نبيلة مكرم: السيسي رب أسرة مكونة من 100 مليون مصري

كتب: أ.ش.أ الثلاثاء 11-02-2020 14:45

أكدت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أن مبادرة «مراكب النجاة» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ساهمت بشكل كبير في نجاح مصر في القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية، مشددة على أن جهود مصر في هذا الصدد قوبلت بإشادات دولية كبيرة .

وقالت الوزيرة نبيلة مكرم، في حوار مع الأستاذ على حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مؤتمرات «مصر تستطيع» أعادت ثقة المستثمر المصري في الخارج بالوطن، حيث وجد المستثمرون مناخًا استثماريًا جديدًا، وقانونًا استثماريًا جديدًا، ووحدة داخل الهيئة العامة للاستثمار خاصة بالمصريين المستثمرين في الخارج، وقيادة تكلف الحكومة بأن يكون لديها مصداقية وتفتح كل الأبواب المغلقة.

وشددت على أن أبناء مصر في الخارج يقدرون جيش وطنهم ودوره الكبير في الحفاظ على الوطن ومقدراته.

وأضافت أن الوزارة قامت حتى الآن بما يقرب من 18 برنامجًا لأبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين بالخارج؛ لتعليمهم مفاهيم الأمن القومي المصري والتحديات التي تواجه الدولة المصرية ورفع الوعي لديهم في مواجهة من يريدون تغيير أفكارهم بصورة سلبية.

وأشارت إلى أنها سعت من خلال مبادرة «إحياء الجذور»، للتذكير بأن مصر كانت بلدًا يتم الهجرة إليها وتحتضن كل الثقافات والجنسيات والديانات.

وردًا على سؤال حول المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» ودور وزارة الهجرة في تنفيذها ودعمها، قالت الوزيرة نبيلة مكرم «إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق تلك المبادرة في منتدى شباب العالم الأخير بمدينة شرم الشيخ، حيث كلف وزارة الهجرة بتولي تنفيذ هذه المبادرة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية»،مشيرة إلى أن إعلان رئيس الجمهورية لتلك المبادرة يهدف إلى الحفاظ على النجاح الذي حققته مصر في القضاء على الهجرة غير الشرعية.

ونوهت في هذا الصدد بإعلان الرئيس السيسي أنه منذ عام 2016 لم تخرج أي مركب للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية بما يعد نجاحًا للدولة متمثلة في وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والهجرة، وكذلك منظمات المجتمع المدني والأزهر الشريف والكنيسة، حيث ساهموا جميعًا في هذا الشأن، ونجحت الدولة في إيقاف أي مركب هجرة غير شرعية.

وتابعت الوزيرة نبيلة مكرم:«الرئيس السيسي هو رب أسرة مكونة من 100 مليون مصري، وهو دائمًا يفكر في أولاده ويحرص على حياتهم حرصا شديدا، ولذلك نقوم حاليًا بتدريب وتأهيل الشباب مهنيًا وثقافيًا، بحيث يستطيع أي شاب مصري أن يسافر للخارج وهو مرفوع الرأس، وأن يدخل إلى أي دولة ولكن بطريقة شرعية».

وأوضحت أن الرئيس السيسي تحدث عن «مراكب النجاة» وليس عن «مراكب الموت أو الهلاك» ليعطي نوعًا من أنواع الأمل للمهاجر غير الشرعي بأن الدولة تنظر إليه على أنه المجني عليه وليس الجاني، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ذلك كان واضحًا في قانون تجريم الهجرة غير الشرعية الذي أصدرته مصر.

وقالت «إنه، ومن خلال المبادرة الرئاسية»مراكب النجاة«، تحدثنا عن البعد الإيجابي، وقمنا بتوعية المهاجر غير الشرعي بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وطرحنا كذلك الفرصة البديلة، لأنه ليس منطقيًا أن نتحدث مع المهاجر غير الشرعي عن أنه سيهلك وحسب، ومن هنا جاء التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومع المجلس القومي للمرأة ومع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ لبحث كيفية إعطائه فرصة بديلة.

وأوضحت أن الفرص البديلة تتمثل في وضع أموال المهاجرين غير الشرعيين، التي ستدفع لمراكب الهجرة غير الشرعية، في قروض بحيث يستطيع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن يساعدهم في إقامة مشروعات لهم إلى جانب عقد دورات تدريبية بهدف تأهيلهم ودعمهم.

وأشارت إلى أنه بعد خطوة التدريب والتأهيل وتغيير فكرة المهاجر في السفر، تقوم الدولة باستقبال الأيدي العاملة من خلال مشروعات قومية قائمة بالفعل وجاهزة لمن يسعى إلى العمل، لافتة إلى أن الدولة ليست ضد «الهجرة الشرعية» بل ضد «الهجرة غير الشرعية»، مشددة على أنه يجب على من يسعى إلى السفر أو الهجرة أن يكون مؤهلاً ومدربًا وأن يعي حقوقه وواجباته حتى لايتم استغلال المهاجر المصري في الخارج.

