قال مسؤولون أتراك ومتحدث باسم المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، إن المعارضة التي يدعمها الجيش التركي سيطرت على بلدة النيرب في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا وهي أول منطقة تستعيدها من القوات الحكومية السورية التي تتقدم في المحافظة.
وتحاول قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة بقوات جوية روسية استعادة آخر معقل كبير للمعارضة في سوريا بعد تسع سنوات من الحرب، وتسبب القتال الأخير في نزوح نحو مليون سوري.
وردت تركيا بإرسال آلاف الجنود والمعدات إلى المنطقة لمساعدة المعارضة على مقاومة الهجوم.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا لرويترز:«بمساعدة أصدقائنا الأتراك، أبطال الجيش الوطني السوري يستعيدون السيطرة على بلدة النيرب الاستراتيجية بوابة مدينة سراقب شرقي إدلب بعد دحر (طرد) المليشيات الروسية الإرهابية منها».
وقال مسؤول أمني تركي:«إن الجيش التركي دعم هجوم المعارضة بالقصف وإن فرقا لإزالة القنابل تساعدها المعارضة تقوم الآن بتطهير البلدة».
وأضاف أن الهدف التالي هو السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي يلتقي عندها الطريق السريع الرئيسي بسوريا الواصل بين الشمال والجنوب.
وقال المسؤول التركي لرويترز :«هذا (السيطرة على سراقب) سيحدث قريبا، وتكبد النظام خسائر جسيمة في الاشتباكات الليلة الماضية، أيضا تم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة».
وأضح إنه لم يحدث اشتباك بين القوات التركية والقوات الروسية خلال التقدم الذي حدث أمس الاثنين إلى النيرب كما لم يسقط أي قتلى في صفوف القوات التركية.
وقبل أسبوعين قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات الحكومية السورية تخلت لوقت وجيز عن النيرب بينما تقدمت المعارضة المدعومة من تركيا إلى البلدة، ومع ذلك تم إبعاد المعارضين بعد ذلك من المنطقة.
ومنذ قيام تركيا بدفع قواتها إلى شمال غرب سوريا لوقف حملة قوات الحكومة السورية في إدلب قُتل 17 من أفراد القوات التركية.
وتسبب القتال في تصدع العلاقات بين تركيا وروسيا التي عملت على الرغم من دعمها للجانب الآخر في الصراع السوري على احتواء العنف إلى أن اندلع القتال الأخير.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يوجد حتى الآن اتفاق كامل على عقد قمة مقترحة في الخامس من مارس آذار مع روسيا وفرنسا وألمانيا تتناول الصراع في إدلب بسوريا لكنه أضاف أنه قد يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك اليوم.
وذكر أردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة قبل مغادرته لبدء زيارة لأذربيجان أن من المقرر وصول وفد روسي إلى تركيا غدا الأربعاء لبحث الوضع في إدلب.
وأضاف :«لا يوجد اتفاق كامل بعد بين (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون و(المستشارة الألمانية أنجيلا) ميركل وبوتين»،كما حث ماكرون وميركل الرئيس الروسي على إنهاء الصراع معربين عن قلقهما بشأن الوضع الإنساني.
وقال أردوغان يوم السبت إن تركيا وضعت «خارطة طريق» لسوريا بعد اتصالات مع الزعماء الثلاثة في حين قال الكرملين إنه يبحث إمكانية عقد قمة رباعية.
وتستضيف تركيا بالفعل 3.7 مليون لاجئ سوري وتقول إنه لا يمكنها التعامل مع موجة جديدة من اللاجئين وأغلقت حدودها.
وتتقدم قوات الحكومة السورية بالقرب من مخيمات النازحين بالقرب من الحدود التركية ويخشى النازحون أن يحاصرهم القتال.
وفي جنيف، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتحاربة في إدلب اليوم الثلاثاء إلى السماح للمدنيين بالعبور الآمن هربا من الهجمات وذكّرت تلك الأطراف بأن المستشفيات والأسواق والمدارس محمية بموجب القانون.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة روث هيذرنجتون في إفادة صحفية في جنيف «نحث كل الأطراف على السماح للمدنيين بالتنقل بأمان سواء في مناطق تسيطر عليها تلك الأطراف أو عبر الخطوط الأمامية».
وأضافت أن تعذر الحصول على الرعاية الطبية والإمدادات الضرورية في منطقة إدلب يخلق أوضاعا تهدد الحياة أدت بالفعل إلى حالات وفاة كان من الممكن تجنب حدوثها.
وقالت: «نحث كل الأطراف على السماح بتحرك (فرق الصليب الأحمر) وتقديم ضمانات أمنية حتى يتسنى لنا الاستجابة بشكل مناسب لاحتياجات الناس على جانبي الخطوط الأمامية».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين إن قوات موالية لدمشق سيطرت على عشر بلدات أخرى في المناطق الجنوبية من محافظة إدلب في أقل من 24 ساعة.