جدد وزير الخارجية الإيرانى، على أكبر صالحى، استعداد بلاده لرفع علاقاتها الدبلوماسية مع مصر الى مستوى السفراء، موضحاً أن هناك بعض الأمور أجلت «ترقية» العلاقات بين القاهرة وطهران، لكنه رفض التطرق إلى هذه الأمور. فيما أكد وجود اتصالات بين بلاده وجماعة «الإخوان المسلمين»، واصفاً العلاقة بين الطرفين بـ«الطيبة».
وطالب «صالحى» فى حوار مع «المصرى اليوم» على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا، جامعة الدول العربية بالصبر على نظام الرئيس السورى بشار الأسد، نافيا ما يتردد عن قيام إيران بتهريب السلاح إلى الجيش السورى.
■ بعد قيام ثورة 25 يناير كان هناك العديد من الإشارات لحدوث تقدم كبير فى العلاقات المصرية الإيرانية، لكن وزير الخارجية المصرى الأسبق نبيل العربى صرح بأن مجلس الشعب هو من سيحدد ترقى العلاقات إلى درجة السفراء، فهل الوقت مهيئ الآن لهذا الأمر؟
- بداية أود أبارك للشعب المصرى بمناسبة الذكرى الأولى للثورة المصرية، فالشعب المصرى هو من قدم الشهداء لكى تتحقق هذه الثورة الكبيرة، وبالنسبة للعلاقات المصرية الإيرانية، فأنا منذ أن تسلمت مهمتى كوزير للخارجية منذ حوالى عام، أى وقت قيام الثورة المصرية بعد الثورة التونسية، أعلنت وقتها وبصراحة أننا مستعدون لتطوير العلاقات مع مصر، فمصر بالنسبة إلى إيران ليست كأى دولة، والشعب المصرى له مكانته الخاصة لدى الشعب الإيرانى، ونحن نحمل أهمية كبيرة لمصر، وأجدد تأكيدى هنا أننا مستعدون لتطوير العلاقات مع القاهرة، ولقد ذكرت فى السابق أنه إذا كان هناك استعداد لدى مصر لترقية العلاقات معنا إلى درجة سفير فنحن فى إيران مستعدون لإرسال السفير اليوم.
وبالطبع هناك بالفعل أمور قد تكون أجلت تطور العلاقات بين القاهرة وطهران إلى مستوى السفراء ولكنى لا أرغب فى التطرق إلى هذه الأمور، فنحن ندرك القيود الموجودة لأى دولة بما فيها مصر، وهناك بالفعل دول ليست مرتاحة لتطور العلاقات بين طهران والقاهرة، ونحن ننتظر ومتأكدون من أن إرادة الشعب المصرى هى رفع مستوى العلاقات بين إيران ومصر، وهى علاقات جذورها قديمة جداً وعميقة، ومصر وإيران وتركيا والسعودية وأندونيسيا دول مهمة فى العالم الإسلامى، فإذا اتحدت هذه الدول مع بعضها البعض فى أمور كثيرة على رأسها التعاون الاقتصادى والتجارى والسياسى، فالجميع سوف يستفيد من هذا الجو الأخوى.
■ والآن بعد تصدر الإخوان المسلمون والسلفيون المشهد السياسى فى مصر.. هل بدأتم اتصالات مع «الإخوان» لتنمية العلاقات؟
- نستبشر بهذا الأمر خيرا، ونحن دائما على اتصال بالإخوان المسلمين، ولنا علاقات طيبة معهم.
■ البعض يرى أن الوقت الحالى غير مناسب لقيام دولة إسلامية فى مصر.. هل تتفق مع هذا الرأى؟
- هذا أمر يخص الشعب المصرى، فالمصريون هم الذين ينتخبون نوع الحكومة والنظام القادم.
■ كان النظام المصرى السابق يتحجج بوجود مطلوبين مصريين فى إيران إضافة إلى تغيير شارع اسم قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات لتطوير العلاقات مع إيران؟
- هذه الأمور انتهت حاليا، وهى كانت الذريعة التى كان يستخدمها النظام المصرى السابق لعدم تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران، وأتوقع أنه بعد انتهاء الانتخابات فى مصر وتشكيل الحكومة الجديدة، أن تسير الأمور فى الاتجاه المرجو من كلا الطرفين.
■ تتردد أنباء كثيرة حول وجود نوايا لدى إيران لإغلاق مضيق هرمز، فما حقيقة هذا الأمر؟
- أعلن هنا الموقف الرسمى لإيران، فطهران مهتمة بتحقيق الأمن فى مضيق هرمز والمنطقة، وإذا افترضنا أننا نرغب فى إيجاد مبررات لهذا الموقف الرسمى، فإن تحقيق الأمن فى مضيق هرمز فى صالح إيران أكثر من أى دولة أخرى، فإيران أكبر دولة على سواحل الخليج، لذلك نحن مصرون على تحقيق الأمن فى المضيق، ولكن نحن نرى أنه يمكن أن نحافظ على أمن المضيق من قبل الدول المطلة عليه، ولا نحتاج إلى دول أخرى تأتى من وراء البحار تحت ستار حفظ الأمن فى الخليج ومضيق هرمز.
■ أخيراً ما موقفكم من تطورات الأوضاع على الأرض فى سوريا؟
- نحن نأمل من الجامعة العربية أن تعطى الفرصة للحكومة السورية التى أبدت استعدادها لتغيير الدستور ومنح التراخيص للعديد من الأحزاب السياسية، فليعطوه (الرئيس بشار الأسد) الفرصة حتى يلبى مطالب الشعب السورى.
■ هناك اتهامات لكم بتهريب أسلحة للنظام السورى؟
- هل نظام بشار الأسد يحتاج إلى السلاح من إيران، وهل الجيش السورى يحارب دولاً عظمى، فلماذا نرسل له السلاح، فنظام الأسد له جيشه وقوات أمنه، وللأسف بعض الدول تسعى لترويج هذه الاتهامات لنا، وإحدى المحطات التليفزيونية الأجنبية روجت لفيلم وثائقى عن تدخل بعض الجهات عبر الحدود السورية العراقية، فلماذا إيران تهرب السلاح إلى الجيش السورى.. هذا كلام فارغ ولا أساس له من الصحة.