أفلام الأوسكار خاسرة فى شباك التذاكر

كتب: ريهام جودة الثلاثاء 31-01-2012 15:59

الجمع بين النجاح التجارى وإعجاب النقاد مهمة مستحيلة لصناع السينما فى أى دولة، حتى فى معقل صناعة السينما الأمريكية «هوليوود» التى يعتقد الكثيرون أنها تملك الخلطة الدقيقة لنجاح الأفلام على المستويين الفنى والتجارى، إلا أن قدرة عمل ما على إثارة انبهار النقاد وتقبل ذائقة الجمهور له وإقبالهم عليه لا يجتمعان معا، وهو ما أثبتته إيرادات عدد من الأفلام التى تصدرت ترشيحات جوائز الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة للأوسكار هذا العام، وتقدر إيرادات الأفلام التسعة التى تتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم بنحو 517.2 مليون دولار، وهى إيرادات أقل بنحو ربع مليار دولار عما حققه فيلم «أفاتار» للمخرج «جيمس كاميرون»، والذى تصدر ترشيحات الأوسكار عام 2009، ورغم أن فيلم «هوجو» للمخرج «مارتن سكورسيزى» مرشح لـ11 جائزة أوسكار، فإنه لم يحقق سوى 55.8 مليون دولار فى شباك التذاكر الأمريكى، رغم أنه 3D، ولم يحقق «شجرة الحياة» للمخرج «تيرانس ماليك» سوى 13 مليون دولار، وحقق «مرتفع للغاية.. قريب للغاية» وهو دراما عن 11 سبتمبر 10.7 مليون دولار فقط، بينما يعد «المساعدة» الأعلى إيرادات بين الأفلام المرشحة هذا العام، والوحيد الذى تجاوزت إيراداته 100 مليون دولار، فقد حقق 170 مليون دولار، وهى الإيرادات الإجمالية التى حققها فيلما «حصان الحرب» و«كرة المال» مجتمعين.

إلا أن خبراء السوق السينمائية فى هوليوود يتوقعون أن تمنح ترشيحات الأوسكار لهذه الأفلام «فرصة ثانية» لدى الجمهور فى إمكانية فتح شهيته ومشاهدة الأعمال التى لم يرها عند عرضها، مثلما حدث العام الماضى مع بعض الأفلام الفائزة بجوائز الأوسكار ومنها «المحارب» و«البجعة السوداء» و»عزم حقيقى»، وبالنسبة لهذا العام فإن الخبراء يتوقعون أن تسهم الترشيحات فى زيادة إيرادات الأفلام خاصة «الفنان» الذى رشح لـ10 جوائز، ولم يحقق نجاحا تجاريا كبيرا، نظرا لأنه يمثل نوعية خاصة من الأفلام التى تقدم بالأبيض والأسود، وتتناول فترة السينما الصامتة فى عشرينيات القرن الماضى، وهو ما يراه المحلل السينمائى «جيف بوك»، الذى أكد أن ترويج الفيلم والدعاية له بجملة «مرشح لجائزة الأوسكار» سيساعد كثيرا فى جذب الجمهور لمشاهدته، بعدما حقق 12 مليون دولار فقط، وهو ما دفع بالشركة الموزعة لعرضه فى 500 شاشة جديدة هذا الأسبوع، وكانت قد زادت دور عرضه التى يعرض بها، من 662 إلى 900 دار عرض، عقب فوزه بجائزة «جولدن جلوب» كأفضل فيلم كوميدى أو موسيقى قبل أسبوعين، كما زادت شركة «فوكس» دور عرض فيلم «الأحفاد» بطولة «جورج كلوني» إلى 1900 شاشة، بعد فوزه بجائزة «جولدن جلوب» كأفضل فيلم درامى وأفضل ممثل، وترشحه على 6 من جوائز الأوسكار، وقد حقق الفيلم 51 مليون دولار فقط، منذ عرضه فى 16 نوفمبر الماضى، ويتوقع تحقيقه 70 مليونا، وهو رقم كبير لفيلم درامى تكلف 15 مليون دولار فقط، ويتناول صمود زوج للحفاظ على أسرته بعد اكتشاف خيانة زوجته التى أصيبت بالغيبوبة بعد حادث سيارة.

إلا أن بعض الأفلام قد لا تنجح عبارة «مرشح للأوسكار» فى دفعها لمزيد من الإيرادات نظرا لطبيعتها الخاصة وفقا لما يراه الخبراء، فرغم تخطيط الشركة الموزعة لفيلم «هوجو» لزيادة دور عرضه من 650 إلى 940 شاشة، فإن الشركة لم تجد دور عرض إضافية ثلاثية الأبعاد ومتاحة لعرض الفيلم فى هذا التوقيت، حيث تعرض أفلام أخرى تجارية تجذب الجمهور وتحقق إيرادات كبيرة، ولا يريد أصحابها المجازفة بعرض أفلام أخرى، وهو ما يعد خيبة أمل جديدة لمنتجه بعد فشل الفيلم فى كسب تكلفته التى تجاوزت 150 مليون دولار، لم يحقق سوى ثلثها، بينما حقق عالميا 83 مليون دولار.

وفى الوقت نفسه فإن قلة عدد الترشيحات لبعض الأفلام قد تضرها فى شباك التذاكر، وفقا لما يراه خبراء هوليوود مثل «الفتاة بوشم التنين» الذى رشح لجائزتين فقط كأفضل فيلم وأفضل إخراج، واقترب من تحقيق 100 مليون دولار.