ناقشت الحكومة الإسرائيلية مساء الأحد خطة إنشاء خط للسكك الحديدية يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، ويوفر طريقًا جديدًا للتجارة بين آسيا وأوروبا يمكن أن ينافس قناة السويس، فيما قلل خبراء من تأثير هذا المشروع على حركة الملاحة في قناة السويس، معتبرين أن الهدف من المشروع «اقتصادي ولوجيستي» فقط.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن فكرة تفريغ حمولات السفن في ميناء ونقلها بالسكك الحديدية إلى ميناء آخر لنقلها بحريا من جديد، لاقت اهتماما كبيرا بين مصدّرين كبار في الهند والصين، مضيفا في تصريحات صحفية أن الخط الجديد سيصل بين ميناء إيلات وشمال إسرائيل كما سيصبح مفترق طرق بين القارات، ولذلك فإن له أهمية استراتيجية على المستويين القومي والدولي.
ولم تعلن إسرائيل بعد حجم الحمولات التي تتوقع أن ينقلها الخط المقترح «ميد ريد»، الذي سيمتد على مسافة 350 كيلومترا من ميناء «إيلات» على البحر الأحمر إلى «أشدود» على البحر المتوسط، كما لم ينل المشروع الموافقة النهائية.
في المقابل، أكد اللواء محفوظ طه، الخبير البحرى، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر الأسبق، أن هناك مجموعة من العقبات تقف أمام مشروع «القطار الإسرائيلى» فى مقدمتها الطبيعية الجبلية لمدينة إيلات، حيث إن المدينة السياحية لا تزيد مساحتها على 7 كيلو مترات، وعملية نقل البضائع تحتاج إلى ظهير صحراوى كبير لإنشاء محطة ترانزيت لنقل البضائع من وإلى سفن الحاويات الجديدة، وهو ما تفتقده المدينة.
وأضاف «طه» لـ«المصرى اليوم» أن العقبة الثانية التى تواجه الخط هو كيفية النقل لأن أصغر سفينة حاويات تحمل 8 آلاف حاوية، وبالتالي تحتاج السفينة الواحدة 800 رحلة قطار يجر الواحد منها 100 عربة بضائع، ما يعني 3 أيام لنقلها بين الميناءين، وهذا من شأنه التأثير بالسلب فى الوقت والتكلفة الإجمالية، وأوضح أن المشروع المزمع إنشاؤه سيكون فى إطار تنمية الاقتصاد الإسرائيلى والدعم اللوجيستى، وليس بهدف منافسة قناة السويس، «التى يوجد بها مميزات يستحيل منافستها، وفى مقدمة هذه المميزات موقعها الاستراتيجى، وزيادة عمق الغاطس الذى يستطيع استقبال أكبر سفن الحاويات، وطول الممر الملاحى والذى لا يزيد على 80 كيلو مترا من بداية القناة فى البحر الأحمر حتى البحر المتوسط، والمنطقة اللوجيستية الموجودة بها والتى تقوم بتقديم خدمات تصنيع وصيانة وتموين السفن، بالإضافة إلى أن متوسط السفن التى تعبر القناة 60 سفينة يوميا تحمل أكثر من 31 مليون طن».
وقال المهندس عبد الحميد الأشوح، نائب رئيس هيئة السكة الحديد للإشارات، إن مشروع خط السكة الحديد الإسرائيلى مكلف جدا حيث تصل تكلفة الكيلو متر الواحد 10 ملايين دولار وهذا يعنى أن التكلفة الإجمالية للخط تصل إلى 3.5 مليار دولار، وهذه تكلفة كبيرة جدا، خاصة إذا علمنا أن عملية النقل نفسها بين ميناءى أشدود وإيلات ستكون مكلفة عبر القطار المكهرب.
وطالب «الأشوح» الحكومة المصرية بعدم الالتفات إلى المشروع الإسرائيلى، والعمل على تطوير المشروعات التى تخدم العمل في قناة السويس مثل: «تطوير وازدواج خط سكة حديد (السويس - بورسعيد)».
وأكد المهندس محمود سامى، رئيس هيئة السكة الحديد الأسبق، أن طبيعة المنطقة الجبلية والصحراوية ستكون من أبرز العقبات التي ستواجه تنفيذ المشروع، موضحاً أن هذا من شأنه رفع التكلفة، بالإضافة إلى أن مدة التنفيذ ستصل إلى 10 سنوات على الأقل.