أكد الموسيقار الكبير هانى مهنى أن الوسط الغنائى يمر بحالة من الفوضى تسببت فيها أغانى المهرجانات، وطالب الجهات المسؤولة بدعم ما يجرى من خطوات جادة للحفاظ على تقديم أعمال غنائية جيدة تُعلى من الفن وتحافظ على قيم المجتمع، وتحدث «مهنى» عن علاقته بالموسيقار فريد الأطرش والفنان عبدالحليم حافظ، والتنافس الشديد بينهما لتقديم أفضل الأعمال الفنية، كما كشف عن أسرار تتعلق بوفاة صديقه الفنان عمر خورشيد فى حادث سيارة، وعلاقته بابنته الفنانة هنادى التى دخلت الوسط الفنى مؤخرا ..وإلى نص الحوار:
■ بداية تجهز لعدد من المشروعات الفنية حاليا.. فماذا عنها؟
- أقوم حاليًا بعمل خاص بمسلسل «ليالينا» للمخرج أحمد صالح، وأُجهز النوت الموسيقية وأعيد صياغتها، خاصة أن لدى أعمالا منها منذ السبعينيات ضاعت، وأحاول إعادتها من جديد، خاصة أننى بصدد تدشين موقع «مرئى ومسموع» بهدف الحفاظ على أعمالى الحديثة والقديمة، وسيكون البيت الشرعى لـ«هانى مهنى»، بالإضافة إلى الاستعداد للمشاركة فى احتفالية بموسم جدة بالسعودية.
■ كيف تستغل التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على أعمالك؟
- نعيش فى هذه الثورة التكنولوجية منذ فترة لكننا مازلنا متمسكين كفنانين بالهوية المصرية، فمهما عبرنا بالتكنولوجيا ستجدون البعض يتخذ الجانب السلبى منها وينسلخ من مجتمعه، وآخرون يلتزمون بالحفاظ على هويتهم، وأذكر أن العالم المتقدم يأخذ من التكنولوجيا ما يفيده ويطوره ولكنه لا يترك هويته، وأقول إننا بقدر الإمكان عاصرنا العمالقة والأعمال الجادة والقيّمة، وهذا من الجائز هو ما جعل لدينا صلابة وقوة إرادة فى مواجهة هذا الوافد الجديد علينا.
■ هل استفاد الفنانون الشباب من التكنولوجيا للترويج لأعمالهم مقارنة بالأجيال السابقة؟
- بالفعل بشكل كبير، ولكن كانت الدولة قديما لديها حفلات مثل «أضواء المدينة» و«ليالى التليفزيون»، بالإضافة إلى المهرجانات، وهذا كان فى الخمسينيات، فكانت هذه تُعد «فاترينة» للفنانين، تعرض لهم ولأعمالهم سواء للمحترفين منهم أو الأجيال الجديدة، ولكن هذا افتقدناه بعد توقف تلك الحفلات، لذا أصبح الفنان فى المقابل كل فترة يحاول تقديم أغنية سينجل، أو يُرشح للغناء فى أى مسلسل، وأصبحت هذه منافذه، ولكن الحفلات كانت تقوم بعمل حراك فنى، ونستخلص من خلالها أصواتا ومواهب جديدة، ويصبح هناك ازدهار لهذه المواهب ومواصلة لعملها الفنى ومتابعة الجمهور مباشرة لها بحضوره تلك الحفلات.
■ ما أسباب توقف هذه الحفلات من وجهة نظرك؟
- أرى أنها العولمة والقطاع الخاص، فأتذكر أننى اشتركت فى حفل أضواء المدينة حينما كانت الإذاعة هى التى تقوم بها، وكانت المحافظة تعطيها دعمًا بقيمة خمسة آلاف جنيه بهدف إحضار الفنانين والموسيقيين والآلات، وكانت الأجهزة هى التى تقوم بالحفل وتتولاه بشكل كامل، وكان هذا دور الدولة بالوعى والفن الجاد وتقديمه فى المحافظات، وحينما تقام الحفلة مثلا فى كفرالشيخ كانوا يأتون بمن يُحييها من أهل المحافظة، مثلا كانوا يُحضرون محمد رشدى، أو محمد الموجى، لذا تجد الجمهور يفرح لأن ابن محافظتهم هو من يُحييها والنجم الأول، وكان هناك رواج للحفل وحميمية بين الفنان والمتلقى، وكان الناتج إقبالا كبيرا منهم.
