فتحى عبدالوهاب: من يطالب بالاستقرار الفوري لابد أن يقرأ تاريخ الثورات

كتب: نجلاء أبو النجا الأحد 29-01-2012 16:19

أكد فتحى عبدالوهاب أن مسلسله الجديد «الإخوة» المأخوذ عن رواية «الإخوة كرامازوف» للأديب الروسى ديستوفسكى سيكون مختلفا تماما عن فيلم «الإخوة الأعداء» الذى سبق أن قدمته السينما المصرية فى السبعينيات، موضحا أن غيابه عن الساحة يرجع لعدم عثوره على العمل المناسب. وقال عبدالوهاب لـ«المصرى اليوم» إن فيلمه الجديد «ساعة ونص» يعتبر من التجارب المهمة فى السينما، مشيرا إلى أن الثورة لم تؤثر على الفن فقط لكنها أثرت فى نفوس الناس أيضا.

 

تحويل الأفلام إلى مسلسلات سلاح ذو حدين.. ولا أعمل فى التليفزيون بخطط محددة

■ ما سر حماسك لمسلسل «الإخوة»؟

- أنا من عشاق رواية «الإخوة كرامازوف» للأديب الروسى ديستوفسكى والمأخوذ عنها المسلسل وسبق تقديمها أيضا فى فيلم قام ببطولته يحيى شاهين ونور الشريف وحسين فهمى وميرفت أمين وكتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان، وأخرجه الراحل حسام الدين مصطفى عام 1974، ويعد أحد الأعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية، وبالطبع تقديم الرواية فى عمل تليفزيونى مسألة صعبة ليس خوفا من المقارنة مع الفيلم، ولكن لأن العمل نفسه معقد، والمسلسل سيحمل عنوان «الإخوة» وليس له علاقة مباشرة بالرواية أو الفيلم لكنه يعتمد على «التيمة» العامة فقط بينما الشخصيات والأحداث والتفاصيل ليست لها أى علاقة بالرواية، وأعتقد أن هذا العمل سيعجب الجمهور لأنه يحب الدراما العائلية التى تتناول قيم المجتمع.

هل الشخصية التى ستقدمها موجودة فى الرواية؟

- لأن الأحداث فى المسلسل مختلفة عن الرواية والفيلم، فلا أستطيع أن أقول إننى سأجسد شخصية معروفة للناس، لكنى سأقوم بدور أحد الأبناء، والأب هو صلاح السعدنى، وهناك الكثير من الممثلين المشاركين فى أدوار الإخوة وفى أدوار أخرى مهمة.

ألا ترى أن تقديم مسلسلات مأخوذة عن الأفلام أصبح ظاهرة؟

- ليس ظاهرة بالمعنى المفهوم، لأن هناك أفلاما تصلح وفقا لموضوعاتها وشخصياتها لإعادة تقديمها فى الدراما التليفزيونية، وهناك أعمال لا تحتمل ذلك، ولهذا فالأفلام التى يتم تحويلها إلى مسلسلات محدودة، ومعظمها يلقى استحسان الناس لأنهم يكونون على دراية بالأحداث، وفى أحيان أخرى يكون ذلك سلاحا ذا حدين فيكتشف الجمهور أن المسلسل أقل من الفيلم ويحكموا عليه بالفشل رغم أنه ربما يكون جيدا، لكن عشقهم للفيلم قد يصبح عقبة أمام نجاح المسلسل.

انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل «أشجار النار»، فهل حرصت على تعويض غيابك عن الدراما بمسلسلين دفعة واحدة؟

- لا أعمل فى الدراما وفق خطط محددة، بمعنى أننى لا أخطط للتواجد هذا العام فى السينما والعام المقبل فى الدراما التليفزيونية، بل أقدم ما يعجبنى وأراه مناسبا لى، لذلك إذا وجدت سيناريو جيداً أو فكرة تصلح للدراما أقدم مسلسلا الأمر نفسه بالنسبة للسينما، وعندما أغيب فبالتأكيد لأننى لم أعثر على ما يستحق أن يجعلنى متواجدا، وبالنسبة لمسلسل «أشجار النار» فإنه كان مشروعا مؤجلا منذ فترة بسبب ظروف الإنتاج، وعندما تحسنت الأوضاع بدأنا التصوير، وهو أقرب إلى الملحمة ومستوحى من القصة الصعيدية الشهيرة «أيوب وناعسة» وإخراج عصام شعبان، وسيناريو وحوار ياسين الضو.

هل هناك تشابه بين تجربتيك فى فيلمى «ساعة ونص» و«كباريه»؟

- وجه التشابه الوحيد بين «ساعة ونص» و«كباريه» هو وجود نفس المؤلف والمنتج فضلا عن البطولة الجماعية والإطار الزمنى العام للفيلمين، فكلاهما يتناول زمناً محدداً، فمثلا «كباريه» تدور أحداثه فى يوم واحد، و«ساعة ونص» يتناول الساعة والنصف الأخيرة من حياة ركاب قطار الموت بالعياط، وأعجبنى فى هذا الفيلم التشريح الإنسانى والاجتماعى للشخصيات، وتأثير إحساسهم بالموت وليس فكرة الخوف من الموت، وأجسد خلال الأحداث شخصية مقاول أنفار، وأعتقد أن هذه التجربة تعتبر من التجارب السينمائية المختلفة فى الفترة الحالية.

كيف ترى تأثير الأحداث السياسية الأخيرة على الفن؟

- هذه الأحداث بكل ما فيها لم تؤثر فى الفن أو الاقتصاد بل أثرت فى نفوس الناس، فكلنا تغيرنا وأصبحنا نتفاعل ونثور ونهدأ، وأصبحنا على صفيح ساخن دائما وفى حالة ترقب دائم لكننا مصرون على التغيير، بعد إزالة حاجز الخوف والرعب والانكسار الذى كنا نعيشه مرغمين، ومن يرد الاستقرار الفورى فلابد أن يقرأ تاريخ الثورات ويعرف أن ما يحدث طبيعى جدا، ويجب أن نتمسك بالأمل ولا نجعل أى شىء يهزمنا أو يعيدنا للإحساس باليأس والخوف.