ونوهت إلى عدد من الجولات التي قامت بها في محافظتي الفيوم والبحيرة، وإلى استعدادها حاليًا للقيام بجولة أخرى بمحافظة الغربية، موضحة أنه في تلك الجولات تم تقسيم المحافظات إلى ثلاث شرائح هي: أطفال المدارس والأمهات والشباب للتوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية.

وقالت: «إنه بالنسبة للأطفال، كان لدينا في فترات سابقة هجرة القصر»تحت الـ18 عامًا«وقدمنا أنشطة ترفيهية تهدف إلى التعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومصاعبها بطريقة بسيطة وليست مرسلة، نستطيع من خلالها الاقتراب أكثر من الطلبة بالمدارس ونعطيهم المعلومات بطريقة تناسب تلك المرحلة العمرية»، موضحة أنها طلبت من شركة «ويل سبرينج (wellspring) والتي لديها بالفعل بروتوكول مع الوزارة وتنظم معسكرات لأبناء مصر في الخارج بمدينة شرم الشيخ، تقديم برامج بهدف التوعية من مخاطر تلك الظاهرة بطريقة سهلة وبسيطة.

وفيما يتعلق بالأمهات، قالت «إن هناك العديد من الأمهات يدفعن بأبنائهن إلى الهجرة غير الشرعية»، مشيرة إلى أنه خلال عملها كقنصل لمصر في روما، كانت مسئولة عن المنطقة الممتدة من إيطاليا وحتى مدينة صقلية، وكانت تتابع جميع المراكب المحملة بمهاجرين غير الشرعيين، وعندما يصل المهاجرون أول ما يريدونه هو العودة حيث إلى وطنهم مجددًا، ويقومون بالاتصال بأمهاتهم إلا أنهن يرفضن عودتهم وضرورة أن يأتوا بالأموال التي دفعهوا لكي يسافروا، مشددة على أنها لذلك أولت اهتمامًا بالأمهات وتعاونت مع المجلس القومي للمرأة لتنظيم لقاءات جماهيرية من أجل حشد السيدات والأمهات عبر مكاتب المجلس بالمحافظات لتوعيتهن.

وأوضحت أنها عندما تتحدث إلى الأمهات لا تتحدث بلغة سياسية، بل بالوازع الديني والإنساني والتحذير من الموت والمخاطر المهلكة التي يواجهها أبنائهن.

وعن الشباب الراغب في الهجرة غير الشرعية، أوضحت الوزيرة نبيلة مكرم أنها تتعاون، في هذا الصدد، مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقدم لهولاء الشباب نماذج ناجحة من محافظاتهم، من الذين استثمروا ما لديهم من أموال بمساعدة الجهاز وباتوا يتحدثون عن نجاح مشروعاتهم وخبرتهم لمن يسعون للهجرة غير الشرعية، حيث تصل الرسالة بشكل أفضل، مشددة على أنها تركز على أكثر المحافظات التي يخرج منها مهاجرون غير شرعيين، مثل محافظتي كفر الشيخ والغربية والتي هاجر منها شباب بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، موضحة أنه لا بد من التحدث إليهم بطريقة مختلفة؛ لذلك ستقوم بجولة بمحافظة الغربية بالتعاون مع برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني (TVET) التابع لوزارة التربية والتعليم.

وأشارت إلى أنها عقدت اجتماعًا موسعًا مع محافظ الغربية، وستقوم بتنظيم زيارة استطلاعية يوم 16 فبراير الجاري؛ لزيارة القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وكذلك القرى المنتجة.

وقالت الوزيرة نبيلة مكرم: «لدينا في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية ليس فقط المواهب المدفونة، بل الكثير من الحرف اليدوية التي تشتهر بها تلك المحافظات، مثل صناعة الفخار بقرية تونس في الفيوم»، مشيرة إلى أنها ستقوم بزيارة 11 محافطة معروفة بأنها مصدرة للهجرة غير الشرعية.

وأشارت إلى أهمية التعليم الفني الذي ينظر إليه أحيانًا بنظرة غير إيجابية وأن الشهادة الجامعية هي الأهم، مُذّكرة بأن دولة مثل ألمانيا اليوم تقوم على العمالة الفنية، منوهة بأنها بحثت مع وزيرة التضامن الاجتماعي مساهمة منظمات المجتمع المدني التي تعمل في التأهيل والتدريب في مهن التكييف والنجارة والسباكة والحرف الفنية الأخرى، مشددة على أن العامل المصري مطلوب في الخارج؛ لأنه معروف بمهارته وسهولة الاندماج والالتزام.