■ ماذا حدث بعد ذلك؟
- وُضعت قولبة جديدة بدخول القطاع الخاص فى الحفلات ليأتى بـ«سبونسر» أو الراعى، كما يطلقون عليه، والذى كان هدفه الأول المكسب والربح، لذا كانت النتيجة أن الحفلات أصبحت مُنصبة على الربح والمكسب للراعى، وأرى أنه يجب أن يكون من أهداف الدولة نشر الفن الجاد، بعدما تغيرت صورة الحفلات والأغانى القيمة التى كان الجمهور قديمًا ينتظرها.
■ كيف كان يحدث ذلك أيام النجوم القدامى؟
- تعودنا حينما تُفتح الستارة مثلا مع السيدة أم كلثوم نرى الكل متأهبًا، والجمهور فى أبهى صوره، متعطرا، مرتديًا أزياء راقية سواء «الفورير» للنساء أو «البيبيون» للرجال أو «الكرافت»، وفى المقابل المطرب يأتى ليقدم الغناء الجاد الراقى، فتجد لوحة فنية، وهناك تناسب بينهما.
■ كيف تقيّم الأغانى التى يجرى طرحها فى الوقت الراهن وتتصدر المشهد الغنائى؟
- هذه النزعة ليست بجديدة ولكنها بدأت فى مطلع الثمانينيات، وأتذكر أننى حينما كنت فى الاستوديو مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، وخلال فترة الاستراحة سألته سؤالا، وقتها كان حميد الشاعرى يقدم الأغانى الشبابية وكان هذا قالبا جديدا، فسألت عبدالوهاب: أين الأصوات القديمة مثل حورية حسن، سعاد محمد، أم كلثوم؟ أين ذهب وقار الأغنية وكيف هجمت علينا هذه الحالة؟ ليرد قائلاً: «يا هانى المستمع مات»، وهنا يقصد بالمستمع ليس الجمهور ولكن السميع المتذوق الذى بدأ يتقلص، ولهذا استمر هذا النوع من الأغانى الجديدة.
■ من يُعجبك من المطربين الحاليين؟
- لدينا أنغام، شيرين، غادة رجب، مى فاروق، مطربات الأوبرا، فهناك أصوات جيدة، ولكن هناك نوعية جديدة من الفن تؤدى للخوف، وهى كالمخدرات، فأستمع إلى بعض الألفاظ فى إشارات المرور فى محتوى الأغانى من الصعب سماعها، ولكن الناس مُجبرة، خاصة فى «الميكروباصات» ووسائل النقل، فنادرًا ما تجد من يقوم بسماع أم كلثوم.
■ كيف رأيت الأزمة الخاصة بمطربى المهرجانات مؤخرًا والجدل حول قيدهم بالنقابة من عدمه؟
- أعتقد أغانى المهرجانات التى تحتوى على إسفاف ونخجل من ترديدها، أو شخص يقوم بسب فتاة مرفوضة بالتأكيد، وأرى أن لغة الحوار العاطفى اختلفت وأصبحت سبا وقذفا ويعاقب عليها القانون، وأتساءل كيف علينا أن نجعل من ذلك عضو نقابة؟ فهم من فتحوا الباب بدعوى الحرية المطلقة لكننى أرى أن الحرية يجب أن تكون أولاً من قِبل الفنان نفسه وأن يحافظ على العادات والقيم، وأن يكون ذلك هو الإطار الذى يتحصن به ويضع اعتبار أن ابنه أو ابنته هما من يستمعان لتلك الكلمات.
■ ما رأيك فيما قدمه محمد رمضان وحسن شاكوش وغيرهما من مطربى المهرجانات الشعبية؟
- لا أريد أن نجعل معيارنا فى الغناء محمد رمضان، لأن ما يقدمه ليس بطرب، ولكن «شوّ متحرك»، مثلما يحدث فى أمريكا وأى مكان آخر فى العالم بطريقة معينة وإضاءة مختلفة وملابس بشكل مختلف، وهذا نوع آخر.
■ كيف ترى استخدام الفنانين للسوشيال ميديا؟
- استعمال الميديا يؤدى إلى انتكاسة لأننا نعول على الفنان أن يكون متحدثا رسميا عن نفسه، وهو ما يدفعه للفشل إذا كان الفنان لا يتمتع بحسن الإدارة، وقد يدمر نفسه بكلمة، ممكن تتكلم بحنكة المثقف تعرف تقول إيه ومتقولش إيه، زى أم كلثوم وعبدالحليم، عمرو دياب بيدير نفسه صح، أحمد زكى، كان عارف يتكلم ازاى، محمد رمضان اتاخدت منه، شيرين عبدالوهاب، أذكرها على سبيل المثال فقط، ولذلك إدارة النفس أهم شىء، لأننا نعول على الفنان أن يدير نفسه بنفسه،عكس ما يحدث فى الخارج هناك شركة تدير الفنان كى لا يتكلم مع أحد.
