يعانون من تعطل مصالحهم بسبب ظاهرة قطع السكك الحديدية من قبل بعض المحتجين أو المتظاهرين الذين يلجأون لهذا الأسلوب للضغط على المسؤولين. حتى لو اتجه ركاب الصعيد إلى الطريق الصحراوى كبديل عن قطع السكك الحديدية فإنهم يتعرضون لحوادث سرقة وسطو مسلح من قبل قطاع الطرق المنتشرين على الطرق الصحراوية.
أزمة أنابيب البوتاجاز كانت المشكلة الرئيسية التى دفعت عدداً من المتضررين إلى قطع السكك الحديدية خلال الفترة الأخيرة، والمتضرر الأول من تلك الحوادث هم الصعايدة، حيث وقعت معظم أعمال الاحتجاج على خطوط السكة الحديد القبلية، ومع ذلك تحايل الركاب باللجوء إلى السفر نهاراً عبر الطرق البرية رغم أنها أقل أمانا. أرقام السكة الحديد تؤكد أنه من بين 440 حالة تجمهر على قضبان السكة الحديد خلال عام، استحوذ الصعيد على حوالى 70% منها، و80% منها حدثت أثناء النهار.
المهندس هانى حجاب، رئيس هيئة السكة الحديد، قال لـ«المصرى اليوم» إن إضرابات واعتصامات الأهالى على قضبان السكة الحديد فاقت الوصف، مشيراً إلى أن عدد الإضرابات بلغ نحو 440 إضراباً خلال العام الماضى بمتوسط إضراب ونصف يوميا تسبب فى توقف أكثر من 2300 قطار وعدم انتظام سير القطارات بمعدل 108 دقائق لكل قطار، مما أسفر عن خسائر بالغة لقطاع السكك الحديدية حوالى 75 مليون جنيه.