«نتنياهو» يجري حوارا إلكترونياً مع متصفحي «إنترنت عرب» ويدعوهم لزيارة إسرائيل

كتب: أحمد بلال الثلاثاء 31-01-2012 19:06

في سابقة تعد الأولى من نوعها، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حوارا إلكترونيا، على صفحته الرسمية الناطقة باللغة العربية، على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، مع عدد من متصفحي الإنترنت العرب.

تناولت الأسئلة التي تم طرحها على نتنياهو عددا من القضايا، على رأسها، قضية فلسطين والاستيطان والأسرى والمفاوضات، وعلاقة إسرائيل بالدول العربية، والربيع العربي، وصعود التيارات الإسلامية للحكم في بعض البلدان العربية، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني، وأوضاع فلسطينيي 48.

وفي حواره، الذي شاركت فيه وكالة أنباء «معا» الفلسطينية، وجه له ناشط مصري يدعى «إسلام أسامة»، سؤالا حول رأيه في «الربيع العربي»، ومدى قلقه من صعود التيارات الإسلامية، فقال: «بالنسبة للربيع العربي - نريد نشوء ديمقراطيات عربية ونأمل أن يحدث هذا. يتوجب إجراء إصلاحات ودفع حقوق الإنسان».

وأضاف «توجد آراء خاطئة عن إسرائيل، والكثير من العرب لا يعرفون أن العرب في إسرائيل يخدمون في الحكومة والبرلمان وينعمون بكامل الحقوق»، على حد تعبيره، مؤكدا أن الهدف من وراء هذا الحوار هو «تغيير الانطباع عن إسرائيل».

نتنياهو: هدفي تغيير الانطباعات الخاطئة عن إسرائيل

وقال: «عقدت هذا الحوار اليوم لأغير الانطباع الخاطئ السائد عن إسرائيل وسياساتها في العالم العربي. يشكل العرب في إسرائيل 20 % من السكان، ولهم كامل الحقوق وهم يخدمون في الحكومة والبرلمان وشركاء لنا في بناء المجتمع الإسرائيلي. أعتقد أن قليلين جدا يعرفون ذلك في العالم العربي».

وأثار حديث «نتنياهو» عن «كامل حقوق العرب في إسرائيل»، ردود غاضبة من العديد من فلسطينيي 48، الذين شاركوا في الحوار، مثل عمر عمارة، الذي كتب لنتنياهو قائلاً: «أولاً العرب، الذي يشكلون 20% كما تقول، أنتم أعددتم خطة لتقليص هذه النسبة، خاصة الذين يعيشون في القدس، وأيضاً أنت تعلم بنفسك أن هؤلاء العرب لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنين آخرين غير المواطنين العرب، إن المواطنين العرب لا يتوفر لهم الخدمات التي توفر لغيرهم، وأخيراً إن نسبة 20% التي تتحدثون عنها كانت وما زالت وستبقی من العرب الفلسطينيين أصحاب هذه الأرض الأصليين».

ورداً على سؤال لمتصفح سعودي يدعى «عبد الرحمن الرومايزان» حول علاقة إسرائيل بالسعودية، قال «نتنياهو»: «آمل أن إسرائيل والسعودية تدشن علاقات سلمية ولنا مصالح مشتركة في الاقتصاد والسياسة الإقليمية». وأضاف: «لنا مصالح مشتركة كثيرة نستطيع دفعها في الاقتصاد والسياسة والمفاهيم الإقليمية. وإنني أؤمن أن السعودية مثلنا تعتبر اتساع الإرهاب خطراً وأتوقع أن النظام السعودي، مثله مثل الأنظمة الأخرى في المنطقة، سيعمل ضد هذه العناصر الخطيرة».

نتنياهو: مستعد للذهاب إلى رام الله للتفاوض مع أبو مازن

وحول الاستيطان والعودة للمفاوضات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «إننا جادون تماما في المحادثات مع الفلسطينيين، لكن للأسف الطرف الفلسطيني يرفض. إنني مستعد للذهاب إلى رام الله للتفاوض مع أبو مازن. دفع المفاوضات هو الطريق الوحيد نحو السلام والشعب الإسرائيلي يريد السلام. دعمت الاقتصاد الفلسطيني والسلام الاقتصادي هو المقدمة إلى السلام السياسي لأننا بحاجة إلى سلام وإلى دولة فلسطينية تعيش بسلام معنا. آمل أن يغتنم أبو مازن الفرصة».

وقال «نتنياهو» إنه يرغب في فتح الطريق أمام التواصل المباشر بين الإسرائيليين والعرب قائلاً: «آمل أن هذا الحوار يفتح الطريق أمام التواصل المباشر بيننا وبين العرب وأقدر جدا أسئلتكم. نريد علاقات جيدة مع كل جيراننا وحل القضية الفلسطينية لكي نعيش جميعا بالسلام».

وأنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي حواره الإلكتروني مع بعض من متصفحي الإنترنت العرب المشتركين على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، قائلاً: «أشكركم جميعا على مشاركتكم. للأسف لم أستطع الإجابة على مئات الأسئلة التي وردتني، لكن أتطلع إلى مواصلة الحوار في موعد لاحق. شكرا جزيلا وشالوم».

وتسبب قرار «نتنياهو» إنهاء الحوار في توجيه انتقادات إضافية إلى جانب تلك الانتقادات التي تم توجيهها ضده طوال الحوار، حيث كتبت إحدى المتصفحات: «ما هو لازم تهرب»، وقال متصفح آخر «شكل حافظ مش فاهم».

وتجاهل «نتنياهو» أكثر من 350 سؤالاً تم توجيهها له من قبل متصفحي إنترنت عرب، كان بعضها متعلق بموقف إسرائيل من صعود الإسلام السياسي، وعما إذا تولى رئيس إسلامي مصر، وعلاقة إسرائيل بحركة النهضة التونسية، والخطط المستقبلية للتعامل مع مصر، والحديث حول وقف تصدير الغاز لإسرائيل، وعن العنصرية الإسرائيلية ضد فلسطينيين 48، والموقف من الثورة السورية، وغيرها من الأسئلة.