■ كيف ترى من تتلمذوا على يديك حاليًا؟
- البعض منهم تقلد الساحة الغنائية واستمر، والبعض الآخر ابتعد عن المشهد، وآخرون أصبحوا رجال أعمال، فشاركت فى تقديم سوزان عطية، توفيق فريد، مدحت صالح، نادية مصطفى، عمرو دياب، محمد فؤاد، عفاف راضى، ياسمين الخيام، محرم فؤاد، هانى شاكر، طلال المداح، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، محمد ثروت ولكن البيزنس أخده، وبعضهم طور نفسه وتعامل مع العصر والحداثة، وهناك من تكاسل ولم يستكمل.
■ ما أحب الأعمال إليك التى قدمتها؟
- قدمت ما يقرب من 211 مصنفا، ولن أقول «كلهم أولادى»، ولكن حينما قمت بجمعها وجدتها جميلة وتتناسب مع العصر التى تم تأليفها فيه، وأرى أن المؤلف الموسيقى يعيش فى مناخ حسب من حوله ولا يستهويه أى أشياء تقدمية لا تتناسب مع المتلقى، ومارسته منذ أول موسيقى تصويرية فى الإذاعة لقصة حياة روزاليوسف، وإحسان عبدالقدوس، و«الدوامة»، وأعمال كثيرة.
■ ماذا عن مكالمتك الأخيرة للراحلة نادية لطفى قبل وفاتها؟
- تعرفت على الجميلة نادية لطفى عام 1973 وأصبحنا صديقين حتى الليلة التى تسبق وفاتها، فبعدما سمعت شائعة وفاتها تحدثت إليها هاتفيًا اطمئنانًا عليها لأجدها مبتسمة لتقول لى «أنا سليمة الحمد لله»، وكنت دائمًا أجدها مثقفة شابة لآخر وقت لأنها كانت تتذكر ذكريات من 50 عامًا فلا تنسى شيئًا مثلما يحدث لمن فى سنها، لذا أراها ماتت فى ريعان شبابها، وهناك شىء تمنته ولكنه أحزنها.
■ ما هو؟
- هناك من عرض عليها تقديم قصة حياتها واستدعاء بعض الفنانين ممن عايشوها، وكانت فرحة جدا بتجربة تقديم ذكرياتها، ولكن لأمر غير معلوم تراجع من تقدم بهذا العرض مما أحزنها كثيرًا، وكانت تحب أن تتحدث عن نفسها بعملها، وليس بالنشر، وكانت هذه المرة الأولى التى فرحت بأن تقدم ذكرياتها ولم تكتمل.
■ حدثنا عن تعاونك مع فريد الأطرش رغم صغر سنك آنذاك؟
- كنت فى الصف الثالث الثانوى حينها، وكان فريد إنسانًا كبيرًا فى نظرى، وترأس فرقته أحمد الحفناوى، وكانت الفرقة وقتها منتخبا مثل فرقة أم كلثوم، بمعنى أن تتكون لتقديم حفل معين، وكنت وقتها أقوم بالعزف على الأكورديون وكان يجهز لحفل فى سينما قصر النيل بعد غيابه عن مصر لمدة سنتين، ولكنه قدم الحفل كاملا من ألحانه، وفى إحدى المرات أثناء الاستراحة للفرق الموسيقية، كانوا جميعهم يقومون إلا أنا، فأجده يأتى لى بطبق كبير بحنية الأب ليقول «إنت مكسوف؟»، فأقول له «إننى أحس بأنك مثل والدى» ليرد على «أنا زى جدك»، فكانت هناك حميمية وطيبة، ولكن كان لديه عيب وحيد هو إنه «ودنى»، أى حينما يأتى أحد ليقول له شيئًا عن آخر يصدقه، فكان سريع الانفعال فى رد فعله، وأعتقد أن هذه مواصفات الطيبين الذين دائمًا يتأثرون سريعًا.
■ كيف كانت تُدار الحفلات آنذاك؟
- كان فى نفس توقيت حفل فريد الأطرش والذى يقام فى سينما قصر النيل، حفل للفنان عبدالحليم حافظ، فى ريفولى، وكانت هناك حيرة بالنسبة لقيادات التليفزيون بالنسبة للنجمين.
