مغامرة جديدة يخوضها المطرب مدحت صالح حاليا بعد طرح ألبومه الجديد «يديك ويدينا» منذ أيام قليلة بعد سلسلة من التأجيلات.
وكشف «مدحت» لـ«المصرى اليوم» عن رفضه المتاجرة بالثورة من خلال طرح ألبوم وطنى، موضحا أنه راض تماما عن مشواره الفنى باستثناء فترة معينة من حياته ركز خلالها على التمثيل.
■ لماذا قررت طرح ألبومك الجديد «يديك ويدينا» فى هذا التوقيت الصعب؟
- ألبومى كان جاهزا للصدور قبل اندلاع ثورة 25 يناير لكنى قررت تأجيله أكثر من عام تقريباً نظراً للظروف التى كانت تمر بها مصر، وهى بالتأكيد أهم من صدور ألبومى، وهدفى الأول كان الاطمئنان على مصر وهى تخطو نحو التغيير الحقيقى، أما حاليا فبدأنا نأخذ خطوات نحو الاستقرار ويوجد لدينا أمل وتفاؤل، لذلك راهنت على عملى الذى يحترم جمهورى، لذلك قررت أن أبدأ العام بإصدار ألبومى الجديد لأن صوتى هو سلاحى الذى أستخدمه خلال فترة الثورة بما يمليه على ضميرى وما أؤمن به، بمعنى أننى فضلت «آخد وش القفص»، وهذا نوع من فتحا لشهية لزملائى لكى يصدروا ألبوماتهم، فمثلا شيرين عبدالوهاب أعلنت مؤخرا عن تحضيرها لإصدار ألبومها.
■ ولماذا لم تفكر فى طرح ألبوم وطنى يعبر عن الثورة ويناسب الأحداث الجارية؟
- لا أحب المتاجرة بالثورة ولا أنظر لها من الناحية التجارية، وبعد 25 يناير قدمت العديد من الأغانى حبا فى الوطن وابتغاء مرضاة الله وليس بحثا عن مكسب مادى، وهذا لا يعنى أننى أهاجم من قدموا ألبومات عن الثورة، لكنى لا أحب المزايدة وضميرى مرتاح تماماً، حيث توجهت إلى ميدان التحرير قبل خطاب التنحى وقدمت أكثر من 8 أغنيات من إنتاجى الخاص ومنها «اتقى شر غضب الملايين» و«مسلمين وأقباط» و«زفة الشهيد».
■ ألبومك يحتوى على جرعة حزن كبيرة رغم أن الجمهور يحتاج إلى التفاؤل؟
- أعترف بأن كل الأغانى «النكد» التى قدمتها قادرة على تدمير أى ألبوم، لكنى كنت أشعر بالجمهور المصرى خلال الفترة الماضية لذلك تعمدت أن يحتوى الألبوم على جرعة درامية أكبر، فبعد أن سجلت 17 أغنية اخترت منها 12، وبالتحديد الأغنيات الحزينة وهى بالفعل حققت نجاحاً كبيراً، كما أن الألبوم بالكامل يخاطب إحساس المصريين، كما أن الشعب حتى لو لم يمر بحالة حزن فإنه أحيانا تستهويه مشاعر الحزن.
■ ولماذا غامرت بالتعاون مع عدد كبير من المواهب الجديدة سواء كانوا شعراء أو ملحنين أو موزعين؟
- طوال مشوارى أفضل مساندة المواهب الجديدة، ولو عدت إلى أرشيفى ستجدنى تعاونت مع شعراء وملحنين وموزعين جدد لكنهم أصبحوا نجوما كباراً لهم أسماؤهم فى الوسط الغنائى، مثل صلاح الشرنوبى، لكن هذه المرة زادت الجرعة وتعاونت مع 36 موهبة جديدة وراهنت عليهم، ولم يخذلونى وتعاونوا معى بإخلاص وحماس، كما أننى تعاملت مع ألبومى بمنطق كرة القدم، فاستعنت بالخبرة والشباب، والحمد لله توقعاتى كانت فى محلها، ولأول مرة أتعاون مع زوجتى الشاعرة نورا الباز.
■ لكن البحث عن مواهب حقيقية يحتاج إلى وقت وجهد، فهل تعتمد على مستشارين يتولون تلك المهمة؟
- لا يوجد لدى مستشارون، وبابى مفتوح للجميع، خاصة أننى أمتلك استديو، وهو ما يسهل علىّ فكرة الاختيار والانتقاء، لكن لا شك أن هناك المئات يعتقدون أن لديهم موهبة وهذا غير حقيقى، وفى هذه الحالة أستعين بمدير أعمالى حتى أخرج من الموضوع دون إحراج، ولا أعرض من يظن أنه موهوب للجرح والإحباط، فمن الممكن أن يطور من نفسه فيما بعد، وعندما أقدم موهبة جديدة وأمد لها يد العون أشعر بسعادة شديدة، خاصة بعد أن أتلقى ردود أفعال قوية عقب طرح الألبوم، فضلا عن أننى لا أعتمد على أغنية أو اثنتين فى الألبوم وأضم الباقى باعتبارها «تحصيل حاصل»، فمن يستمع إلى ألبومى الجديد سيشعر بأن كل أغنية تستحق أن تكون «هيد» للألبوم.
