«يمكن أن أصف حياتى المنزلية بأنها منعزلة، فأقضى الكثير من الوقت مع نفسى، وقد يكون هذا غريبًا بالنسبة لبعض الناس، لكننى أستمتع بهذا».. هكذا وصف نجم الكوميديا «جيم كارى» شخصيته المناقضة تماما لنجم هوليوودى عليه أن يبقى دائما تحت الأضواء وأمام الكاميرات معتليًا السجادة الحمراء في افتتاحات أفلامه، متقبلًا نجاحاتها وإخفاقاتها، لكن «كارى» كان يهرب إلى العزلة حتى في أوج نجوميته، ليصفه كثير من النقاد بأنه نجم غريب الأطوار، حتى في اختياراته لشخصياته السينمائية كان يحرص على تلك الخيارات الصعبة والمعقدة التي تعتمد على أداء نفسى وحركى وجهد كبير، لدرجة دفعته للاعتزال واختيار العزلة بعيدا عن أضواء الكاميرات رغم رصيده الذي تجاوز 30 فيلما. ورغم وصف «كارى» حياته بالمنعزلة، فإنه قال في تصريحات لـ«راديو تايمز» وقت إعلان اعتزاله «لا يزال لدى وقت للرومانسية والاستمتاع فأنا أحب القراءة والرسم، وأعمل على المنحوتات في أوقات فراغى».
«جيم كارى»، ممثل كندى وأمريكى من مواليد 17 يناير 1962، وهو حائز جائزة جولدن جلوب مرتين، ومعروف بأسلوبه الكوميدى الساخر المبالغ فيه وحركاته الجسدية الهزلية، ومع ذلك فقد حصل على إعجاب النقاد والمشاهدين في أدواره الجادة أيضًا، فقد حصد جائزتى الجولدن جلوب بعيدا عن الكوميديا الهزلية التي اشتهر بها، عن دوريه في فيلمى The Truman Show عام 1998، وفى عام 1999 حصل «كارى» عليها مرة أخرى عن دوره في فيلم Man on the Moon.
في عام 1979 بدأ جيم كارى يقدم وصلات كوميدية فردية في نوادى أونتاريو، ثم انتقل إلى لوس أنجلوس في بداية الثمانينيات، وبدأ بالعمل في ما يعرف بـ«دكان الكوميديا» The Comedy Store، حيث لاحظه المؤدى الهزلى المعروف آنذاك رودنى دانجرفيلد، واستقطبه للعمل ليقدم وصلة افتتاحية لعرضه المتجول.
حوّل «كارى» اهتمامه بعد ذلك إلى التليفزيون، حيث قدم تجربة أداء للبرنامج الكوميدى الشهير Saturday Night Live، ولكنه لم يحظ بالدور، بل حظى بأول دور رئيسى له في مسلسل The Duck Factory، والذى لم يستمر عرضه طويلا، واستمر بعدها «كارى» يؤدى أدوارًا صغيرة في بعض المسلسلات مثل In Living Color وEarth girls are easy.
ومن أشهر أفلامه The Mask الذي قدم خلاله قصة شاب مغلوب على أمره يعثر على قناع سحرى يحوله إلى رجل ذى قدرات خارقة، واشتهر بجملته «فليوقفنى أحد»، وتوالت أفلامه، ومنها Dumb and Dumber «غبى وأغبى»، و«بروس الخارق» Bruce Almighty، و«أنا ونفسى وآيرين»، Me My Self&Irine، الذي شاركته بطولته «رينيه زيلوجر»، وقدم خلاله شخصية رجل يعانى من الشيزوفرينيا مع حبيبته، كما تألق في دور المحقق صديق الحيوانات والطبيعة «آس فنتورا» في جزءين من سلسلة Ace Ventura: Pet Detective.
وفاز «كارى» بجائزة جولدن جلوب عن فيلمه «The Truman Show» الذي قدم خلاله شخصية «ترومان» الذي يتابع الجميع تفاصيل حياته، ويكتشف أنهم يتابعون ذلك لكون حياته برنامجا تليفزيونيا يبث طوال اليوم، وقدم على الشاشة الصغيرة برنامج Kidding، ليجتذب الأطفال.
تزوج جيم كارى مرتين، وكانت زوجته الأولى هي الممثلة «ميليسا وورمر»، التي طلقها عام 1995 بعد زواج 8 سنوات، ثم تزوج من الممثلة «لورين هولى» في عام 1996، لكنهما انفصلا قبل إتمام عام واحد على هذا الزواج، كما واجه جيم كارى دعوى قضائية في كاليفورنيا أقامتها عائلة صديقته السابقة «كاثريونا وايت»، المتوفاة عن 30 عاما، وادعت والدتها أن الممثل الكوميدى تسبب في مقتلها بعدما نقل لها أمراضًا جنسية خطيرة، حينما ذهبت للعيش معه في سبتمبر عام 2015، وكتب «كارى» مذكراته عام 2009 ونشرها لتحقق نجاحًا ورواجًا كبيرًا.