■ لماذا؟
- كانت الأزمة للقيادات، من منهما يذيع حفلته فى التليفزيون، أو الإذاعة، وكان هناك تسابق بين فريد وحليم، فكلاهما يريد عرض حفلته على الهواء فى التليفزيون، إلى أن كان ذكاء عبدالقادر حاتم، الذى خيرهما بأن من ستعرض حفلته بالتليفزيون فلن يحق له تقديمها عبر الإذاعة، أما من يقدم حفلته على الهواء فى الإذاعة سيتم عرضها ثانى يوم على التليفزيون أيضًا، وسيكون مكسبًا له عرضها مرتين، ووافق «فريد» وقتها على تقديم حفله عبر الإذاعة فكان هناك سباق فنى جميل، والجميع يريد تقديم أجود وأفضل ما عنده.
■ ماذا الذى كان يتميز به عبدالحليم حافظ؟
- تعاملت معه لمدة 7 سنوات، فكان أكثر ما يميزه هو أنه يحب اقتناء كل ماهو جيد، وحينما كنا نذهب إليه وعمر خورشيد، فى منزله دائمًا نلتقى تلك الأسماء اللامعة، وكان يخاف النوم ليلاً ويحب الونس، وكنا نتواجد معه ونتحدث عن الفن.
■ على ذكر عمر خورشيد كيف كان لقاؤكما الأخير؟
- كانت علاقتى به قوية جدًا وكنا حريصين على التواجد معًا طوال الوقت، وكنا نتعاون سويًا دائمًا، وكان رغم نجوميته لا ينسى أحدًا ممن حوله، وحينما كنت أعمل موسيقى تصويرية أجده يساهم بدون أجر، وكنت كذلك معه، وفى ليلة وفاته كنا نسهر فى عدد من الأماكن، وكنت سأسافر إلى باريس فى اليوم التالى فاعتذرت عن السهر، وحدثت الوفاة والتى تلاها شائعات عنه كثيرة عارية تمامًا من الصحة.
■ كيف حدثت الوفاة من وجهة نظرك؟
- عمر دائمًا كان كالطفل وكان يحب أن يتسابق بالسيارة، وكان فى تلك الليلة معه سعد مطاوع والفنانة مديحة كامل فى سيارتهما، وهو فى سيارته، وكانوا يسيرون فى شارع الهرم لاستكمال السهرة وقاما بالتسابق حتى حدث أن أحدهما تفادى الآخر فهناك من كسر على عمر ليصطدم بالعمود، وأعتقد أنه إذا كان زجاج السيارة مفتوحا فكان من الممكن نجاته، ولكن الزجاج قام بجرحه فى رقبته ولم يستطيعوا إسعافه ليلقى حتفه وهذا قضاء الله، ولكن ليس صحيحًا كل ما أشيع وقتها.
■ ماذا عن القرصنة وتأثيرها على المطربين؟
- لدينا فى الدستور الأخير حماية الملكية الفكرية، ولكن آلية تنفيذه يجب تشريعها فى مجلس النواب، الدول العربية بدأت تتعامل مع القرصنة بشكل قوى وإجراءات صارمة، لا نستطيع عمل مصنف فنى إلا بعد دفع قيمته سواء تسجيل أو سمع، فى الأول كانت هناك شرطة مصنفات تنزل وتلم الكاسيتات المضروبة، بدأ «يوتيوب» ليصبح منفذا مفتوحا، وبالتالى الواحد بيسمع مجانا، ولا يوجد من يردع هذا الأمر.