■ أليس غريباً أن تتعاقد أيضاً مع شركة إنتاج جديدة؟
- معروف عنى أننى أعمل دائماً «على راحتى» ومع شركة تستوعب أفكارى، فمثلا تعاقدت مع محسن جابر لمدة 10 سنوات وطرحت خلال تلك الفترة ألبومات لها علامات فى تاريخى الفنى مثل «وعدى» و«جاى على نفسك»، لكنى أشعر بالخجل من نفسى، فكيف كنت أتعاقد مع المنتج على 3 ألبومات دفعة واحدة؟ فهل كنت ضامن عمرى؟ فهذا استباق للغيب وبصراحة عندما أتذكر هذه المرحلة أشعر بأن «قلبى بيوجعنى»، لذلك أحرص حاليا على التعاقد على ألبوم واحد فقط.
■ هل تتعمد التعاون مع موزعين لديهم خبرة ومتابعين لأحدث التوزيعات العالمية؟
- أنا متابع جيد للأشكال الموسيقية العالمية ولكننى أختار دائما بالشكل المصرى«الشبراوى»، الذى يناسبنى ويناسب جمهورى.
■ وهل أنت راض عن حجم الدعاية الخاصة بالألبوم؟
- بصراحة تعرضت لظلم لكنى أعتبر ذلك غير متعمد من شركة الإنتاج لأنها مازالت فى بداية الطريق وقد يكون المسؤولون عنها قليلى الخبرة فى مجال الدعاية، فلا توجد إعلانات بالشكل الكافى واعتمدت فى دعاية الألبوم على اسمى، كما أننى أشعر بنوع من الراحة النفسية مع هذه الشركة ويربطنا التفاهم منذ البداية، وفى النهاية قدمنا موسيقى محترمة.
■ لماذا حرصت على الظهور بلوك جديد؟
- هذه المسألة مجرد صدفة، فزوجتى طلبت منى منذ أن ارتبطنا أن أطلق لحيتى وأطول شعرى، لذلك لم أذهب إلى الحلاق منذ أكثر من عام، وعندما طرحت الألبوم ظهرت بالشكل الجديد، وتركت لها مهمة الاستايلست واختيار الملابس والتفاصيل الدقيقة، وأعتقد أنها نجحت فيها.
■ ما سبب رفضك تصوير أغنية بطريقة الفيديو كليب لتعرضها تزامنا مع موعد صدور الألبوم كنوع من الدعاية؟
- أفضل أن تستوعب الأذن الأغنية قبل العين، خاصة أن لدى ثقة فى أغنياتى، بينما يفضل البعض طرح الكليب حتى «يلخمك» بالتصوير ولا تركز على الكلمات والألحان، وتركت الحرية لجمهورى لاختيار الأغنية التى سيتم تصويرها واستقررنا بشكل مبدئى على «مجنونة بيا» بينما أنا أفضل «زى العادة».
■ ما رأيك فى الأوضاع التى تمر بها مصر حاليا؟
- أكبر سلبية نواجهها أن الأمور تسير بسرعة السلحفاة، بينما نحن فى طريقنا إلى تكوين قوام دولة سليم.
■ وهل تخشى تأثير التيارات الإسلامية على الفن؟
- لا أخاف منهم، بالعكس هم أفضل من يمثلنا فى الوقت الراهن، بينما التوجه العالمى يأخذ مساره نحو الانحراف وغياب أخلاقيات، فى حين أن الإخوان منظمون والليبراليين ضيعوا وقتهم فى التنظير، وبالنسبة للفن فمن المفترض أن يكون مسؤولية الفنانين أنفسهم ويجب أن يضعوا أمام أعينهم أنهم عندما يقدمون أى فيلم أن هناك أطفالاً من الممكن أن يشاهدوه، وحرية الإبداع يجب أن تُبنى على الفضيلة وتسخر لكل ما هو جميل، ولا أعلم لماذا يتم الدفاع عن الكأس والمايوه بهذه الطريقة المستفزة، رغم أن حريتهم مكفولة.
■ أخيرا، هل تشعر بحالة رضا على مشوارك الفنى الذى يمتد لأكثر من 30 عاماً؟
- نعم، لكنى أعتبر نفسى مقصراً فى فترة زمنية معينة، وأعتقد أنها سقطت سهوا من حياتى، حيث ركزت خلالها على المسرح والتمثيل، وإن كنت تعلمت من هذا الدرس وسرعان ما عدت للغناء. كما أننى قدمت بعض الأغنيات مجاملة لأصدقائى نظرا لوجود علاقات إنسانية لكنها كانت برغبتى.