عادل حسني: مسؤولو التليفزيون استبعدوا «البحر والعطشانة» خوفًا من «الإخوان»

كتب: حاتم سعيد الثلاثاء 24-07-2012 22:26

قال عادل حسني، منتج مسلسل «البحر والعطشانة»، إنه لا يستوعب حتى الآن السبب الذي استند إليه مسؤولوا لجنة المشاهدة بالتليفزيون المصري عليه، ليتخذوا قرارهم باستبعاد المسلسل من الخريطة الرمضانية.

وأضاف «حسني» في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن إعلانات المسلسل كانت تذاع على كل القنوات التابعة للتليفزيون المصري بلا استثناء، وتم تحديد قنوات نايل دراما، نايل لايف، والفضائية المصرية، لعرض المسلسل على شاشتها، إلا أنه فوجئ قبل بداية شهر رمضان بأيام قليلة برفض لجنة المشاهدة للعمل.

وتابع «حسني» قائلاً إنه تحدث مع عدد من أعضاء اللجنة منهم فاطمة الكسباني، وسعد عباس، للوصول إلى أسباب المشكلة الحقيقية، إلا أنهم لم يفيدوه بشكل واضح، مشيراً إلى أن فاطمة الكسباني، قالت له «مش عايزين مشاكل مع الإخوان»، وهو ما أزعجه جداً، خاصة أن العمل لا علاقة له بالإخوان من قريب أو من بعيد، حيث يدور العمل حول دجال يقنع الناس بعلاجهم من الأمراض، ويوهمهم بإخراج الجن من أجسادهم، لافتاً إلى أن الفكرة تم تقديمها كثيراً في التليفزيون والسينما، معطياً مثالاً بفيلم «البيضة والحجر».

واستكمل «حسني» قائلاً إنه حاول إقناع لجنة المشاهدة بأن ظهور الدجال الذي يجسد شخصيته الفنان محمود قابيل بالذقن، شيء طبيعي، لأن معظم الدجالين يقومون بإطلاق لحاهم، مشيراً إلى أن إحدى رسائل العمل الأساسية أن يعرف الناس أن ليس كل من يقوم بإطلاق لحيته ويلبس جلبابا يجب أن نطلق عليه شيخا أو وليا صالحا، إلا أنه فوجئ بهم يطلبون منه المعالجة الدرامية للعمل والحلقة الثلاثين ليشاهدوا نهاية العمل، متسائلاً: «ما علاقة نهاية العمل بفكرته برفض اللجنة؟».

وأشار «حسني» إلى أنه تحدث مع المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة، وقص عليه المشكلة، ووعده الأخير بعرض المسلسل على التليفزيون المصري، إلا أن ذلك لم يحدث، لافتاً إلى أن الفنان محمود قابيل حاول الاتصال بوزير الإعلام لوجود صداقة تجمعهما منذ سنوات طويلة، إلا أن الوزير لم يجب على اتصالاته، مضيفاً أن علي عبد الرحمن رئيس قطاع المتخصصة أحد الرافضين لعرض المسلسل على التليفزيون المصري.

وقص «حسني» موقفا حدث أثناء اجتماعه مع فاطمة الكسباني، اعتبره دالاً على ما يحدث حالياً داخل ماسبيرو، وذلك عندما قالا إن علاء بسيوني اتصل هاتفياً بفاطمة الكسباني ليطلب منها أعمالا للعرض على الفضائية، فقالت له سأرسل لك 9 حلقات من مسلسل «البحر والعطشانة» لتشاهده، وتضعه في خريطة برامجك، بعد أن تم رفعه من نايل دراما ونايل لايف، وأضاف «حسني» أنه انصرف بعد ذلك من المبنى أملاً في انتظار قرار علاء بسيوني بعد يوم أو يومين، إلا أنه قال إنه فوجئ باتصال هاتفي من فاطمة الكسباني مرة أخرى بعد 20 دقيقة من انصرافه تقول له من خلاله إن علاء رفض المسلسل للسبب نفسه، وهنا تساءل «حسني» مرة أخرى:«هل يمكن لشخص مشاهدة 9 حلقات خلال 20 دقيقة؟ هذا الموقف يدل على أن الكل يخاف على مناصبه».

وقال وائل فهمي عبدالحميد مخرج العمل إنه حزين لعدم عرض المسلسل على شاشة التليفزيون المصري، مشيراً إلى أنه لا يعرف السبب الحقيقي حتى الآن لمنع عرضه متسائلاً «كيف نقول حرية ونطالب بها وأسقطنا نظاما بسببها ثم نجد أنفسنا نسير بالنظام القديم نفسه».

وأضاف «وائل» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن المسلسل لا علاقة له بالإخوان أو السلفيين من قريب أو من بعيد، ويناقش قضية الدجل والدجالين، مشيراً إلى أن الجلباب واللحية لا علاقة لهما بالإخوان، لأنه على علاقة وطيدة بالعديد من الأطباء والمهندسين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يقوموا بإطلاق لحاهم يوما ما ولم يرتدوا جلباباً يوماً ما أيضاً، لافتاً إلى أنه كان يتمنى أن يذاع المسلسل على التليفزيون المصري تحديداً لأنه يعتبر ذلك شرفاً، لأنه يتعامل معه باعتباره التليفزيون العربي، كما أطلق عليه في الستينيات.

وقال علاء بسيوني رئيس الفضائية المصرية إنه لا علاقة له بلجنة المشاهدة التي تقرر أي الأعمال التي يجوز عرضها من عدمه، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن اللجنة قامت بعملها المكلفة به، ولا يجد ما يجعل المشكلة تتطور بهذا الشكل.

وأضاف «علاء»  في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أنه يلتزم بقرارات لجنة المشاهدة، لأنه لا يجوز تجاهل رأيها، لأنه بذلك قد يعرض التليفزيون إلى خسارة كبيرة، خاصة أن القطاع الاقتصادي يقوم بالاتفاق مع العديد من الجهات قبل عرض أي مسلسل، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي مشكلة مع صناع العمل الذين وصفهم بـ«كلهم أصدقاء».

وتابع «علاء»: «نفترض أنني كنت أحد أعضاء اللجنة، وقررت عدم عرض المسلسل لأنني رأيت من وجهة نظري أن إيقاع العمل بطيء أو موضوعه سيئ، وهذا يعني أنني قمت بأبسط حقوقي المهنية، لذلك لا يمكن أن يلومني أحد لكن أن يقوم البعض بالتصريح بأن الخوف من الإخوان، أو مخاطبة ودهم هو السبب لرفض العمل، فهذا كلام غير مقبول».

وأقسم «علاء» خلال حديثه أنه لا يعرف قصة العمل حتى هذه اللحظة، وأنه لم يرفضه من الأساس، لكنه التزم بقرار لجنة المشاهدة، بالإضافة إلى أن الجهة المنتجة تأخرت كثيراً في تسليم حلقات العمل، وهذا هو السبب الرئيسي، ولا يوجد في الموضوع تصفية حسابات أو خلافات، كما ردد البعض.

كان التليفزيون المصري قرر قبل بداية شهر رمضان بأيام قليلة رفع المسلسل من خريطة مسلسلات رمضان، دون إبداء أسباب، رغم قيامه بالتنويه عن عرض المسلسل على شاشة نايل دراما، ونايل لايف، لمدة أسبوعين متواصلين، وهو العمل الذي تقوم ببطولته الفنانة رولا سعد، بالاشتراك مع محمود قابيل، وأحمد فهمي، ورجاء الجداوي.