■ النقابات الفنية كيف تراها فى الوقت الراهن؟
- فكرة النقابات هى فن الإدارة، الخدمة العامة، كيف أعمل خدمة عامة بدون مكاسب بل أمنحها وقتى وفكرى وثقافتى بدون مقابل، هناك من لديهم النزعة وآخرون لا، وهناك من يجلس على الكرسى بشكل سلبى دون فائدة، قضيت مثلا عاما ونصف العام فى رئاسة اتحاد النقابات الفنية، فأعدت عيد الفن بعد انقطاع 33 سنة، وجعلنا فاتن حمامة تتسلم جائزة تكريمها من رئيس الدولة وقتها المستشار عدلى منصور، نزلت رغم أنها اعتذرت، من 33 سنة للراحل سعد الدين وهبة، عن التكريم، وأيضا ماجدة، ونادية لطفى، وشادية بعتت رسالة «مكنتش قادرة» تنزل، والناس دى كلها كانت تستحق التكريم وعملنا احتفالية، ولقاءات بناء الإنسان، حضرها كل الوزراء، وعملنا لقاء فى المجلس الأعلى للثقافة لعودة البرامج التثقيفية، مثل «نادى السينما، الموسيقى العربية» وبدء تنشيط مراكز الثقافة على مستوى مصر، وأن تكون تلك الأماكن فيها إشعاع ثقافى، لأن المدارس فيها خلل، وقدمت نشاطا ليس لحشد أصوات لكن محاولة خلق جمهور متذوق يكون مصفاة لعزل الأغانى العبثية، دايما عندنا الفن زى الميزان، الجمهور فى كفة والفن فى الأخرى، لو تعادلت الكفتان يبقى نجاح، ضرورة خلق إنسان سوى لديه تذوق، ولاعلاقة لذلك بالظروف السياسية، لأننا كنا طالعين من الأربعينيات والثلاثينات فى حالة فنية عظيمة، كان هناك زخم من الرموز الفنية والأدبية ومناخ على نفسه بنفسه لغاية ما خلصت مدة عبدالناصر، جاء عصر مبارك للأسف لم يعط الفن اهتماماته بل للرياضة، ولما حصلت ثورة يناير دمرت ما تبقى من الفن.
■ ما هى رسالتك للمسؤولين؟
- أتمنى إعادة صياغة التربية والتعليم، لازم يبقى فيه تربية فنية وموسيقى، تدبير منزلى، الحاجات اللى كلها تدعم وتبنى البشر، لو اتبنى صح هيبقى عندنا حصانة من الإرهاب ومن إنفاق مليارات لحماية الدولة، لأننا سنبنى الإنسان.
■ ماذا عن هانى مهنى الزوج والأب؟
- تزوجت ثلاث مرات، الأولى كانت من لبنانية الجنسية «منى» واستمرت الزيجة 17 سنة، وأنجبت منها تامر، وريم، وحصلا على مراكز عليا فى مجال دراساتهما المختلفة، والزيجة الثانية كانت لمدة ثمانى سنوات من الفنانة سميرة سعيد، أما الزيجة الحالية والأخيرة من فرنسية تدعى «بيتى» وهى زواج استمر أكثر من عشرين عامًا، كانت هنادى ثمرة حبنا.
■ هل الحياة مختلفة مع الزوجة الفرنسية؟
- نحن أسرة متفاهمة جدًا وزوجتى على الرغم من أنها فرنسية الجنسية إلا أنها مصرية حتى النخاع لحبها وانتمائها لمصر، وأعتقد أن ثقافتنا المصرية جعلت الكثيرين يعتقدون أن الدول الأوروبية أكثر تحررًا ولكنى من خلال زوجتى الحالية «بيتى» أرى العكس تمامًا فهى من أسرة ملتزمة.
■ ماذا عن ابنتك هنادى وهل رفضت دخولها الوسط الفنى فى البداية؟
- «هنادى» ربيتها على الاستقلالية وتحمل المسؤولية والفكر الجيد، بالنسبة لى مشكلتها الوحيدة هى أن تريحنى ومن كثرة حرصها على ذلك تتعبنى أحيانًا من الاهتمام، وكانت تقوم بالعزف على البيانو وتخرج طاقتها من خلال الأغنيات الأجنبية بمفردها، وحاولت التعامل معها كمدرس ولكنها كانت «بتدلع» لذا أحضرت لها معلمة روسية، وبدأت بشكل احترافى، لتبدأ مرحلة أخرى، وفى مرحلة الطفولة شاركت مع الفنانة هدى سلطان فى الأوبرا فى «أنشودة القدس» وألقت رسالة باللغة الفرنسية فتجرأت على الوقوف أمام الجمهور، وقدمت كليب، وجاءتها فرصة التمثيل فى «أفراح إبليس 2».
■ كيف تلقيت فكرة ارتباط هنادى بالفنان أحمد خالد صالح؟
- اتخضيت فى بداية الأمر، وكنت أحيانًا كثيرة أتعامل بقسوة مع أحمد خالد صالح، وذلك لصغر سنهما، كنت خائفا من تسرعهما، ولكن حينما وجدتهما متمسكين ببعضهما ووجدته صبورا، حينما كنت أقسو عليه بالتليفون كان يمتص غضبى بأدبه وتربيته، فأعجبنى وقررنا قراءة الفاتحة، وإحساسى كأب أن أحدًا سيأخذ روحى منى يخلق صراعا بداخلى.