رغم الضغوطات والعقوبات الأممية، التي تعرضت لها كوريا الشمالية، فإنها لا تزال تعتمد على الاقتصاد المستقل، فيما حققت تقدما في المجالات العلمية المتقدمة، من خلال إنشاء مدن علمية خاصة، في الوقت نفسه حققت تقدما واسعا في جميع النواحي السياسية والعسكرية والدبلوماسية، وهي الدعوات التي وجهها الزعيم الكوري الشمالي في كلمة له نهاية العام الماضي، فيما أكد عليها في آخر الجولات التي قام بها في الداخل.
وحقق قطاع الزراعة أعلى مستوى إنتاج سنوي في العام الماضي، مقارنة بالأعوام الماضية، في ظل ظروف تعرضهم لتقييدات كثيرة جراء العقوبات والأحوال الجوية السيئة، وتمكنوا من إتمام مشروع المرحلة الثانية من بناء مدينة سامزيون الواقعة في أقصى طرف شمالي لهذا البلد حتى خرجت إلى حيز الوجود المدينة المحلية المثالية النموذجية بوصفها معيارا للمدن الجبلية الثقافية، وأنشأوا المزرعة العملاقة لدفيئات الخضار والمشتل في منطقة زونج بيونج بقضاء كيونج سونج من شمال هذا البلد والتي كان يعمها الغبار الترابي فقط، كما استطاعوا أن يبنوا منتجع يانجدوك الثقافي بالمياه المعدنية الساخنة وهو مركز العلاج والخدمة بالمياه المعدنية الساخنة وقاعدة الرياضة والراحة الثقافية المركبة متعددة الوظائف على مستوى رفيع يجدر بتمثيل ثقافة الدولة من باب المياه المعدنية الساخنة.
وفي المجال العسكري، استطاعت كوريا تطوير أنظمة الأسلحة الرائدة التي لم تملكها إلا الدول المتقدمة في علوم وتكنولوجيا الدفاع الوطني كانت تشترط بحثهم بجهودهم الذاتية عن إجراءات الحل التجديدية على الصعد العلمية والتقنية دون مساعدة من أحد، بيد أنهم نجحوا في تنفيذ جميع هذه المهام البحثية بشكل كامل.
تتسارع بكل دقة عملية إنجاز مشاريع البناء الجارية في وقت واحد في أنحاء البلاد، مثل بناء منطقة كالما السياحية الساحلية في وأونسان ومصنع سونتشون للسماد الفوسفاتي ومحطتي أورانجتشون ودانتشون الكهربائيتين، وظهر اتجاه النمو المرموق في معظم قطاعات الاقتصاد، بدءا بصناعات المعدن والفحم ومواد البناء والصناعة الخفيفة.
تشهد كوريا الشمالية حاليا الاعتماد على القوى الذاتية بشكل أكثر من ذي قبل، في جميع قطاعات الاقتصاد الوطني ووحداته، لاستكشاف الاحتياطيات الداخلية، والربط الوثيق بين العلوم والتكنولوجيا والإنتاج، وانتظام الإنتاج استنادا على المواد الخام والأولية والمحروقات المحلية، وتطوير المؤسسات إلى أخرى صالحة لتوفير الطاقة والأيدي العاملة والاستفادة الفعالة من الطاقة الطبيعية وغيرها من مصادر الطاقة المتنوعة، وإعادة تدوير الموارد في قطاع الصناعة الخفيفة. وأصبح بوسع هذا البلد، من خلال مواصلة تطوير العلوم والتكنولوجيا وتجديد التقنيات، أن يصنع بثقة الآلات والتجهيزات الرائدة بمعايير العالم، اعتمادا على قوته الذاتية.
في العام الماضي، أقيمت معارض النجاحات العلمية والتقنية على نطاق واسع، بما فيها معرض بيونج يانج الدولي للزراعة والمواد الغذائية، والمعرض الوطني الثالث والعشرون للنجاحات العلمية والتقنية الرياضية، والمعرض الوطني العاشر لنجاحات البحوث العلمية في الجامعات والمعاهد العالية، والجلسة الوطنية لعرض العلوم والتكنولوجيا في قطاع صناعة الآلات الاستخراجية.
ويسير الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج وون، على نهج والده وجده، في قيادة البلاد بالاعتماد على القوى الذاتية، دون الاعتماد على الخارج، وعلى الرغم من العلاقات الجيدة، التي ربطت بين الزعيم الكوري ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، عقب انعقاد عدد من القمم الثنائية، إلا أن العقوبات التي تفرضها على هذا البلد لا تزال مستمرة.
وفي إبريل عام 2012، ألقى أول كلمة مفتوحة استعرض فيها تاريخ هذا البلد الممتد إلى 100 سنة، تاريخ النكبات المتقلبة حين تحول من الدولة الضعيفة والصغيرة والمستعمرة إلى أخرى قوية عالمية، وأكد أن الاستراتيجية البعيدة المدى للثورة الكورية وانتصارها النهائي يكمنان بالضبط في سيرها المستقيم على طريق الاستقلالية، طريق سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، طريق الاشتراكية.
ويوجه كيم أقصى جهوده إلى تعزيز القدرات العسكرية، واثقا بأنه لا يمكن إحلال السلام في العالم وفي شبه الجزيرة الكورية إلا بترسيخ قدرات الدفاع الوطني الذاتي.
ويقتنع كيم جونج وون بقدرة الوحدة المتلاحمة بقلب واحد وقوة أبناء الشعب، يخطط أروع مستقبل لهذا البلد حتى وسط العقوبات المفروضة عليه، مثل بناء منطقة كالما السياحية الساحلية في وأونسان، وتنمية جبل كومكانج المشهور في العالم.